أكد رئيس حكومة كوسوفو هاشم تاتشي أن استقلال الإقليم عن صربيا سيُعلن بعد ظهر اليوم، "تحقيقاً لإرادة مواطني كوسوفو، وأنه سيكون يوم هدوء وتفاهم متبادل وتنفيذ الدولة لتعهداتها". واعتبر زعيم البوسنيين العضو المسلم في هيئة الرئاسة الثلاثية لجمهورية البوسنة - الهرسك حارث سيلايجيتش أن منطقة البلقان"ستدخل في مرحلة عدم استقرار مع الإعلان عن استقلال إقليم كوسوفو الصربي المتوقع قريباً، وهناك أوساط ومنظمات تريد خلق مناخ توتر حتى في البوسنة، لأن اللاجئين المسلمين والكروات الذين عادوا الى منازلهم في الجمهورية الصربية كيان صرب البوسنة سيكونون الأكثر تعرّضاً للتهديد، في حال حصول تصعيد أمني". وأعطت دول الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لإرسال بعثتها الأمنية، التي أطلقت عليها"مهمة يوليكس"وتضم نحو ألفي شخص من الشرطة والقانونيين وغيرهم بقيادة الجنرال الفرنسي إيف دي كيرمابون، وتتولى مواكبة استقلال كوسوفو، بعدما لم يعترض عليها أي عضو في الاتحاد، ويتوقع وصول طلائعها الى الإقليم في غضون اسبوعين. وأفادت صحيفة"كوخاديتوري"الصادرة في بريشتينا أمس، أن البعثة"ستتألف من نحو 1500 شرطي و250 قاضياً ومدعياً عاماً، و250 شخصاً لمهمات أخرى، ينتمون الى دول الاتحاد الأوروبي باستثناء مالطا لأسباب لوجستية، إضافة الى دول أخرى بينها الولاياتالمتحدة وتركيا. وستشرف على حكومة كوسوفو وتقدم لها النصح في المجالات الأمنية والقضاء وحماية الأقليات وتشكيل دولة القانون". وتعتبر قبرص الأشد رفضاً لاستقلال كوسوفو من بين أعضاء الاتحاد ال27، بسبب قيام"جمهورية شمال قبرص التركية"من جانب واحد ولا تعترف بها حتى الآن سوى أنقرة. ويبحث وزراء خارجية دول الاتحاد في اجتماعهم غداً موقفهم من الاعتراف"بالدولة المقبلة". وبسبب الانقسامات بينهم في هذا المجال، إذ أعلنت عن تحفظها، فضلاً عن قبرص، خمسة بلدان أخرى هي: إسبانيا التي تواجه حركة انفصالية باسكية وأخرى كاتالونية واليونان وبلغاريا وسلوفاكيا ورومانيا، إذ تعترض على شرعية هذا الاستقلال من دون تفويض دولي، في حين - كما أفادت"كوخاديتوري"أن يبدأ الاعتراف الدولي باستقلال كوسوفو غداً، من خلال بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بعدما يقرر وزراء الخارجية في اجتماعهم ترك الخيار لكل بلد في الاتحاد الاعتراف أو لا. وأعلن الرئيس الصربي بوريس تاديتش، أن حكومته"قررت عدم استمرار علاقاتها الديبلوماسية مع البلدان التي تعترف باستقلال كوسوفو على حالها الراهن، وإنما سيعاد النظر بها وتخفيضها أو اتخاذ اجراءات عقابية مناسبة ضدها". واجتمع رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا، أمس في مقر الحكومة ببلغراد، مع وفد زعماء صرب كوسوفو، وقال في تصريح للصحافيين، رداً على إرسال البعثة الأوروبية الى الإقليم:"إذا كان الاتحاد الأوروبي يتصور أن الصرب يمكن أن يتخلّوا عن كوسوفو، نقول لهم بوضوح: لا حاجة لنا نحن الصرب بكم أبداً، وأن كوسوفو سيبقى أرضاً صربية". واللافت أن الجيش الصربي أجرى أول من أمس، مناورات عسكرية شملت قواته البرية والخاصة والجوية والمضادات الأرضية وتضمنت طلعات لطائرات"ميغ 29"في منطقة نيش القريبة من حدود كوسوفو الشمالية ? الغربية. وأبدى مراقبون استغرابهم لإجراء هذه المناورات في نيش 200 كلم شرق بلغراد في حين توجد قاعدة عسكرية كبيرة، برية وجوية، شمال غربي العاصمة الصربية. واعتبر زعيم صرب كوسوفو ميلان ايفانوفيتش، أن بعثة الاتحاد الأوروبي الى الإقليم"تمثل احتلالاً، ولن يقبلها الصرب ولا صرب كوسوفو". وزاد في تصريح بثه تلفزيون بلغراد أمس"إن الألبان قد يعلنون الاستقلال، ولكنه في نظرنا سيكون باطلاً، ولن نقبل به ونواصل العيش في صربيا بمؤسساتنا الخاصة". وأعرب صرب كوسوفيون للتلفزيون، عن مقاومتهم لهذا الاستقلال، وقال برانيسلاف ياكسيتش طالب طب:"آمل أن تتم الأمور بطريقة سلمية، لكنني واثق أن الألبان سيفتعلون أعمال العنف ليرغموا الصرب على مغادرة الإقليم. وفي هذه الحال سنقاتل ونطلب تدخّل الجيش الصربي". وخصصت الصحف الصادرة في بريشتينا أمس، صفحاتها"للمناسبة التاريخية بإعلان استقلال كوسوفو"، وقالت صحيفة"اكسبريس":"سيكون الأحد اليوم الأهم في تاريخ كوسوفو، ويشهد احتفالات واسعة وألعاباً نارية... إنه يوم أحد سعيد". وقالت"كوخاديتوري":"المواطنون بدأوا منذ اليوم السبت احتفالاتهم العفوية". ونشرت على صفحتها الأولى صورة القائد التاريخي لجيش تحرير كوسوفو آدم يشاري الذي قتله الصرب عام 1998 في قريته وسط الإقليم، ويعتبره الألبان"شهيد الاستقلال".