تتجه أنظار تجار الخضار في المملكة ودول الخليج مع بداية فصل الصيف إلى وادي الدواسر حيث تكثر زراعة أجود أنواع (الحبحب) الذي بلونه الأحمر ومذاقه اللذيذ إضافة إلى حجمه مما يجعله يجد إقبالاً من التجار بغرض تسويقه على المستوى الداخلي وفي دول الخليج. (الجزيرة) قامت بجولة على مزارع وحقول الحبحب وسوقه بمحافظة وادي الدواسر حيث التقينا بالمزارع عبد الله بن إبراهيم الدوسري الذي قال إن إنتاج هذا العام تميز بجودة وخلوه من الآفات المدمرة وهناك تخوف من التسويق حيث نزلت الأسعار مع بداية الموسم بمستويات متوسطة حيث وصل سعر السيارة الصغيرة إلى قرابة 1100 ريال وهو قابل للنزول إلى دون ذلك ولا يتواكب مع ارتفاع تكاليف الإنتاج التي تضاعفت نتيجة ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج مثل الأسمدة والمبيدات وتكاليف المعدات الزراعية والأيدي العاملة.. فتكلفة إنتاج الهكتار تجاوزت 20.000 ريال هذا العام بينما كانت لا تزيد عن 8000 ريال في المواسم الماضية وهي تكلفة تعتبر عالية جداً، مضيفاً أن مزارع وادي الدواسر ولله الحمد ذات إنتاج جيد إذ يصل متوسط إنتاج الهكتار الواحد إلى 40 طن تقريباً وقد تزيد أو تنقص حسب نوع التربة إلا أن زيادة أسعار المبيدات والأسمدة التي ارتفعت إلى نسبة تزيد عن 200% خلال هذا العام فقط تجعل مزارعي الحبحب يعيدون النظر في زراعته في المواسم القادمة إذا بقيت أسعار الأسمدة والمبيدات على هذا الوضع.. كما طالب المزارع فلاح بن بارز الدوسري الجهات ذات العلاقة إلى وضع حد للزيادة المطردة في أسعار الأسمدة التي خلطت جميع حساباتهم قبل الموسم ووضعتهم في مأزق كبير، مضيفاً بقوله: إننا أصبحنا ننتظر الزيادة من الشركات المنتجة مع بداية كل شهر ميلادي.. وهذا يلحق الضرر بالمزارعين الذين يبنون حساباتهم في بداية المواسم الزراعية على أسعار معينة ويفاجؤون بمضاعفتها خلال نفس الموسم مقترحاً أن تحدد الزيادة أو الخفض في الأسعار مع بداية كل عام ميلادي حتى يبني المزارعون حساباتهم على أسعار ثابتة. وقال المهندس الزراعي عبد الحليم حافظ أبو كشك المشرف على عدد من مشاريع الحبحب بوادي الدواسر إن المساحات المزروعة هذا العام في وادي الدواسر تصل إلى 3000 هكتار بزيادة تتجاوز 10% عن العام الماضي إلا أن تأخر موسم برودة الطقس هذا العام وانخفاض درجات الحرارة في الأشهر الماضية عن الموسم الماضي ووجود الغبار بكثافة هذا العام مع عدم نزول الأمطار أدى إلى انخفاض الإزهار والعقد مما أدى إلى انخفاض الإنتاج في القطفة الأولى وبالتالي تأخر الموسم هذا العام أكثر من أسبوعين عن وقته المحدد . كما قامت (الجزيرة) بجولة في سوق الحبحب بوادي الدواسر وقد بلغ عدد السيارات التي تفد إلى السوق يومياً قرابة 1000 سيارة زنة طن ونصف الطن تقريباً.. ومن المتوقع أن يتجاوز ذلك بكثير خلال الأيام القليلة القادمة بخلاف السيارات الكبيرة التي تنطلق مباشرة من الحقول إلى الأسواق في كافة أرجاء المملكة والدول المجاورة. وذكر أحد التجار أن سوق وادي الدواسر يحتاج إلى مزيد من التنظيم وتوفر الخدمات ليحافظ على أسعاره اليومية بحيث تبدأ فترة الحراج في ساعة معينة وتنتهي في ساعة معينة ويحضر جميع التجار هذه الفترة للشراء بمزاد يشهده الجميع.