نفى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير يوم الخميس المنصرم أن تكون بلاده علمت مسبقا بعملية نفذتها الولاياتالمتحدة في عام 2001 لاعتقال مواطن ألماني في المغرب وتسليمه إلى سوريا حيث قيل إنه تعرض للتعذيب.. وكان شتاينماير يدلي بشهادته أمام لجنة برلمانية خاصة شكلت للتحقيق في تعاون إلمانيا مع الولاياتالمتحدة في (الحرب على الإرهاب) لاسيما معرفتها بالنقل السري للمشتبه بهم في الإرهاب على يد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وركزت جلسة يوم الخميس على قضية محمد الزمار - وهو سوري المولد ألماني الجنسية وكانت له صلات بخلية القاعدة في هامبورج التي قادت هجمات 11 من سبتمبر ايلول 2001 على الولاياتالمتحدة. وكانت السلطات الألمانية استجوبت الزمار بعد الهجمات ثم أطلقت سراحه، وسافر بعد ذلك بفترة قصيرة من ألمانيا إلى المغرب حيث ألقي القبض عليه. وقال تقرير لمجلس أوروبا إنه تم نقله جوا إلى سوريا على متن طائرة تابعة للمخابرات المركزية الأمريكية. وكان شتاينماير يشغل وقتئذ منصب رئيس الأركان في حكومة المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر والمسؤول عن تنسيق شؤون المخابرات وحاليا هو أكبر مسؤول في الحزب الديمقراطي الاشتراكي في حكومة المستشارة انجيلا ميركل الائتلافية. وظهور أي دلالة على أن شتاينماير كان يعلم بالرحلات الجوية للنقل السري التي قامت بها المخابرات المركزية الأمريكية أكثر مما أفصح عنه سابقا سيلحق ضرراً كبيراً به وبحزبه الديمقراطي الاشتراكي الذي يواجه اضطرابات بالفعل جراء جدال عام بشأن ما اذا كان يتعين عليه التعاون مع حزب من اقصى اليسار. ووصف شتاينماير ما رددته وسائل الإعلام وبعض أعضاء البرلمان من أن ألمانيا قبلت بشكل مستتر خطف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لمواطنيها بأنها (محض هراء). وقال شتاينماير للجنة إنه (في نوفمبر عام 2001 لم يكن هناك (معتقل) جوانتانامو ولا معلومات عن...عمليات خطف وما يسمى بنقل المشتبه بهم في الإرهاب على يد أجهزة المخابرات الأمريكية). وأضاف: (لم يكن أحد منا يتصور أن... الولاياتالمتحدة قد تأخذ السيد الزمار من المغرب). وحكمت محكمة سورية العام الماضي على الزمار بالسجن لمدة 12 عاما. ودافع شتاينماير عن إرسال مسؤولين ألمان إلى سجن سوري لاستجواب الزمار قبل الحكم عليه قائلا انه كان من واجبهم استجوابه للحصول على معلومات بشأن تهديدات أمنية محتملة لألمانيا. وأضاف شتاينماير إن جماعات حقوق الإنسان تقول انه تعرض للتعذيب في السجن لكن المستجوبين الألمان لم يشيروا إلى أي أدلة على ذلك. ومثل شتاينماير أمام اللجنة العام الماضي في قضية مراد كرناز وهو تركي مولود في ألمانيا اعتقل في باكستان بعد ثلاثة أسابيع من هجمات11 من سبتمبر وسلم إلى السلطات الأمريكية. ونفى شتاينماير في ذاك الوقت ما رددته وسائل الإعلام بأنه رفض عرضا أمريكيا للإفراج عن كرناز من معتقل جوانتانامو الأمريكي للمشتبه بهم في الإرهاب عام 2002م.