تراجع المؤشر العام للسوق السعودية الأسبوع الماضي حتى مستوى 6932 بتذبذب عال بين أعلى وأدنى نقطة مقداره 1209 نقاط، وقد شهد في أيامه الأولى تراجعا حادا تراجعت معه الكثير من الشركات حتى أغلقت يوم الإثنين 45 شركة على النسبة الدنيا المسموح بها، كما تراجع المؤشر تراجعا حادا وأغلق خاسراً 504 نقاط وقد يعود سبب هذا التراجع خاصة يوم الإثنين إلى تراجع جميع الأسواق العالمية بسبب افلاس بعض البنوك الأمريكية، وتأثر السوق السعودية بها تأثرا كبيرا وغير مبرر، رغم أنه كان من المتوقع ارتداده ذلك اليوم بناء على مؤشراته الفنية وبناء على شمعة يوم الأحد إلا أن التأثير والخبر ومجاراة البورصات العالمية كان أقوى من الشارت ومؤشراته وأشكاله ولكنه سرعان ما عاد يوم الثلاثاء وقلص الكثير من خسائره مكونا بذلك نجمة عاكسة أغلق بعدها السوق على ارتفاع في آخر أيامه الأربعاء وقد يعتبر بعض المتداولين ارتداده ارتدادا مؤقتا بسبب تصريح رئيس هيئة سوق المال التي يعتبرونها إيجابية على السوق وكان السوق بحاجة لمثلها خاصة في المناطق السلبية القوية وللتأكد من حقيقة التراجع من عدمها لابد من نقاط يجب أن يتجاوزها المؤشر سيتم ايضاحها، وكان المؤشر قد اغلق نهاية الأسبوع الماضي على مستوى 7387. هل ارتداد الأربعاء حقيقيا ارتد المؤشر العام يوم الثلاثاء من نقطة 6932 وهي نقطة ليست ببعيدة عن قاع السوق منذ 2006م والتي كانت قريبا من مستوى 6767 بتاريخ 4- 2-2007م ولم يفصلها عن قاع الثلاثاء الماضي سوى 165 نقطة فقط وارتداد المؤشر من 6932 كان متوقعا نظرا لقربه من قاع سابق ولكن الأهم هو صدق الارتداد وحقيقته ولا يكون ذلك إلا بأمور (فنية) هامة منها: - لابد من تجاوز نقطة 7562 والثبات فوقها لعدة أيام وعدم كسرها هبوطا هذا الأسبوع، وبالمقابل فإن عدم تجاوزها يُعتبر مؤشرا سلبيا قد يعيد المؤشر لاختبار قاع الثلاثاء والذي بكسره يتأكد بنسبة كبيرة كسر القاع الأكبر 6767 والبحث عن قاع جديد غيره. - ليس كاف أن نتجاوز 7562 فعدم تجاوزها يؤكد السلبية إلا أن تجاوزها لا يعتبر موقع أمان فهناك نقاط هامة غيرها وأولها 7810 وهي تمثل خط ترند هابط قصير المدى وتمثل قاعا سابقا تم كسره يوم السبت الماضي، وما لم يتم تجاوز هذه النقطة ستظل السلبية قائمة والتراجع يظل محتملا إلا أن تجاوزها يُعتبر مؤشرا إيجابيا مبدئيا ويُشترط في ايجابيته تزايد السيولة وثباتها خلال هذا الأسبوع فوق مستوى 6 مليارات. - السيولة والكميات المتداولة من أهم ما يُنظر إليه هذا الأسبوع في حين تجاوز النقاط المذكورة أعلاه فعودة السيولة مرة أخرى إلى ما بين 3-4 مليارات مؤشر على عودة السوق لقاعه الأخير ولكي نحكم على أن الارتداد كان حقيقيا فلابد من تزايد السيولة وعدد الصفقات والكميات المتداولة ازديادا طرديا مع نقاط المؤشر. - ولابد من دخول سيولة استثمارية وغير انتهازية في الشركات القيادية المؤثرة والشركات الاستثمارية القوية والتي باتت في مناطق جذابة للمستثمر الذي يبحث عما توزعه الشركات من أرباح سنوية أو نصف سنوية. المؤشرات الفنية منذ مطلع الأسبوع الماضي والكثير من المؤشرات الفنية في مناطق غير مخيفة حتى لو كان بعضها لم يعط إشارات إيجابية بعد ولكنها بشكل عام تشير إلى تشبع كبير من البيع وانتظار الشراء حتى ولو على المدى القصير إلا أن المؤشرات البطيئة التي ينظر إليها المستثمرون لاتزال في مناطق وتقاطعات سلبية كالموسطات المتحركة 50- 100-200 يوم وهي منذ أن كسر المؤشر 9500 حتى نهاية الأسبوع الماضي وهي في ترتيب سلبي وتقاطع غير إيجابي وقد لا تعود إلى وضعها الإيجابي إلا بعد تجاوز المؤشر مستوى 8900 والثبات فوقها لعدة أيام متتالية. والمؤشر كسر الأسبوع الماضي ضلع الوتد الهابط وأغلق تحتها وهذا يعتبر غير جيد ما لم يعود المؤشر للدخول في نقاط الوتد الهابط شريطة ألا يعود لكسره ثانية ولا يدخل السوق في الإيجابية الآمنة حتى يخترق مؤشره ضلع الوتد الهابط العلوي والذي تتناقص نقاطه مع كل أسبوع وهي هذا الأسبوع فوق مستوى 8650 نقطة. نقاط الدعم والمقاومة والارتكاز نقاط المقاومة الفنية على المدى الأسبوعي لا على المدى اليومي أولها 7562 وهي رغم قربها إلا أنها نقطة هامة جدا تأتي بعدها 7810 وهي نقطة أهم لكونها تمثل خط ترند هابط لثلاث شمعات أسبوعية. نقاط الدعم أولها 7282 وهي نقطة دعم ولكنها ليست بقوة النقاط التي بعدها وأولها 6932 وهي تمثل نقطة قاع أخير ارتد منه المؤشر الثلاثاء الماضي وكسرها مؤشر لكسر القاع الأساس 6767 . نقطة الارتكاز 8486 وهي نقطة فوق نقطة الإغلاق هل ذهب بريق الأسهم المجانية كانت الشركات التي تُعلن عن موافقة الهيئة على منحها أسهما مجانية تتفاعل تفاعلا إيجابيا مع هذا الخبر الذي يعتبره الكثير من المستثمرين خبراً إيجابياً يزيد محافظهم أسهما يستفيدون منها على المدى البعيد وحُق لهم وخاصة في الشركات القوية وذوات النمو المتزايد وخير مثال شركة سابك والراجحي ومن دخل فيها قبل بضع سنوات يعي ذلك جيدا ولكن ماذا الآن بعد تغيير وحدة السعر هل تظل الإيجابية إياها أم يذهب بريقها بسبب تغيير سعرها بعد التقسيم إلى إحدى النطاقات التي تحت 50 ريالا فلو كانت شركة سعرها الحالي 80 ريالا مثلا وفي حين منحها سهما لكل سهم سيصبح سعرها السوقي 40 ريالا ووحدة سعرها 10 هللات بدلا من 25 هللة وتتزايد عدد أسهمها ضعفها فهل هذا إيجابي لها أم سلبي؟ من واقع تداولات الأسبوع الماضي نستشف أن بريقها قد تلاشى ولم يعد كما هو سابقا فجميع الشركات التي أعلنت الهيئة موافقتها على ما طلبته من منح أسهم لمساهميها لم نجدها تتفاعل تفاعلا كبيرا كتفاعلها قبل تطبيق تغيير وحدة السعر وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على رغبة مالكيها في بقائها لأكبر وحدة سعر ممكنة. الخلاصة فنيا تراجع المؤشر من مستوى بالقرب من قاع سابق وهذا طبيعي جدا ولكنه لا يؤكد حقيقة الارتداد من غيرها ولهذا لابد من مراقبة النقاط المذكورة أعلاه وأيضا قيمة التداول وأهمية تزايدها وثباتها فوق مستوى 6 مليارات على الأقل خلال الأسبوع الحالي إلا أن الأسعار أصبحت في بعض الشركات الاستثمارية تستدعي الدخول التدريجي حتى لو حصل تراجع خاصة في ذوات المكرر المنخفض وذوات النمو المتزايد المتوقع مع ضرورة المحافظة على سيولة خارجية احتياطية مهما كانت الإغراءات. [email protected]