خطوة مهمة ونقلة نوعية نتمناها للرياضة السعودية من خلال التشكيلات الجديدة المنتظرة للاتحادات الرياضية، وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي تراجعت فيها الكثير من الألعاب نتائجيا وحضورا وتفاعلا ومستوى سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، وفي مناسبات وبطولات إقليمية محدودة ولانقول عالمية أو حتى قارية.. ولأننا بالفعل أمام منعطف مفصلي فإننا نتطلع إلى أن لا تكون هذه التشكيلات كسابقاتها شكلية تزيد أوضاعنا تدهورا، وإنما تتمكن من فهم الواقع والقيام بدورها الوطني الحيوي المسئول باعتبارها مهام تكليفية لا تشريفية، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بتوفر كوادر خبيرة متخصصة، وبوجود أنظمة ولوائح وميزانيات تدعم وتحفز الاتحادات الجادة والقادرة على تطوير نفسها والمنتمين إليها، قبل وأهم من ذلك وبعد أن اختير الأمير نواف فيصل رئيسا للاتحاد العربي للألعاب الرياضية إلى جانب عمله ومسئوليات الوطنية الحساسة كرئيس عام لرعاية الشباب، فمن المناسب بل من الضروري أن يتولى رئاسة اللجنة الأولمبية السعودية ويتفرغ لإدارتها والإشراف على الاتحادات المرتبطة بها ومتابعة أدائها أولا بأول شخص ليس لديه منصب أو صفة رسمية حكومية، واسم آخر غير الأمير نواف بن فيصل الذي أصبح يقدم في الفترة الأخيرة جهودا واضحة وملموسة في الشأن الشبابي والمنشآت الرياضية.. مواصفات ومتطلبات هذا المنصب لاتنطبق في الوقت الراهن إلا على الأمير نواف بن محمد، هذا الذي يملك رصيدا هائلا من الخبرات والمنجزات والنجاحات التي جعلت منه واحدا من أبرز وأميز الإداريين في تاريخ الرياضة السعودية ليس فقط في ألعاب القوى وإنما في السلة وكرة القدم وغيرها كثير،عبر مناصب ومسئوليات وبطولات محلية وعالمية تولى رئاستها ونجح فيها إلى حد كبير، إلى جانب أنه مؤثر ومقنع ومتحمس ونشط ومخلص متفان في عمله وفي أية مهمة توكل إليه، محب للرياضة ويفهم لوائحها وقوانينها محبوب وصديق للرياضيين بمختلف مواقعهم وشرائحهم وانتماءاتهم وقريب من الأندية السعودية ومطلع عليها ويعرف جيدا ظروفها ومشاكلها واحتياجاتها، كما أنه يتمتع بعلاقات واسعة مع مسئولين كبار في اللجان والاتحادات العربية والقارية الدولية، هذه مجتمعة تؤيد وتبرر اختيار الأمير نواف بن محمد لقيادة اللجنة الأولمبية السعودية، وبالتالي نحن على ثقة بأن الأمير نواف بن فيصل المتحفز لتطوير الرياضة السعودية والارتقاء بها سيكون أول المباركين لهذا الاختيار.. انسحاب النصر الاختبار الصعب بغض النظر عن اسم ولون الفريق، وسواء كان ناديا أو منتخب فإن ما حدث من فريق النصر في الكويت وفي بطولة العالم المصغرة للصالات ليس مجرد إخفاق في بطولة أو خسارة لمباراة ، هو أكبر وأخطر من ذلك بكثير، والأغرب والأسوأ من هذا كله أن يمر مرور الكرام وكأن فضيحة مخجلة مهينة لم تكن.. في هذه البطولة خسر النصر بخمسة أهداف وقدم مستويات متدنية ولم ننتقده ونعلق على سوء نتائجه، ليس لأنها بطولة غير رسمية ولكن لأن مثل هذه النتائج تظل واردة ولا تحتمل من النقد مايجعلها في عداد المسيئة للنادي أو لرياضة الوطن، أما وقد تطور الموضوع إلى الانسحاب وإلى تصرفات وأخطاء وممارسات فوضوية لاتليق بالنصر النادي والجماهير والتاريخ ولا بالكرة السعودية التي سطرت المنجزات والبطولات أندية ومنتخبات، فإن الأمر يتطلب من الاثنين النادي واتحاد الكرة فتح ملف القضية، أسبابها ظروفها المتورطين فيها ومعرفة ملابساتها وأدق تفاصيلها من الألف إلى الياء، فلا جماهير ومحبي النصر يرضون بأن يظهر فريقهم بهذا الشكل، ولا نحن سنفوت ذلك على اتحاد الكرة طالما أن النصر في هذه الأثناء ممثلنا ويشارك باسم بلدنا.. كنا سنطالب بنفس الإجراء ومحاسبة كل من تسبب فيما حدث لو بدر هذا من منتخب أو أي ناد آخر أو حتى لو كان تصرفا طائشا أو متهورا من لاعب، لسبب بسيط وهو أن المنتخب أو النادي أو اللاعب في مثل هذه المشاركات لايمثل نفسه وإنما الوطن بوجه عام، وغير ما حدث في الكويت وما أثير وتردد في وسائل الإعلام بعد الانسحاب وملابساته، هنالك تساؤلات غامضة و أسرار خفية تستدعي مناقشتها من قبل اتحاد الكرة، وتتعلق بآلية ترشيح النصر كيف ولماذا ومن قرر ترشيحه هو دون غيره، في وقت لا يوجد لديه فريق صالات، ولم يسبق أن شارك في أية بطولة من هذا النوع محلية أو خارجية، بينما استبعد فريق كالرائد الذي سبق أن شارك وحقق نتائج جيدة في آخر بطولة للصالات أقيمت في المملكة؟ إذا سكت اتحاد الكرة أو تجاهل مناقشة هذه الفضيحة، فإنه مستقبلا سيقف محرجا وعاجزا عن بحث أية قضية أو إشكالية أخرى مماثلة مع ناد آخر، ما يعني أنه سيضطر للتنازل والتغاضي عن الجميع، وعن القيام بواجباته وممارسة صلاحياته، وساعتها سيجد نفسه أمام قائمة طويلة ستعرقل مسيرته وتشوه صورته ويعود بالكرة السعودية إلى سالفة (طير يااللي)! من الآخر * بطولة العرب لكرة اليد للناشئين أعادت لنا شيئا من الأمل والثقة برياضتنا، وأثبتت من جديد حسن إدارة وجودة فكر وسلامة بناء وتخطيط إدراة اتحاد اليد برئاسة الأستاذ عبدالرحمن الحلافي ونائبه الزميل الخبير تركي الخليوي.. * كنا نتأمل من إدارتي الاتحاد والأهلي أن يكملا خطوات مبادرة الوفاء لمحمد الخليوي رحمه الله، وتكون المشاركة بنجوم الفريق الأول لضمان حضور أكبر عدد من الجماهير، بدلا من الأولمبي وهو القرار المؤلم والغريب الذي نسف جمال وصفاء ونقاء وروعة وروح المعنى الأخلاقي والإنساني لهذه المبادرة.. * شكرا لإدارة الهلال التي قدمت تبرعا باسم منسوبي الهلال للخليوي قدره 200 الف ريال، ولمشاركة القائد ياسر وكذلك قائد النصر عبدالغني.. * أن يتبرع اسطورة الاتحاد ورمزه التاريخي ونجم النصر حاليا محمد نور ببناء منزل لأسرة الخليوي في جدة فهذا يؤكد ويجسد أنه نجم استثنائي لم تشهد الملاعب السعودية مثيلا له في كرمه ووفائه وإسهاماته ومواقفه الإنسانية الخيرة، نحتاج في وسطنا الرياضي أكثر من نور.. [email protected]