ذكرت في مقالي السابق ان هناك قناتين فضائيتين قدمتا طلباً لشراء حقوق بث مباريات الدوري السعودي والمسابقات المحلية الاخرى,, وحيث ان هذه الطلبات سابقة لمرحلة الدخول في الخصخصة,, فإن الاتجاه الآن ان تمنح فقط حقوق بث مباريات الدوري التي لن ينقلها التلفزيون السعودي,, وبالطبع فالقارئ على (لهفة) لمعرفة (الثمن) المقدم لشراء حقوق بث تلك المباريات؟ وما العائد على الاندية المحلية؟ وماذا ستكسب من هذا النقل الحصري لبعض مبارياتها؟ قد (يدغدغ) القارئ الامل وهو يقرأ عن مئات الملايين التي تقدم في البلدان الاوروبية لشراء حقوق بث مثل هذه المسابقات,, وبعض منها تقدمه تلك الفضائيات العربية!,, والتي تقدم الآن عرضها لشراء جزء من الدوري السعودي,, الدوري الذي يوصف دائماً انه الاقوى عربياً. وكنت ابديت قلقي في مقالي السابق من ان يكون نصيب انديتنا من استغلال مبارياتها وجماهيرها فضائياً (طفسة),, ويبدو انني بالغت بالتفاؤل,, فربما حتى هذه (الطفسة) لن تحصل لها,, بل ستحصل على ما يستحق ان يدخل ضمن فقرات برنامج (صدق او لا تصدق)!,. هل تعلم ان العرض المقدم لنقل تلك المباريات,, هو (25) الف ريال للمباراة ونصيب النادي (12,5) الف ريال,, اي والله هذا هو العرض المغري حسب ما عرفت,. والله لما قرأت المبلغ المعروض احسست بدوار في رأسي وشعرت ان حرارتي ارتفعت,, هل يعقل هذا او هل يصدقه عاقل؟!,, كنا نلوم تلفزيوننا وهو تلفزيون نعزه ومنا وفينا,, فماذا سنقول إذن عن هذه الفضائيات التجارية,, وهي ترى في انديتنا صيداً سهلاً للاثراء وجمع الاموال,. هذه الفضائيات التي (تبسط) يدها امام افلام الحب والغرام واغاني (الفيديو كلب) وبكل اريحية,. فتقدم ربع او نصف مليون او مليوناً واكثر ثمناً لفيلم هابط او اغنية تافهة,, ثم يهبط عليها الشح فجأة و(تمسك) امام حقوق انديتنا,. هل تلك العروض ستغري رجال الاعمال للدخول في الاستثمار في الرياضة والاندية,, وهم يرون كم هي اسعار مضحكة,,؟ قد يقال ان العروض ستختلف عند تطبيق الخصخصة فعلياً,, لان الاندية ستملك امرها وستكون كامل (اوراق) المفاوضات بيدها,, وهذا صحيح,, ولكن مثل تلك العروض المبدئية التافهة لا تدعو للتفاؤل لما هو قادم,. في بطولة الاندية العالمية اشترت احدى هاتين القناتين حقوق بث جميع مباريات تلك البطولة من دون (احتكار) اي بوجود شركات اخرى اشترت نفس الحقوق,, وقدمت القناة المذكورة مقابل ذلك (800) الف ريال لكل مباراة,, منها مباريات ليس لها اي جاذبية كمباراة بطل استراليا وبطل الكونكاف,, وبالطبع هم لم يجازفوا بتقديم هذا المبلغ الضخم الا بعد ان اجروا دراساتهم وجمعوا وطرحوا,, ورأوا ان في ذلك استثمارا جيدا وعائدا مجزيا ماديا ودعائيا لهذه القناة,. والآن قارن بين (800) الفا و(25) الفا,, اي تقل ب(32) ضعفا,, مع ان هاتين المباراتين ستقدمان لنفس الجمهور ولنفس البقعة الجغرافية,, التي سيجنى منها (نفس) العائد المادي والدعائي,. ثم انهم (تبحبحوا) وقالوا انهم سيرفعون السعر لي (40) الفا لمباريات المربع والنهائية!! (عسى ماتكلفتوا),, ذبحتونا ب(هالبحبحة),. لكن هل يمكن مقارنة اهمية وقيمة مباراة في المربع وكأس ولي العهد وخصوصاً بين الاندية الجماهيرية,, بمباراة بين بطلي استراليا والمكسيك؟,, بل ان المباراة المحلية التنافسية ستقدم عائداً مادياً ودعائياً اكبر من مباراة بين بطل افريقيا واقيانوسيا,, ورغم ذلك يقدم لهذه الاجنبية (20) ضعف ما يقدم لمباريات المربع والنهائيات!,. والمهم الآن بما ان هذه القضية تتعلق بالاندية نفسها,, فمن حقها ان تكون طرفا رئيسا بتلك المفاوضات,, ومن حقها ان تطرح رأيها وتقبل وترفض,, لان انديتنا وضعها الآن كما قيل,. ويقضى الامر حين تغيب تيم ولا يستأمرون وهم شهود على هؤلاء ان تتغير نظرتهم الى انديتنا,, انها كالابقار الحلوب التي تسحب الى (المحلب),, ولا حول لها ولاقوة ولا رأي؟,. واعتقد انه آن الاوان ان تكون الكلمة الاولى لهذه الاندية في مثل هذه القضايا التي تهمها مباشرة,, وألا تكون كالزوج المخدوع آخر من يعلم,. نعم من حق هذه القنوات ان تقدم عرضها,, ولو كان (الفين) او حتى (ريالين),, لكن من العدل والانصاف ان يؤخد موافقة الفريقين المتباريين,, او بشكل ادق الفريق الذي تقام المباراة بين جماهيره,, لأن المسألة هنا تجارة وسوق وعرض وطلب,. وانا اقولها من الآن وبالفم الملآن,, لم ولن يوجد فريق يوافق على هذا العرض (البخس) وبالذات الاندية الجماهيرية, ولن تقبل ان يمتص (عرق) لاعبيها وجماهيرها ب(تراب الفلوس),, لان عائد الدخل الجماهيري في المباريات غير المنقولة اضعاف السعر المعروض,, ونقل المباراة سيجعلها تخسر ما لا يقل عن ثلاثة ارباع دخل المباراة, ولن يعوضه العرض التافه المقدم,. ان الاندية وجماهيرها يراقبون هذا الفك المفترس (القنوات الفضائية) ولسان حالهم يردد,. الخير بعدك عني وهجر ظلي لظلك فما خلقت لمثلي وما خلقت لمثلك هكذا هم الأوربيون تهديد وعنصرية ورشاوى,, والمهم ان تنظم اوروبا البطولة. بلاتر اغرى جنوب افريقيا بمعسول الكلام وخدرهم ثم غدر بهم عند الحسم,. رئيس الاتحاد الاوروبي ايد تداول المونديال بين القارات!,, لم يقل هذا الرأي الا بعد فوز قارته بالتنظيم. هكذا يستخدمون الفذلكة الكلامية,, لتطييب خاطر الافريقيين,, (يقتلون القتيل ويمشون بجنازته). يوهانسون الاوربي الماكر يدعو الآن الى تداول التنظيم,, لانه يعلم ان اربع سنوات كافية لأن (يلحس) كلامه,. هكذا هو الاوربيون والغرب,, يتلاعبون بهذا العالم الثالث ويرقصونه على (الوحدة ونص). بعد فوز المانيا,, هل رقص القيصر (المحترم) بكنباور عارياً كعادته؟ هكذا هم الاوربيون صمتوا وتركوا لغيرهم الكلام والاحلام,, ثم ضربوا ضربتهم في الوقت المناسب. مندوبة الدولة العربية,, انهمكت بتقبيل اعضاء الوفود وهي تبكي!,, لو فازت ماذا ستفعل؟ الدول العربية تريد تنظيم البطولة بالعافية وحب الخشوم!! شخصياً أمقت المنتخب الايطالي منذ ان سرق كأس مونديال 82 م بقيادة (الجزار) جنتيلي,. وأمقته لأسلوبه الدفاعي البغيض,, لأني اذا شاهدته تذكرت فريق (الركبي),, لذا يستحق السقوط امام منتخب (المستعمرات الفرنسية). (القصاصة) حسمت القضية (المحلية)!! (ايميل) جديد,. لبعض الاسباب الفنية تم إعداد (ايميل) جديد,, ويفضل ارسال الرسائل عليه,, مع استمرار العنوان الالكتروني القديم,.