في جدة، وحدها يوجد 11 فريقا رياضيا نسويا يضم 420 لاعبة.. هذه الفرق النسوية الرياضية تمارس لعبتي الطائرة والسلة.. كما أن هناك فرقا نسوية عديدة لألعاب رياضية أخرى تتواجد في عدد من مدن ومناطق المملكة تنظم فيما بينها مسابقات ومباريات. وقد نشرت صحف سعودية كالحياة وعكاظ والوطن عن هذه النشاطات الرياضية النسوية بين فترة وأخرى وتتابع فعالياتها. وتعتبر جامعة الملك عبدالعزيز بجدة إحدى أهم الحواضن للرياضة النسوية في المملكة وكذلك كلية عفت، وهو ما يؤكد على وجود نشاط رياضي حقيقي، هو امتداد لما هو موجود في عدد من المدارس الأهلية في مدن كالرياض مثلا التي كانت تخصص أوقاتا من اليوم الدراسي لممارسة النشاط الرياضي للطالبات، ولكن هذا التواجد اختفى منذ اجتياح المد الصحوي المدرسة السعودية من بعد حركة جهيمان الآثمة. الزميلة (الحياة)، نشرت حوارا مع (مدربتين) سعوديتين وهما (محترفتان) رياضياً(!) أكدتا أن كرتي الطائرة والسلة تشهدان إقبالا كبيرا من الفتيات سواء لممارستها أو الانضمام لأحد النوادي النسائية أو من خلال حضور المباريات النسوية وتشجيع اللاعبات، مؤكدتين أنهن يمارسن هذه الرياضة من دون اختلاط بالرجال نهائياً. وكشف هذا التقرير الصحفي أن المدربة الرياضية لكرة السلة نجلاء الحارثي تحمل درجة حكم معتمد بعد أخذها دورات في تحكيم كرة السلة للنساء وهي تمارس تحكيم مباريات كرة السلة النسوية منذ خمسة أعوام. أما مدربة كرة الطائرة والسلة رقية الزهراني فقد اتجهت للتدريب بعد أخذ دورة على يد المدربة السعودية أمينة النهدي ثم التحقت بدورة لتأهيل الحكام في لبنان تحت إشراف الاتحاد اللبناني وهي الآن (حكم دولي معتمد) لكرة السلة. الممارسات للألعاب الرياضية النسوية أكدن أن مشكلتهن تكمن في عدم الاعتراف بالفرق النسوية كفرق معتمدة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأن هذا خلق صعوبة في الاستمرار وعدم توافر أندية وملاعب مجهزة للفتيات لممارسة الرياضة. الغريب، أن العناصر النسائية التي تكتب في صفحات الرياضة السعودية.. لا دخل لهن بالرياضة النسوية.. فهن مهمومات جدا بالرياضة الذكورية.. ولم يمارسن أي حماس أو اجتهاد في الاهتمام بالجانب الرياضي لدى النصف الآخر.. المهمش جداً في هذا الجانب.. الطاغي عليه الاحتكارية الذكورية.. وهو ما يثير سؤالاً يتساءل: هل بعض من الأسماء النسوية التي تتواجد في صفحات الرياضة الذكورية فعلا هن من النساء.. أم أنهن مجرد أسماء.. للزوم ما يلزم!!.. سأستثني تأكيد قلم رياضي واعٍ ومنتمٍ كالمتخصصة الرياضية منيرة الشنيفي التي انشغلت بهموم المرأة الرياضية.. وجندت قلمها في سبيل خلق ثقافة رياضية تهم الأنثى، وتسعى إلى طرح همومها ومطالبها وحقوقها.. الرياضية، بعكس أولئك اللاتي انشغلن بالكرة الرجالية وما أدراك ما الكرة.. أكثر من الرجال! أذكر أنني تحدثت مع رئيس سابق للرئاسة العامة لتعليم البنات قبل أن تتولى وزارة التربية والتعليم مسؤولية مدارس البنات، حول ضرورة إدخال الرياضة ضمن نشاط مدارس البنات في المملكة لما في ذلك من حاجة وقيمة وضرورة صحية ولياقية وبدنية ونفسية يحتاجها أي فرد يعيش في مجتمعات المدنية الراهنة. وبالذات في المجتمع السعودي المعاصر.. حيث يقل فيه النشاط الحركي والعضلي للفرد.. وبالذات بالنسبة للأنثى نتيجة ظروف وعوامل.. معيشية وحياتية وتقاليدية.. لا تخفى عن الجميع. فرحت، مدهوشاً.. أن الشيخ الوقور.. يحمل نفس الهم، بل إنه أكثر إدراكاً لقيمة ذلك وضرورته. وأخبرني أن هناك مشروعا حثيثا لتهيئة مدارس البنات لتمكين الطالبات من القيام بالتمارين الرياضية في طابور الصباح وفي أوقات الفراغ وممارسة رياضة المشي وما يستطعن من مناشط رياضية بدنية وحركية. المسؤول الوقور والقابض على العلم الشرعي والتربوي، زف لي بشرى عقدت لساني سروراً عندما قال: إن هناك صالة رياضية كبرى يتم إنشاؤها حاليا في الرياض مخصصة للنساء، يمارسن فيها ألعابهن ونشاطاتهن وفقاً للتعاليم الشرعية والقبول الاجتماعي. قلت للرجل: أأبشر الناس.. ابتسم قبل أن أودعه، وطلب مني عدم الإخبار.. لسبب مقنع، خشية إفشال ما ينتظر..! الرجل غادر منصبه، وفيما يبدو حدث ما كان يخشاه، فلم يحدث أي شيء..! لا منشأة رياضية كبرى ولا تواجد للرياضة.. في مدرسة البنات! ولا أعتقد أن مثل هذا الأمر سيكون، أعني أن تكون مدرسة البنات هي الحاضن للرياضة النسوية، وأن تكون مدرسة البنات هي المكان الأكثر قبولا وضمانا لممارسة النساء ما يحتجن من منشط رياضي وحركي لبدنهن وصحتهن لكون الممارسة الرياضية ليست ترفيها وليست ترفا وعبثا كما يصرّ الرافضون لذلك. إنما هي حاجة وضرورة إنسانية حياتية وصحية وبدنية ونفسية يحتاجها الفرد.. أي فرد، ذكر أم أنثى، طفل أو شيخ، فقير أو غني. والمتأمل لأرقام وإحصائيات شيوع أمراض السمنة والشرايين والدم والسكري وهشاشة العظام وبالذات بين النساء والفتيات في المملكة.. سيرجح أهمية المسارعة بإدخال الرياضة إلى مدارس البنات في المملكة، وضرورة تأسيس رياضة نسوية سعودية يحتاجها مجتمعنا الذي يعيش في كنف ورشة التنمية السعودية.. ولكن هل سيحدث ذلك؟! على مستوى وزارة التربية والتعليم.. لا أعتقد! فالفكر التربوي المهيمن على القرار والرؤية في منظومة التعليم في الوزارة لن يسمح بذلك.. ولا يريده، وهو ما تعبر عنه مديرة إدارة النشاط للبنات التابعة لوزارة التربية والتعليم في تحقيق صحفي نشرته الشرق الأوسط حول الدعوة لإدخال الرياضية في مدرسة البنات. تقول سعادة المديرة: إن الرياضة البدنية.. لا تليق بالأنثى!! مما يزيد التفاؤل بمواكبة احتياجات المجتمع الجديد الخطوة التاريخية التي أقدمت على إنجازها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، من خلال اختيار أول امرأة سعودية في عضوية اتحاد رياضي (اتحاد الفروسية). وهو خطوة وجدت صدى وقبولا واسع النطاق في المجتمع السعودي، ويا ليت هذه الخطوة قد تواجدت في اتحادات وجود المرأة السعودية فيها أهم كاتحاد الرياضة للجميع واتحاد التربية البنية.. شكراً للقيادة الرياضية المسؤولة عن رياضة (كل المجتمع السعودي) والأمل يزداد تفاؤلا في تواجد (اتحاد الرياضة النسوية).. قريباً، وسريعاً. من أجل وجود رياضي نافع وصحي أحوج ما تكون له الرياضة السعودية في حقبة الألفية الراهنة.. مما سيكون له تأثيره الإيجابي على ثقافة الأسرة السعودية.. رياضياً.. والذي ستجني الرياضة السعودية فوائده العظيمة على مستوى اللاعب واللعبة والوعي الرياضي السعودي. يا وزارة الإعلام..! في خرق فاضح لقيمة الممارسة الإعلامية السعودية وفي وأد لأخلاقيات وأمانة المهنة النبيلة، لم تتوانَ مطبوعة (المروجين) الوافدة من أن تصف جماهير الهلال بأنها (متشبعة بفكر عنصري)!! المطبوعة التي اعتادت على تلويث الطرح الصحفي الرياضي بكل ألوان وأشكال الإسفاف والإهانة ومخالفة القيم الدينية والأعراف الإعلامية.. تثير الاستفهام حول سكوت وزارة الثقافة والإعلام عنها وتستغرب أن تجد هذه المطبوعة الوافدة رعاية ودعم مؤسسات وطنية كالخطوط السعودية وشركة الاتصالات..! هذه المطبوعة، ورغم ما تجده من دعم معنوي ولوجستي وغض نظر.. إلا أن أرقام توزيعها لم تستطع تجاوز سقف الثلاثة آلاف نسخة.. في تأكيد على ما يتمتع به مدرج الرياضة السعودية من وعي قاده لتجاهل.. بضاعة المروجين.. وقانا الله من شرورها.