تسببت المواجهات وأعمال الشغب في لاسا في إقليم التبت بالصين في مقتل حوالي مئة شخص، بحسب (معلومات غير مؤكدة) تلقتها حكومة التبت الموجودة في المنفى، غير أن الأرقام الرسمية الصينية تشير إلى عشرة قتلى فقط. وقالت حكومة التبت في بيان في شمال الهند (لدينا معلومات غير مؤكدة تشير إلى مقتل مئة شخص وتطبيق القانون العرفي في لاسا). وعبرت الحكومة عن (القلق الشديد) إزاء معلومات (مصدرها ثلاث مناطق في التبت تتحدث عن مقتل أشخاص بطريقة عشوائية، وعن توقيف آلاف التبتيين الذين كانوا يتظاهرون سلمياً ضد السياسة الصينية). وأمس السبت حددت الصين (مهلة استسلام)، وأعلنت أعداد القتلى، وعرضت أول تغطية تلفزيونية لأعمال الشغب التي وقعت في مدينة لاسا، مشيرة إلى قمع أسوأ اضطرابات تقع في التبت منذ عقدين من الزمان. ولكن مصدراً قريباً من حكومة التبت في المنفى أشار إلى أن العدد الرسمي للقتلى الذي أعلنته الصين والبالغ عشرة قتلى قد لا يكون حقيقياً. ويأتي ذلك قبل شهور فقط من دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها بكين. وأعلنت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) أن عشرة (مدنيين أبرياء) لقوا حتفهم حرقاً في الحرائق التي صاحبت اشتباكات عنيفة في لاسا عاصمة التبت النائية يوم الجمعة. وأضافت أنه لم يلق أي أجنبي حتفه. ولم تدل الوكالة بالمزيد من التفاصيل، ولم يتسنَّ التأكد من صحة التقرير. وذكرت شينخوا أن (سلطات تعزيز القانون في إقليم التبت المتمتع بحكم ذاتي أصدرت بياناً أمس السبت، يطالب منتهكي القانون بتسليم أنفسهم بحلول منتصف ليل الاثنين، مع وعد بالتساهل والرفق مع هؤلاء الذين سيستسلمون). وكانت الصين اتهمت أتباع الزعيم الروحي المنفي للتبت الدالاي لاما بأنه الرأس المدبر وراء أعمال الشغب التي تأتي في الوقت الذي تستعد فيه بكين لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية؛ ما بدأ يثير بالفعل أحاديث عن مقاطعة الألعاب. ومن المقرر أن تصل شعلة الأولمبياد إلى لاسا خلال أسابيع. وهاجمت حشود من التبت في مدينة لاسا مكاتب حكومية، وأشعلوا النيران في سيارات ومتاجر، وألقوا حجارة على الشرطة أمس الجمعة في مواجهات دموية تسببت في سقوط العديد من الجرحى. وقال تشيانجبا بونكوج رئيس حكومة إقليم التبت المتمتع بحكم ذاتي للصحفيين في بكين: إن سلطات التبت لم تطلق أي أعيرة نارية لتهدئة العنف في لاسا التي ذكرت وكالة شينخوا أنها (عادت للهدوء). ومكث سكان لاسا في منازلهم، وأغلقت المتاجر أبوابها أمس السبت خشية وقوع مواجهات جديدة. ووبخت الصين زعيمي الولاياتالمتحدة وألمانيا على الأخص خلال الشهور المنصرمة لاستضافتهما الدالاي لاما قائلة إن مثل هذه الأعمال تعزز ما تصفها بالأهداف (الانفصالية). وحثت أيضا الهند على وقف الاحتجاجات هناك التي يقوم بها أفراد من التبت يعيشون في المنفى. وبالرغم من أنه لم يتضح ما إذا كانت الاشتباكات ستندلع ثانية في مطلع الأسبوع إلا أن بكين أوضحت بالفعل أنها لا ترى مبرراً لتغيير سياستها في التبت، حيث يرفض الكثير من السكان المحليين وجود الصينيين من عرق هان، وهي أكبر جماعة عرقية صينية. ولكن الاحتجاجات أصبحت قضية دولية بالربط بينها وبين أولمبياد بكين. وقال نجم هوليوود النشط المدافع عن التبت ريتشارد جير إنه يتحتم مقاطعة الأولمبياد إذا أساءت بكين التعامل مع الاحتجاجات. ومن جانب آخر أعاد البرلمان الصيني انتخاب هو جين تاو رئيساً للبلاد أمس السبت، وأعطى زعيم الجيل الجديد شي جينبينج تفويضاً لمدة خمس سنوات أخرى كنائب للرئيس. وأعيد انتخاب هو أيضاً رئيساً للجنة العسكرية المركزية بأغلبية 2959 صوتاً مقابل اعتراض أربعة وامتناع أربعة عن التصويت. وسيرشح الرئيس رئيساً للوزراء من المتوقع أن يوافق عليه البرلمان الصيني اليوم الأحد.
