لقي استقلال إقليم كوسوفو الذي تم الإعلان عنه في وقت لاحق من مساء أمس تأييداً غربياً واسع النطاق حيث أعلن الرئيس الأمريكي جورج خلال وجوده في تنزانيا عن تأييده لخطة مبعوث الأممالمتحدة بشأن إعلان استقلال الإقليم، فيما واكب حوالي ألفين من رجال الشرطة والقانونيين الأوروبيين الخطوات الأولى للاستقلال وتأييد عن دعم الاتحاد الأوروبي للخطوة. وتساند القوى الغربية الكبرى طلب الأغلبية الألبانية العرقية المسلمة بالاستقلال بعد تسعة أعوام من قصف حلف شمال الأطلسي المنطقة لطرد القوات الصربية. وتعارض صربيا وروسيا بشدة الإجراء. يذكر أن الولاياتالمتحدة وعدداً من الدول الأوروبية الكبرى قد أشارت إلى أنها ستعترف بالدولة الجديدة. وساندت روسيا صربيا في مطالبتها باستمرار سيادتها على الإقليم وعرقلت طلب كوسوفو للاستقلال في الأممالمتحدة في عام 2007م. وقبل ساعات من هذا القرار التاريخي دعا رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي البرلمان إلى عقد جلسة استثنائية يجري خلالها التصويت على إعلان استقلال الإقليم الصربي. وكان تاجي أكد السبت أن كوسوفو سيعلن استقلاله عن صربيا الأحد مؤكداً أنه اليوم (الذي ستحقق فيه إرادة مواطني كوسوفو). وقال تاجي للصحافيين اثر لقاء في بريشتينا مع رجال دين (الأحد سيكون يوم هدوء وتفاهم (متبادل) ويوم تعهد الدولة تنفيذ إرادة مواطني كوسوفو) مضيفا انه (يوم تاريخي (...) لكوسوفو سيد ومستقل). وأوضح في مقابلته التلفزيونية مساء السبت أن (الشعب أحيط علماً وهم يعرفون متى سيتم ذلك). وقد نزل آلاف الكوسوفيين إلى شوارع بريشتينا وهم يرددون (الاستقلال) مطلقين العنان لأبواق سياراتهم. ورفض تاجي معارضة صربيا لاستقلال الإقليم.. وقال: إن (نفوذ بلغراد على كوسوفو قد انتهى إلى الأبد). ووعد في الوقت نفسه بحماية الأقلية الصربية (في جميع الظروف). وأوضح أيضاً أنه سيكون لإقليم كوسوفو بعد الاستقلال مباشرة وزير خارجية ووزير دفاع. وفي دار السلام عاصمة تنزانيا التي زارها الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس ضمن جولة افريقية أعلن بوش انه يدعم خطة مبعوث الأممالمتحدة لاستقلال كوسوفو، وقال (بخصوص كوسوفو، موقفنا هو انه يجب تسوية وضعه لكي تنعم منطقة البلقان بالاستقرار، وثانيا لقد دعمنا بقوة خطة اهتيساري) في إشارة إلى الرئيس الفنلندي السابق مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى كوسوفو مارتي اهتيساري. وكان اهتيساري قدم في العام 2007 خطة تقضي باستقلال كوسوفو تحت إشراف الأسرة الدولية. هذا وقد واكب حوالي ألفين من رجال الشرطة والقانونيين الأوروبيين الخطوات الأولى من استقلال إقليم كوسوفو، تعبيرا عن إرادة الاتحاد الأوروبي إحلال الاستقرار في دول البلقان وإدخالها الاتحاد بعد فترة. وتهدف هذه البعثة الأوروبية التي أطلق عليها اسم (يوليكس كوسوفو) - أكبر بعثة مدنية في تاريخ الاتحاد الأوروبي - إلى (توجيه المؤسسات الكوسوفية وتقديم النصح لها في كل المجالات المرتبطة بدولة القانون) وإقامة (نظام قضائي مستقل ومتعدد الاتنيات) فضلا عن شرطة متعددة الاتنيات. وسيتمتع بعض عناصر الشرطة ال1500 بصلاحيات تنفيذية أيضا ولكن محدودة، لسد أي ثغرات في شرطة الإقليم. وكانت الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد أعطت في الرابع من شباط/ فبراير الضوء الأخضر القانوني لإطلاق هذه البعثة. وكانت تنتظر ضوءاً أخضر أخيراً جاء ليل الجمعة السبت، لتتمكن من بدء انتشارها.. لكن لن تنتشر طلائع هذه المهمة، أي حوالي 15 من كوادرها، قبل أسبوع أو أسبوعين. وبدأ (طاقم تخطيط) مؤلف من 120 شخصاً عمله في بريشتينا نهاية العام 2007م. وستكون ألمانيا وإيطاليا المساهمين الرئيسيين في هذه المهمة التي سيشارك فيها أيضا ألف موظف محلي. وإضافة إلى كل الدول الأعضاء باستثناء مالطا لأسباب لوجستية، ستساهم دول أخرى في المهمة هي تركياوالولاياتالمتحدة وكرواتيا والنروج وسويسرا. وقد تم حتى الآن اختيار مئات المرشحين للعمل في هذه المهمة في إطار عملية انتقائية أولى. ويتوقع الدبلوماسيون الأوروبيون أن يبقى كوسوفو تحت رقابة دولية (من خمس إلى عشر سنوات). وسيتولى الجنرال الفرنسي ايف دو كيرمابون القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي في كوسوفو، إدارة هذه المهمة. وسيتولى الهولندي بيتر فيث الذي عين موفداً خاصاً للاتحاد الأوروبي في كوسوفو رئاسة المكتب المدني الدولي الذي يضم 300 شخص (بينهم 75 أوروبياً) ويفترض أن يقوم بالإشراف الإداري على سنوات الاستقلال الأولى.