إلى كل من فرش سجادة أحرفه على ورق.. *** عرض: (1) بين القرص والكتاب.. طالما كثر الجدل وكبر بين مناصري الكتب الإلكترونية والكتب الورقية، ولكلٍّ رأيه وتقديره الذي نحترمه... لكن من تعلق برائحة الورق وأدمن عليها لن يجد بدَّاً من التخلص من إدمانه، ولا يريد التخلص منه أصلا، فمن تربى على حميمية المشاعر بينه وبين الكتاب المجسد بين يديه لن تجد إلى قلبه طريقاً في التنازل عن مشاعره الحميمية تجاه جليسه. (2) انتصار.. زرت معرض الرياض الدولي للكتاب في كثير من دوراته، وفي كل دورة أحسب أن التقنية ستهزم التقليد! فإخالني أرى الأرفف الملأى بالأقراص الضوئية والصلبة.. والكتاب الورقي ليس له من الحظ إلا زاوية لا يمتد لها البصر.. لكن العكس ما يحدث؟ فيتنفس مدمنو رائحة الورق الصعداء، وتعلو وجوههم تباشير النصر وكبريائه، ويمسكون بهذا الكتاب وذاك يتصفحون أوراقه بنهم كعاشق قدمت له الفرص عشيقه بين يديه! (3) عشق.. عشق القراءة لو أفردت له قصائد الغزل مساحة لتوارت خلف أبياته قصص المتيمين من قيس وليلى.. وجميل وبثينة، وكل من تيم قلبه وعلق عقله محبوب. عشق القراءة إطلالة من الداخل.. ومخاطبة عقل وفكر بعيداً عن الصراخ والملامح. وما أجمل مثل هذا الحديث؛ ففي الحرف تبديد لمساحات الصمت حين ينطق.. حديث لا يسمعه غير قارئه.. حديث هو همس العاشقين! (4) ضيافة.. حين يبسط الكاتب سجاد أحرفه فوق ورقه، ويسكنها كتابه يفتح دفته لكل عقل يطأ هذه السجادة ضيفاً يجد التقدير والترحيب من بوابة الإهداء إلى بوابة الخاتمة. (5) إدمان.. كثير هم مدمنو رائحة الورق.. ومحظوظون أيضاً فكاتبو الحرف.. مازالوا يعشقون الورق. *** خاتمة: شكراً لوزارة الإعلام والثقافة.. وشكراً لمعرض الرياض الدولي للكتاب. [email protected]