السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعت على مقال الاستاذ احمد بن عبدالله بن ردن البداح في العدد 10138 بتاريخ 29/3/1421ه حول القضاء في المملكة العربية السعودية الذي صدر أول تنظيم له وكما اشار في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عام 1344ه أي منذ سبعة وسبعين عاماً, وذلك بمناسبة عقد الندوة الثالثة لرؤساء المحاكم الشرعية بالمملكة في مكةالمكرمة مساء يوم الأحد 23/3/1421ه الموافق 25/6/2000م والتي افتتحها صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز امير منطقة مكةالمكرمة بقاعة التضامن الإسلامي بحضور سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ, ورئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان, ومعالي وزير العدل الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ, وتنظم هذه الندوة وزارة العدل في هذه البلاد الطاهرة وذلك لمناقشة كل ما من شأنه النهوض بهذا المرفق الهام في مختلف الجوانب لكي يواكب مستجدات العصر والنقلة الحضارية التي تعيشها هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين على أسس راسخة من الشريعة الإسلامية السمحة, وما موافقة المقام السامي على إيجاد محاكم مرورية وعمالية وتجارية الاخير شاهد على ذلك. ان هذه الدولة السنية ومنذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز وهي تسير بخطى واثقة في مدارج التقدم والحضارة مع الحفاظ على الثوابت والنظام القضائي في هذه البلاد مستمداً من كتاب الله تعإلى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم,, قال جلالة الملك عبدالعزيز في خطبة له بمكةالمكرمة عام 1355ه ضمنها توجيهات سديدة للقضاة وللرعية وان أكبر أمانة واعظمها في عنق المحاكم الشرعية, فعليهم النظر في شؤون العباد بما شرع الله لنا في كتابه من شرائع، وبين لنا من حجج، واقام لنا من محجة,, قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما هذه هي الحقيقة لأن شريعة الله لا ظلم فيها وهي المحجة من اعتصم بها نجا, ومن شذ عنها هلك. فيجب على ولاة الشريعة ان يجتهدوا في أداء الواجب ويسهروا على مصالح الناس وينظروا في خصوماتهم بروح العدل والانصاف, وعلى الشعب ان يمتثل لأمر الله فمن حكم له حمدالله، ومن حكم عليه حمده، الأول يحمده لأخذه حقه، والثاني يحمده لأنه عصمه من أخذ حق غيره. وأوصي الشعب ان يقلل من الخصومات والمنافسات، لان الخصومات والمنافسات تؤذي الحكومة والمحاكم الشرعية وكثرتها توجد اختلافاً في صفوف الأمة,, ان من الناس من يصيح أنا مظلوم واذا بحثت ظلامته التي يدعيها لا تجد فيها من الحق شيئاً، لهذا اوصيكم بالتناصح فيما بينكم ونهي أمثال هذا عن ذلك (1) . وكان جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله حريصاً على تعيين القضاة في كل مدينة وقرية,, لبسط العدالة وحل كل إشكال على هدى من تعاليم الشريعة السمحة, مستعيناً بالمؤهلين لتولي هذه المسؤولية الكبيرة من خريجي الكتاتيب وحلق المساجد الذين يتلقون العلم الشرعي,, على ايدي العلماء الكبار مثل علماء آل الشيخ بالرياض أمثال الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ والشيخ اسحق بن عبدالرحمن آل الشيخ والشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ والمشايخ الآخرين الكبار أمثال الشيخ محمد بن محمود, والشيخ حمد بن فارس والشيخ سعد بن عتيق. ولما كانت مدينة المجمعة من المدن العريضة في مجال العلم والتعليم وقد اشتهرت بها آنذاك مدرسة من أبرز المدارس بالمنطقة وهي مدرسة الشيخ أحمد بن صالح الصانع, وحلق الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري, وعلى مدى اربعة عقود من الزمن ابتداء من عام 1326ه ثم حلق الشيخ عبدلله بن حميد رئيس مجلس القضاء الاعلى سابقاً رحمهم الله جميعاً بحيث نقول وبلا مبالغة انه كان بالمجمعة في ذلك الزمن كلية للشريعة تخرج فيها اعداد كبيرة من العلماء والقضاة والدعاة,, لذا فقد طلب الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه من الشيخ العنقري عدداً كبيراً من المؤهلين لتولي القضاء ثم تعيينهم قضاة في مناطق ومدن وقرى مختلفة في مملكتنا الحبيبة (2) ومن هؤلاء القضاة: 1 الشيخ عبدالعزيز بن صالح الصالح, رئيس محاكم المدينةالمنورة وإمام وخطيب المسجد النبوي سابقاً. 2 الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الحمدان عين قاضياً بالمجمعة ثم قاضياً بمكةالمكرمة. 3 الشيخ حمد بن مزيد المزيد عين قاضياً بالرياض 4 الشيخ عثمان بن عبدالله العتيق عين قاضياً بالمحكمة المستعجلة بالطائف. 5 الشيخ عثمان بن إبراهيم الحقيل قاضي المنطقة الشرقية سابقاً. 6 الشيخ ابراهيم بن عبدالعزيز السويح قاضي المقاطعة الشمالية سابقاً. 7 الشيخ محمد بن عبدالمحسن الخيال قاضي الاحساء سابقاً. 8 الشيخ محمد بن علي البيز قاضي الطائف سابقاً. 9 الشيخ ابراهيم بن عبدالعزيز السيف قاضي الدوادمي ثم شقراء ومرات سابقاً (3) . 10 الشيخ عبدالرحمن بن عثمان الدهش قاضي قبة ثم الغاط سابقاً 11 الشيخ عبدالله بن ابراهيم الصانع مستشار ومدير مكتب مفتي الديار السعودية سابقاً الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ. 12 الشيخ حمد بن ابراهيم الحقيل رئيس محاكم الخرج سابقاً ومؤلف كتاب كنز الأنساب. 13 الشيخ حمود بن عبدالله التويجري ولي القضاء في الزلفي فترة ثم تفرغ للعلم والتأليف. 14 الشيخ عبدالله بن زاحم رئيس محاكم المدينةالمنورة سابقاً. 15 الشيخ عثمان بن عبدالعزيز الركبان قاضي تمير ثم النماص سابقاً. 16 الشيخ سليمان بن عثمان الاحمد قاضي بلجرشي سابقاً. 17 الشيخ عبدالصمد بن عبدالله الخيال تولى القضاء في عرعر ثم في مدينة جدة ثم نجران. 18 الشيخ عثمان بن عبدالعزيز الثميري قاضي الخبر ثم الظهران. 19 الشيخ عبدالعزيز بن عبدالصمد الربيعة رئيس محكمة الداوادمي ثم عضو هيئة التمييز بالرياض سابقاً. 20 الشيخ محمد بن عبدالله بن اسماعيل قاضي أبها سابقاً. 21 الشيخ عبدالعزيز بن حماد بن ركيان عين قاضياً بالدلم ثم بالخرج, 22 الشيخ عبدالمحسن بن ابراهيم الحقيل عين قاضياً في هجرة الفروثي. 23 الشيخ علي بن زيد بن غيلان عين قاضياً بالأرطاوية. وأغلب هؤلاء قد انتقلوا الى الدار الآخرة رحمة الله عليهم جميعاً ومنذ تولي جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز مقاليد الأمور في هذه البلاد وهو يعين القضاة في المدن والقرى فالشيخ عبدالله العنقري عينه الملك عبدالعزيز قاضياً في المجمعة وبلدان سدير عام 1326ه ولكن النظام القضائي المكتوب هو الذي صدر عام 1344ه ومعلوم ان الدولة السعودية في ادوارها الثلاثة قائمة على تحكيم الشريعة الإسلامية وذلك منذ تحالف الامام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب عام 1157ه ومن القضاة الذين كلفوا بهذه المسؤولية الجليلة من أهل المجمعة في عهد الدولتين السعوديتين الأولى والثانية: 1 الشيخ عبدالله بن احمد بن سحيم عين قاضياً في المجمعة وبلدان سدير توفي عام 1175ه. 2 الشيخ احمد بن محمد التويجري عين قاضياً على المجمعة وبلدان سدير توفي عام 1194ه. 3 الشيخ حمد بن شبانه عين قاضياً على المجمعة وبلدان سدير توفي عام 1208ه 4 الشيخ عبدالرحمن بن حمد الثميري تولى القضاء على المجمعة وبلدان سدير في عام 1273ه. 5 الشيخ عثمان بن عبدالجبار تولى القضاء في عسير ثم عينه الإمام سعود بن عبدالعزيز قاضياً في عمان توفي عام 1242ه. 6 الشيخ عبدالعزيز بن عثمان بن عبدالحبار عين قاضياً في بلاد الجبل حائل. 7 الشيخ ابراهيم بن محمد العتيقي عين قاضياً في المجمعة وبلدان سدير توفي عام 1315ه. ان موافقة المقام السامي الكريم على انشاء المحاكم المرورية والعمالية وعقد هذه الندوات لدراسة شؤون القضاء ومتطلباته وتطوير انظمته امر تفرضه مستجدات العصر وظروف النقلة الحضارية التي تعيشها هذه البلاد, قال صلى الله عليه وسلم عندما بعث معاذاً قاضياً في اليمن بم تحكم؟ قال بكتاب الله, قال فإن لم تجد قال بسنة رسول الله, قال فإن لم تجد قال اجتهد رأيي ولا آلو فسر منه النبي صلى الله عليه وسلم واقره على ذلك, والشاهد في ذلك قول معاذ اجتهد رأيي ولا آلو , فهذا باب عظيم من أبواب الاستفادة من تجارب الآخرين وما توصلوا اليه من انظمة حديثه, وهذا هو الواجب علينا اذا اردنا ان ننهض بهذا الجانب او سواه من الجوانب الأخرى, قال ابن القيم رحمه الله كل ما وافق الحق والعدل فهو من الشريعة, وإن لم يقل به نبي او ينزل في كتاب . والله الموفق والهادي الى سواء السبيل. حمود بن عبدالعزيز المزيني إدارة التعليم بمحافظة المجمعة الحواشي والمراجع 1 المصحف والسيف محيي الدين المقدسي ط2 ص 104 2 الشيخ حمد التويجري والشيخ احمد بن حسن والشيخ خالد الهويدي رحمهم الله 3 السحب الوابلة للشيخ محمد بن حميد ج2. علماء نجد خلال ستة قرون للشيخ عبدالله البسام. معجم اليمامة للشيخ عبدالله بن خميس ج2. اعلام الموقعين لابن القيم الجوزية.