} بعد ساعة على اعلان البيت الابيض ان قمة كامب ديفيد انتهت من دون اتفاق، اعلن الرئيس بيل كلينتون ان الفلسطينيين والاسرائىليين باقون لمواصلة مفاوضاتهم. وفيما اشار الجانب الاسرائىلي الى امكان التوصل الى "اتفاق اطار" وتأجيل التسويات، قال الجانب الفلسطيني ان جهودا تبذل لدفع المفاوضات، في حين حذر الجانب الاميركي من الافراط في التفاؤل. ثيرمونت - رويترز، اف ب - لخص الرئيس بيل كلينتون ما حدث في كامب ديفيد على مدى تسعة ايام من المحادثات المكثفة التي اوشكت على الانهيار بسبب قضية القدس الشائكة بالقول: "الكل لا يريد الاستسلام". وقال والاجهاد باد عليه خلال مؤتمر صحافي عقده منتصف ليل الاربعاء - الخميس ان الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اتفقا على استمرار المفاوضات بمساعدة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت اثناء غيابه في اوكيناوا لحضور قمة مجموعة دول الثماني الصناعية الكبرى التي تبدأ اليوم وتستمر حتى الاحد. واوضح انه سيقوّم وضع المحادثات لدى عودته من اليابان، مشيرا الى ان "الفجوة لا تزال ملموسة لكن امكن احراز تقدم ويجب علينا جميعا ان نكون مستعدين للسير ميلا آخر. وبعد جولة من المشاورات المكثفة هذا المساء وافق الجانبان على البقاء في كامب ديفيد بينما اسافر انا الى اوكيناوا". وتابع: "تصورنا ان الامر انتهى ... لكننا اكتشفنا ان الجميع لا يريدون الاستسلام". واضاف: "يجب الا نخدع انفسنا فالمهمة التي امامنا صعبة. انها جد صعبة". وقال نائب الرئيس الاميركي آل غور امس لمحطة التلفزة الاميركية "سي ان ان" ان محاولة التوصل الى اتفاق رغم ان النقاط الواجب تسويتها "صعبة للغاية" امر "شجاع ومثير للاعجاب". وقال: "لا اعتقد اننا نستطيع ان نستنتج، من قرار البقاء في كامب ديفيد، اكثر من حقيقة انهم يتمتعون بالطاقة اللازمة للاستمرار في محاولة" السعي للتوصل الى اتفاق. واضاف: "آمل في ان يتوصلوا الى تحقيق السلام والامن غير ان هذه المشكلات صعبة للغاية ولا يجوز ان يبدي احد اوهاما في هذا الاطار". كذلك حذر لوكهارت خلال بيان صحافي بعد سفر الرئيس الاميركي الى اليابان قائلا: "لم يحدث شيء هذا المساء الاربعاء يجعلنا نعتقد بشكل ملموس انهم اقتربوا من حل خلافاتهم". واضاف ان قرار عرفات وباراك البقاء في كامب ديفيد جاء كمفاجأة كاملة لكلينتون وفريقه، مشيرا الى ان "الكلمات كانت مشحونة ووقف موكب من السيارات امام مقر الرئيس وارتدى البعض ملابس غير رسمية الى حد ما ... فنحن نستعد للرحيل". الموقف الاسرائيلي وأكد مصدر اسرائيلي امس ان المحادثات ستتواصل، مشيرا الى تحقيق "تقدم"، و"هناك امكانية للتوصل الى اتفاق - اطار وتأجيل التسويات الى وقت لاحق". كذلك قال جادي بلتيانسكي الناطق باسم باراك: "قرر رئيس الوزراء البقاء لاستكشاف كل فرصة للتوصل الى اتفاق يضع حدا للصراع". واضاف: "هناك صعوبات كثيرة والفجوة واسعة نحتاج الى جهد كبير وعمل شاق لسدها". وقال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه: "بقاء الوفدين في كامب ديفيد يعني ان هناك محاولة جادة اخرى لتضييق الخلافات في القضايا المعقدة". واضاف متخذا موقفا اكثر تفاؤلا من كثير من المسؤولين الاسرائيليين الاخرين: "اذا كانت هناك مرونة كافية من الجانب الفلسطيني فستكون هناك فرصة لان نتوصل الى اتفاق في غضون ايام". وقال عوزي بارام الذي ينتمي لكتلة اسرائيل واحدة التي يتزعمها باراك، عضو الوفد الاسرائيلي للاذاعة الاسرائيلية هاتفيا من واشنطن ان التوقعات منخفضة واضاف: "لا اعرف ان كانت المفاوضات ستستمر حقا الى ان يعود كلينتون ... الواقع ان تحقيق انفراج سيكون امرا بالغ الصعوب". وقال: "اعتقد انه يتعين ان ننهي الصراع، والا فانه خلال اربع أو خمس سنوات سيأتي زعيم اخر بدلا من عرفات ويطلب من اسرائيل ان تعطيه كل شيء تحت الشمس". الموقف الفلسطيني وقال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسن عبدالرحمن ان "ثمة جهودا جارية لاستئناف المفاوضات"، مضيفا ان "عرفات باق ولن يرحل هذا المساء". واضاف للقسم العربي في الاذاعة الاسرائيلية: "نحن سنقوم ببذل كل جهد ممكن من اجل التوصل الى اتفاق مقبول ومتوازن وعلى قاعدة القرارات الدولية. سنواصل المحاولة ولن نضيع اي فرصة قد تتاح من اجل التوصل الى اتفاق، لكن بالتأكيد ليس على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني". وبعد اعلان البيت الابيض فشل القمة، القى عبدالرحمن المسؤولية على التصلب الاسرائيلي ورفض اسرائيل القوانين الدولية التي تشكل اساس عملية السلام. وقال ان "باراك تصرف بعقلية المستوطنين والمتطرفين في اسرائيل". واوضح ان الخلافات بين الجانبين تناولت ثلاث قضايا مهمة هي الاراضي التي يتعين على اسرائيل الانسحاب منها تطبيقا لقرار مجلس الامن الرقم 242 وعودة اللاجئين والقدس. واعرب عن امله في ان "يحكم الجانب الاسرائيلي العقل في التعامل مع هذه القضية لانه واضح لاسرائيل والعالم اجمع ان السيادة على القدسالشرقية يجب ان تكون فلسطينية". واعتبرت النائب الفلسطينية الدكتورة حنان عشرواي امس ان انقاذ قمة كامب ديفيد في اللحظة الاخيرة يشكل بادرة امل صغيرة، لكنها لا تكفي للحصول على تنازلات من اسرائيل. وقالت: "هذا يعني انهما لا يزالان ملتزمين التفاوض وان الوضع ليس معدوم الامل تماما، بالرغم من الهوة بين الطرفين". واتهمت باراك بالتصرف كمحتل في مفاوضاته مع عرفات، فارضا املاءاته ورافضا التسويات. وقالت: "اقصى ما يمكن ان يأمل به كلينتون هو تجنب الفشل والخروج ربما باعلان مبادىء او اتفاق-اطار". واكدت ان رفض اسرائيل تقديم تنازلات يحول دون التوصل الى اتفاق، مضيفة ان مسألة القدس هي نقطة الخلاف الرئيسية بين الطرفين وان عرفات على اتصال بالقادة العرب والمسلمين في هذا الخصوص. وختمت بالقول ان "اسرائيل لا يمكنها الاستمرار في الاحتفاظ بالسيطرة التامة على القدس. فهي ليست مدينة يهودية، كما هو ظاهر، انها مدينة للاديان الثلاثة". وطالب عبدالعزيز الرنتيسي احد زعماء "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الوفد الفلسطيني بعدم مواصلة المفاوضات، محذرا من مغبة التوقيع على اي اتفاق يتطلب تنازلا فلسطينيا عن اراض فلسطينية. وقال: "اي اتفاق بهذا الشأن سيمثل فقط الموقعين عليه ولن يلزم الشعب الفلسطيني". ورد مصدر اسرائيلي فورا على اتهامات الفلسطينيين، مشيرا الى رسالة بعث بها باراك الى كلينتون اول من امس واتهم فيها الفلسطينيين بعدم التفاوض بجدية وحملهم مسؤولية فوات الفرصة اذا فشلت القمة. وفي الرسالة قال باراك: "من دواعي اسفي ... وصلت الى نتيجة مؤداها ان الجانب الفلسطيني لا يخوض المفاوضات باخلاص ولا يرغب في التفاوض بصورة جدية وعملية للتوصل الي سلام دائم بيننا" وما لم تقع تطورات في الدقائق الاخيرة فان "الفلسطينيين سيشهدون العواقب الوخيمة لاهدار الفرصة". وقال مصدر فلسطيني ان باراك ابلغ عرفات ان اسرائيل لن تعترف بالدولة الفلسطينية التي يعتزم عرفات اعلانها في 13 من ايلول سبتمبر المقبل ما لم يقبل الفلسطينيون بسيادة اسرائيل على القدس كلها. ونسب المصدر الى باراك قوله انه اذا غادر القمة دون اتفاق فلن يعود الى طاولة المفاوضات كزعيم اسرائيلي في ضوء الازمة السياسية الداخلية في اسرائيل. تفاؤل اوروبي واثارت انباء فشل قمة كامب ديفيد مخاوف من تفجر المواجهات، وصرح المبعوث الاوروبي ميغيل انخيل موراتينوس ان من المنتظر ان تبقى الوفود اسبوعا في كامب ديفيد، وقال: "اعتقد انهم سيتوصلون الى اتفاق هذه المرة ... للمرة الاولى قاربوا من التوصل الى تفاهم في شأن قضايا مثل الحدود والمستوطنات بل حتى اصعب القضايا وهي القدس". كذلك اعتبر مبعوث الاممالمتحدة الخاص الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن امس ان الازمة التي شهدتها قمة كامب ديفيد "ايجابية لانها اوجدت الظروف المواتية لتحقيق اختراق". وقال: "لا يسعنا القول حاليا ما اذا كانت الازمة بناءة وستؤدي الى نتائج ايجابية او اذا كانت مدمرة".