كان الشيخ والمربي الفاضل عثمان الصالح- رحمه الله- يقيم في داره كل يوم اثنين جلسة أدبية تكون محطة استراحة فكرية للأدباء والمهتمين بالفكر والنتاج الأدبي ونحوه في المملكة، وكان من نهجها أن تستضيف النوعيات الواعية من المثقفين هنا أو من خارج الوطن، وبالرغم من أنها مرة واحدة في الأسبوع إلا أن مريديها كثر والمنظرين لها أكثر، فكانت بمثابة تجديد العهد بين الأدباء الإعلاميين بعضهم ببعض، حيث يلتقون هناك ويقابل بعضهم بعضاً بعد انقطاع يدوم بينهم لانشغال أكثرهم بالبحث عن مصدر رزقه في فجاج هذا الوطن المعطاء، فتكون محطة الاستراحة عند أبي ناصر. وبعد أن توفي أبو ناصر الشيخ عثمان الصالح- رحمه الله- توقفت هذه الإثنينية، وطال توقفها كثيراً بعد أن كانت عامرة داره - رحمه الله- بها، وعادة أن الناس إذا ما تعودوا على شيء وفقدوه يكون حزنهم أو انشداههم أكثر من فقدان ذلك الشيء، فيصيرون إلى البحث في الأسباب والمسببات أكثر، وقد كنا مجموعة من المهتمين بالفكر نتباحث حول الندوات التي تقام في الرياض الغالية، فجاء ذكر ندوة المرحوم الشيخ عثمان الصالح، ولماذا توقفت بعد وفاته، ولماذا لا يحييها أبناؤه من بعده وفاء لأبيهم وإحياء لذكره الطيب بين الناس حيث كان لها ميزة ووهجا لا يقارن بغيرها، بحكم أن المقيم لها- رحمه الله- كان يمتلك رصيداً كبيراً في المجتمع من المحبين له ولفكره المعتدل. لا أدري لماذا توقفت اثنينية المرحوم عثمان الصالح ولماذا لم يتم بعثها من قبل أبنائه من بعده، لكن الذي أرجوه أن تعود إلى الوجود، وأن تكون مثلما كانت في زمن والدهم الذي كان يحاول أن تكون الإثنينية جامعة لكل المهتمين بالفكر والأدب والتاريخ والإعلام، والتي كانت فعلاً مجمعاً للتواصل بينهم في حوارات تعود بالخير على وطنهم الذي يحبونه ويقدمون له كل غال ونفيس. فاكس 2372911