أعلن مسؤولون عسكريون اميركيون أمس، ان تحقيقاً اجرته وزارة الدفاع البنتاغون كشف وجود عشرات التسجيلات لاستجوابات معتقلين، وأن احدها اظهر سجيناً كمم فمه لمنعه من تلاوة آيات قرآنية. وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع جوزف موريل ان 50 شريط فيديو على الاقل جرى التعرف اليها حتى الآن، و"تتعلق كلها تقريباً باستجواب معتقلين اثنين مشبوهين بالارهاب، هما جوزيه باديلا والقطري علي الماري في سجن نايفي بريغ العسكري في شارلستون كارولاينا الجنوبية، جنوب شرق"، علماً ان تقريراً جامعياً صدر في شباط فبراير الماضي واستند الى وثائق رسمية، أفاد بأن اكثر من 24 الف استجواب لإرهابيين مفترضين اجريت في غوانتانامو. وأكد موريل ان القيادة الاميركية للشرق الاوسط وآسيا الوسطى التي تغطي العراق وأفغانستان حيث اعتقل آلاف الاشخاص، لم تنه تحقيقها حتى الآن. وفيما امر مساعد وزير الدفاع المسؤول عن الاستخبارات جيمس كلابر نهاية كانون الثاني يناير الماضي بالتدقيق في ممارسات الاستخبارات، بعد كشف اتلاف وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي إي اشرطة فيديو حساسة، قال موريل:"وجدنا ان استخدام تسجيل اشرطة الفيديو غير منتشر". اما الناطق الآخر باسم وزارة الدفاع بريان وايتمن، فأكد ان الوحدات العسكرية التي سجلت استجوابات تلقت الامر بتلف اشرطة الفيديو خلال 90 يوماً"الا اذا توافر سبب للاحتفاظ بها"، وكشف ان اشرطة اخرى صورت في قاعدة غوانتانامو العسكرية الاميركية في كوبا احتفظ بها بناء على امر صدر في 2005. واعترف الناطق باسم وكالة الاستخبارات دون بلاك بأن احد هذه الاشرطة اظهر المحققين يكممون فم الماري المشتبه بأنه"مقاتل عدو"، مشيراً الى ان اللجوء الى هذا الاجراء حتمه تشويش المتهم على عملية الاستجواب عبر تلاوته آيات قرآنية بصوت مرتفع، فيما أكد انه الماري لم يتعرض للضرب او يصفع. وفي برلين، نفى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير علم بلاده المسبق بعملية نفذتها الولاياتالمتحدة عام 2001 لاعتقال الالماني السوري الاصل محمد الزمار في المغرب في تشرين الثاني نوفمبر 2001 وتسليمه الى سورية، حيث قيل انه تعرض للتعذيب. جاء ذلك خلال ادلاء شتاينماير الذي شغل سابقاً منصب رئيس الاركان في حكومة المستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر والمسؤول عن تنسيق شؤون الاستخبارات، بشهادته امام لجنة برلمانية خاصة شكلت للتحقيق في تعاون المانيا مع الولاياتالمتحدة في"الحرب على الارهاب"، خصوصاً على صعيد معرفتها بنقل"سي آي إي"مشبوهين سراً. ودافع شتاينماير عن ارسال مسؤولين ألمان لاستجواب الزمار في سجن سوري، قائلاً انه كان من واجبهم استجوابه للحصول على معلومات عن تهديدات امنية محتملة لألمانيا، وأضاف ان"جماعات حقوق الانسان تقول ان الزمار تعرض للتعذيب في السجن، لكن المستجوبين الالمان لم يشيروا الى اي ادلة على ذلك". ويعتقد بأن الزمار ارتبط بعلاقة مع خلية تنظيم"القاعدة"في هامبورغ التي نفذت اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001، علماً ان السلطات الالمانية استجوبت الزمار بعد الهجمات ثم اطلقته، وسافر بعد شهرين الى المغرب حيث اعتقل. وأفاد تقرير لمجلس اوروبا ان الزمار نقل جواً الى سورية على متن طائرة تابعة للاستخبارات المركزية الاميركية. على صعيد آخر، وافق مجلس النواب الاميركي على عقد جلسة سرية نادرة، هي الاولى منذ ربع قرن لمناقشة القانون المتعلق بعمليات التنصت في اطار مكافحة الارهاب مع تصاعد الخلافات في هذا الشأن مع البيت الابيض. وأيد القادة الديموقراطيون طلب الجمهوريين عقد جلسة خاصة لمناقشة مشروع القانون الذي اقترحه الرئيس جورج بوش. وأعطيت تعليمات الى ضباط امن الكونغرس بضمان قطع كل وسائل الاستماع الى جلسة المجلس، والتأكد من خروج الصحافيين والجمهور من قاعدة المجلس قبل بدء الجلسة التي ستكون الخامسة في تاريخ الولاياتالمتحدة. وفي كندا، اعلنت الاستخبارات الكندية انها جندت مئة عميل جديد العام الماضي ل"مواجهة التهديدات التي تتعرض لها البلاد من جانب جواسيس اجانب او متطرفين يستلهمون القاعدة". وأوضحت انها ستواصل بذل الجهود لتجنيد"جيل جديد من المهنيين في مجال الاستخبارات، وكذلك محللين ولغويين ومخبرين وتقنيين، عبر الافادة من التنوع الديموغرافي في البلاد". وفي هولندا، اوقفت الشرطة باكستانياً للاشتباه في انتمائه الى مجموعة ارهابية دولية خططت لتنفيذ هجمات في غرب اوروبا بينها اعتداء في مدينة برشلونة الاسبانية احبط في كانون الثاني يناير الماضي. وأوقف المشتبه به استناداً الى معلومات جمعتها اجهزة الامن والاستخبارات الهولندية بعدما اخضعته لمراقبة دائمة، وأشارت النيابة العامة الى ان قوات الامن لا تملك ادلة على ضلوع الرجل في التحضير لهجمات في هولندا.