أكد مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك ان الازمة مستمرة في كامب ديفيد رغم قرار الإسرائيليين والفلسطينيين بمواصلة المفاوضات. وقال غادي بالتيانسكي المتحدث باسم باراك للإذاعة الرسمية ان بقاء الوفود لا يشهد على حصول تقدم او اختراق او عودة الثقة . واضاف ان رئيس الوزراء وافق على البقاء في كامب ديفيد بناء لطلب الرئيس بيل كلينتون لانتهاز جميع الفرص المتوفرة للتوصل الى اتفاق . وكان كلينتون الذي يشارك في قمة مجموعة الثماني قد اعلن ليلا ان باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يبقيان في كامب ديفيد لمواصلة المفاوضات التي سترعاها في غيابه وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت. واكد بالتيانسكي ان عرفات لم يبد المرونة الضرورية للتوصل الى اتفاق . واستعاد ايلداد يانيف مستشار باراك القانوني الموجود ايضا على مقربة من كامب ديفيد استخدام تعابير الانتقاد الشديد التي تضمنتها رسالة وجهها الاربعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي الى الرئيس كلينتون. واشار هذا القانوني للإذاعة الى ان الفلسطينيين لا يجرون المفاوضات بحسن نية، وليسوا على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة، ولهذا السبب لا توجد حتى الآن ضمانة للتوصل الى اتفاق,وحذر من انه اذا لم يتخل الفلسطينيون عن احلامهم، فلن يكون هناك اتفاق . من جهته اعرب النائب العمالي عوزي بارام الموجود في واشنطن ضمن فريق المسؤولين المكلفين شرح المواقف الإسرائيلية عن شكه الكبير في امكانية التوصل الى اتفاق . واعلن للإذاعة الإسرائيلية ايضا يبدو لي ان التوصل الى تفاهم حول القدس امر مستحيل عمليا، لأنه لم يعد بمقدور ايهود باراك تقديم اي مبادرة اضافية في هذا الملف، فيما هامش المناورة لدى ياسر عرفات محدود هو الآخر . من جهة اخرى، ذكرت الإذاعة العسكرية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين ان الولاياتالمتحدة كانت عرضت يوم الاربعاء مشروع اتفاق شامل يتضمن مقترحات حلول لكل المشاكل العالقة باستثناء مسألة السيادة على القدسالشرقية. واكدت الإذاعة ان باراك وافق على هذا الملف بعدما تردد كثيرا ، في حين رفضه ياسر عرفات. وبعد ذلك قام باراك بتوجيه رسالة الى الرئيس كلينتون شاجبا فيها موقف الفلسطينيين في المفاوضات واطلعه فيها على نيته بمغادرة كامب ديفيد. إلا انه تراجع عن قراره بناء على طلب كلينتون، على حد تعبير الإذاعة التي اشارت الى ان باراك وعرفات لم يلتقيا منذ ايام عدة. وذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة ان إحدى نقاط الخلاف الصعبة التي ادت الى الازمة في قمة كامب ديفيد كانت قضية القدس وان الخلاف في هذا الموضوع بين الطرفين وصل الى مائة في المائة . وقالت صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية، طبقا لنشرة المصدر الصادرة في القدس، ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كان مستعدا للتسليم بالسيطرة الإسرائيلية في الحي اليهودي من البلدة القديمة وساحة المبكى والبحث في صيغ بشأن السيطرة في الحرم، كما انه كان مستعدا لضمان ان تبقى المدينة مفتوحة أمام الجميع، كل ذلك شريطة ان تكون حدود القدس هي حدود عام 1967. رود لارسن يعتبر الأزمة في كامب ديفيد إيجابية وقد اعتبر مبعوث الأممالمتحدة الخاص الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن يوم الخميس ان الازمة التي شهدتها قمة كامب ديفيد الولاياتالمتحدة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ايجابية لأنها اوجدت الظروف المواتية لتحقيق اختراق . وقال رود لارسن الذي لم يشارك في القمة لأسباب عائلية لمحطة الإذاعة والتلفزيون النرويجية ان ار كي انه لا يسعنا القول حاليا ما اذا كانت الازمة بناءة وستؤدي الى نتائج ايجابية او اذا كانت مدمرة . واضاف الا انني اعتبرها ايجابية لأنها اوجدت الظروف المواتية لتحقيق اختراق، ومن دون ازمة كهذه لكان من المستحيل احراز اي تقدم . وكان البيت الابيض الذي يرعى القمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اعلن ان القمة انتهت بالفشل وان الجانبين يستعدان للرحيل بعد تسعة ايام من المفاوضات. إلا ان الرئيس الامريكي بيل كلينتون اعلن في وقت لاحق ان الجانبين سيواصلان المفاوضات في غيابه اذ اضطر الى المغادرة للمشاركة في قمة مجموعة الدول الثماني في اوكيناوا اليابان . شارون يصف قرار باراك بالبقاء في كامب ديفيد بأنه مخزٍ من جهته وصف ايريل شارون رئيس تكتل الليكود المعارض قرار ايهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي بالبقاء في كامب ديفيد بأنه مخز,, مضيفا بأن باراك خرق وعده للناخبين الإسرائيليين بعدم تجزئة القدس. ونقل راديو إسرائيل عن شارون قوله: ان باراك حدد مبادئ جديدة لأية عملية تفاوض قد تجري في المستقبل واعطى وديعة لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. ومن ناحية اخرى افاد الراديو ان استعدادات تتخذ حاليا في المستوطنات تحسبا لاحتمال اندلاع مواجهة عنيفة مع الفلسطينيين بعد انتهاء مفاوضات كامب ديفيد,, مضيفا ان المجلس الاقليمي في منطقة رام الله اشترى خلال الايام الاخيرة وسائل قتالية بما فيها قنابل مضيئة ووسائل للرؤية الليلية كما شرع المستوطنون في القيام بتدريبات عسكرية بما في ذلك التدريب على القنص. ودعا مجلس التجمعات السكنية اليهودية في المناطق ايهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي الى العودة الى إسرائيل فورا واتخاذ الاستعدادات اللازمة في الجيش تحسبا لاندلاع مواجهة مع الفلسطينيين. وقال بيان المجلس انه اتضح ان ياسر عرفات لم يكن قط شريكا حقيقيا للسلام.