خرج منصور البلوي هذه المرة بعد غياب ولا جديد، هذا ما يمكن أن نصف به مؤتمر رئيس الاتحاد الأسبق بعد توقيع العقد مع محمد نور، ظهر الرجل ومن حوله الرفاق والمريدون بنفس الفكر السابق يقول كلمة ويضج المدرج بالتصفيق، وهنا بيت القصيد. يستخدم ضمائر الجمع في مجمل خطابه الذي يشبه المارشات العسكرية التي تعتمد على الآلات النحاسية ترافقها الطبول، قال منصور البلوي خطاباً نحاسيا رافقته الطبول هذا هو الوصف الدقيق لما حدث في قاعة الاجتماعات بنادي الاتحاد ذلك المساء، فالخطاب كان ينطلق بالرفض وينتهي بالتقريع مع كثير من السخرية بالمنافسين. كنت أتمنى أن يعود منصور البلوي الذي يصف نفسه بأنه لا يرفض الرأي الآخر ولا يقاضي صحفيّاً، وقد تعلم من درس الماضي القريب، ولكن منذ أن دخل المؤتمر بتلك الضجة ومن حوله ذلك الكم الهائل من الهتاف بحياته، عرفت أن الرجل هو ذاته الذي غادر وسطنا الرياضي قبل عام من الآن. ليعلم منصور البلوي أن محمد نور عندما يمدد عقده مع الاتحاد فهو لا يأتي بالجديد، فالأهلي جدد مع نجمه مالك معاذ، والنصر جدد مع نجمه سعد الحارثي، وبالطبع لن يتنازل الهلال مطلقا عن نجمه ياسر القحطاني، بل هذا ما تفعله الوحدة مع عيسى المحياني والاتفاق مع صالح بشير. منصور ذاته هو من جعل جماهير الاتحاد تضع أيديها على قلوبها خشية من ذهاب نور لأحد المنافسين وتحديدا الهلال، من خلال لعبه بورق الشجر على طريقة وقّع، لم يوقّع.. أهم ما في حديث منصور تأكيده التام على عودته لقمة الهرم في الاتحاد من خلال الجمعية العمومية المقبلة، وهذا ما لا أرفضه شخصيّاً فالقضية ليست متعلقة بأشخاص بل بفكر وعقليات، فالإعلامي الصادق يرفض الفكر القائم على إلغاء الآخر، ويرفض عودة العقليات التي لا تنظر للأمام مثل بعض الزملاء في برنامج خط الستة الذين يقولون ما لا يكتبون. لو عاد منصور البلوي للوراء سيقول ذات العبارة الشهيرة "أتمنى تدهور الأهلي"، هذا هو الفكر الحقيقي للرياضيين الجدد، كلهم خطابات نحاسية ويبحثون عن "الطبول"؟!.