كحال الكثيرين من رؤساء أندية وإداريين وحكام ونجوم دوليين ممن ارتكبوا أخطاء وتمت معاقبتهم بالإيقاف والإبعاد وأحياناً الشطب النهائي.. لماذا رئيس الاتحاد منصور البلوي هو وحده الذي ينجو دائماً من العقوبة، بل ها هو يتحول بعد فضيحة كالون من جاني إلى مجني عليه؟!! قبل موسمين أدى اعتداء بعض لاعبي ومشجعي نادي الجبلين أمام الرائد في بريدة وليس حائل إلى إصدار عقوبة قاسية تتضمن إقالة كامل مجلس الإدارة، ومثله صدرت نفس العقوبة بحق مجلس إدارة الأنصار برئاسة المهندس مصطفى بلول -رحمه الله- وعضو اتحاد كرة القدم بسبب خطأ ارتكبه أحد الإداريين حينما تساهل في دخول لاعب غير مسلم إلى حدود الحرم المكي الشريف، وفي الحالتين كانت العقوبة واضحة وصريحة ومعلنة، بغض النظر عن اعتراض واستغراب الكثيرين من حدة مضامينها، فما الذي يمنع من إيضاح الخطأ وإعلان العقوبة ذاتها على منصور البلوي..؟! الإشكالية أن هنالك من استغل عدم إعلان العقوبة وأسبابها لتمرير أكذوبة أن البلوي لم يخطئ، وأن المسألة كلها عبارة عن تلفيق وافتراء لإبعاده عن منصبه، وبدلا من أن يكون الهلال هو صاحب الحق والمظلوم والضحية، صار في نظر هؤلاء الظالم والمخطئ والمعتدي، على الرغم من أنهم يدركون جميعاً أن العكس هو الصحيح، وأن هنالك واقعة تهريب وتخريب جرت بتخطيط وتدبير وتنفيذ مباشر وغير مباشر . الجميع بانتظار أن تعلن الحقائق والأحداث كاملة لقطع دابر المتوهمين وتفسيرات المرجفين، وإن كنت أجزم بأنهم غير مستعدين لقبولها والاقتناع بها، مثلما حاولوا إنكار وقائع وإثباتات انتقال الدعيع وبشار والهويدي، بحكايات خيالية فضحت مستوى عقلياتهم وصاروا أضحوكة لغيرهم..! حرية التهور! نعم للاختلاف و(الشفافية) والحرية الفكرية، ولكن ليس بالطريقة التي تصادر على الناس حقوقهم وتجرح مشاعرهم وتهين كرامتهم وتسلب منهم آدميتهم، لمجرد أنهم من البسطاء الأنقياء الأبرياء.. في المجال الرياضي.. لن تجدي مئات الملايين وعشرات المشاريع، ولن ترتقي أفكارنا وتتطور ممارساتنا طالما هنالك لغة متهورة وعبارات مؤذية وتصريحات غوغائية هدفها الظهور وتسجيل المواقف الشخصية على حساب الحق والحقيقة.. الأمور باتت اليوم أكثر خطورة وتعقيداً، ولم يعد الحكم العادل أو الصحفي النزيه قادراً على أداء رسالته ومزاولة مهنته على أكمل وجه وفي مأمن من كلمات قاسية واتهامات جارحة ستوجه إليه اعتباطاً بلا رقيب ولا حسيب، لأنه ببساطة شديدة يحترم نفسه ويقدر قيمة وأهمية مسؤولياته. لبث روح المنافسة الشريفة وسط أجواء صحية نقية، مطلوب من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إقرار وإصدار عقوبات حازمة ضد كل من تسول له نفسه تشويه صورتنا والإضرار بمكتسباتنا والتمادي بعبثه وأحقاده وفساده! يعيش كالون ونشأت، يسقط ياسر! هكذا للأسف كان شعار بعض وسائل الإعلام السعودية في تعاملها مع أحداث الأسبوعين الماضيين وهكذا كشفت صراحة عن فكرها وعقلياتها وتوجهاتها في سائر القضايا. ففي الوقت الذي تحمست وساندت ودافعت عن (السيراليوني) كالون على هروبه وتلاعبه وناضلت من أجل تبرئة ساحته، كما ابتهجت واستبشرت ودعمت وتعاطفت مع (كذبة) فوز العراقي نشأت أكرم، بل إن القناة الرياضية السعودية اعتبرته خبراً عاجلاً ومن فرط سعادتها به لم تتح لنفسها فرصة التأكد تماماً من صحته، نجد الوسائل ذاتها قد غابت وربما تجاهلت أو نشرت على استحياء وبعبارات متوترة خبر وحدث فوز نجم وقائد المنتخب السعودي ياسر القحطاني بلقب أفضل لاعب في آسيا لعام 2007م. الأخطر من ذلك أنها تفاعلت وقامت بالترويج والتأييد لخزعبلات ومغالطات وأهواء مجلة (سوبر) الإماراتية ورئيس تحريرها أسامة الشيخ الذي بلغ به الغرور حد أنه وحده من يقرر ويختار الفائز بالجائزة وأن نشأت هو الأحق بها وليس القحطاني.. ومثل هذه التصرفات والأطروحات لا تسيء أو تقلل من شأن ياسر أو غيره من نجوم الوطن المتميزين بقدر ما تثبت فشل أصحابها وعجزهم عن أداء العمل الصحفي بمهنية وبمصداقية، وبالتالي فقدوا كل مبررات احترامهم والثقة بآرائهم. آفة النصر! ما علاقة النصر في قضية بين الهلال والاتحاد، أو الهلال والاتصالات السعودية والاتحاد الآسيوي وأمانة اتحاد الكرة؟! وما الذي يدفع بعض منسوبيه وأعضاء شرفه إلى تقديم الخدمة السريعة والفزعة بسخاء والدفاع باستماتة عن قضايا لا تعنيهم وبصورة تفوق ما يهم ويخص ناديهم..؟! تخيلوا لو دخل الأهلي طرفاً مدافعاً أو حتى متعاطفاً مع الهلال في قضية كالون؟! وكيف تقبل الجماهير النصراوية أن يتحول الاهتمام بمشاكل ومتطلبات ناديهم إلى تدخل غير لائق وتفرغ كامل للخوض في أي قضية تتعلق بالهلال؟! وما الفائدة التي تعود على النصر من كل هذا الجهد والتعب والتفاني؟! النصر بتاريخه وبطولاته وتطلعات جماهيره أكبر من أن يكون رقماً هامشياً، أو أن يتخلى عن دور البطولة أو يتنازل عن مكانته وزخم طموحاته لينقلب إلى كيان آخر متواضع يركض خلف الأضواء، ويبحث عن موقع لا يناسبه ويتنافى مع مبدأ استقلاليته. نريد أن يعود النصر قوياً شامخاً يهتم ببناء نفسه ومستقبله أكثر من انشغاله وتدخله في شؤون غيره..! ها هي إدارة الشباب بقيادة الرئيس الفذ خالد البلطان تثبت من جديد أنها حضارية ونموذجية حينما عاقبت اللاعب الدولي حسن معاذ بالخصم من مرتبه وإلزامه بدفع تكاليف علاج زميله سعيد لبان وإيقافه إلى نهاية الموسم. حتى اللوائح والأنظمة المطبقة على الجميع لم تسلم من شتائمهم ومغالطاتهم. وصدق الدكتور صالح بن ناصر عندما وصفهم بالجهلة..! لتحاشي كارثة الهبوط.. الطائيون بمختلف فئاتهم بأمس الحاجة للمصارحة مع النفس والاعتراف بالأخطاء وليس الإصرار على العناد والمكابرة على حساب مصلحة الطائي..! قرارات الحكم الدولي خليل جلال أضرت بالشباب أكثر من النصر.. تركوا الأخطاء الواضحة لأنها ستكشف أنهم المستفيدين منها، وشنوا حملاتهم للحديث عن كلمة أخذت أكبر من حجمها إن صحت!! لم يقل رئيس الوطني عن فضيحة تقديم مباراة فريقه أمام الاتحاد ربع ما صرح به ضد الهلال الذي تضرر وليس الوطني من أخطاء الحكم خالد الزهراني.. فاز التعاون الأفضل لأنه تفوق على نفسه، وخسر الرائد لأن رئيسه الخلوق عبدالعزيز التويجري أخطأ تقدير خصمه هذه المرة..! عنف وليد عبد ربه لم يمنع النجم أحمد مناور من تتويج تألقه بهدف ثمين وجميل لفريقه الحزم.. أتمنى أن يكون مبرراً مقنعاً لانضمامه المتأخر للمنتخب. [email protected]