سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غلاء المهور من قواصم الظهور مؤكداً على أن أعظم أسباب النجاح بين الزوجين تقوى الله وإقامة الفرائض، الشيخ السدحان للجزيرة
لامانع من الدف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أعلنوا عن هذا النكاح بالدف .
يكثر في أيام الإجازة الزواج وحفلاته، وتعم الأفراح بين الأقارب والأسر في مظاهر احتفالية تدعو للبهجة والسرور، وذلك ما دعا إليه الإسلام في مثل هذه المناسبات كالأعياد وغيره، ولكن ومما يؤسف له عدم خلو هذه المظاهر من بعض المخالفات الشرعية، ولا سيما إذاعلمنا أن الزواج نعمة من نعم الله علينا تستوجب الشكر له عز وجل بالطاعة والبعد عن المنكرات، لما فيه التآلف والتقارب بين الناس. قال الله تعالى:ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا,, . كما قال عز من قائلومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات للعالمين الآية, وبهذه المناسبة يسرنا أن نلتقي فضيلة الشيخ عبدالعزيز السدحان لإيضاح مزيد من الأمور المتعلقة بجانب الزواج وحفلاته . ** في بداية اللقاء سألنا فضيلة الشيخ كيف كانت ملامح حفلات الزواج في صدر الإسلام بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، كان الزواج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مشاعاً يحضره جمع من الناس، وكان الخبر ينتشر بينهم، يجتمع القوم على وليمة عشاء أو غداء، وكانت المظاهر في ذلك الوقت تتسم بالبهجة والفرح، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أعلنوا عن هذا النكاح بالدف وكان خالياً مما توارد عليه في الوقت الحاضر من منكرات كالسهر والزمر والأمور التي لا تليق بالخلق والحياء. ** لماذا شرع الزواج، وهل الأصل التعدد أم الإفراد؟ الزواج شرع لحكم كثيرة منها، أن الزوجة سكن لزوجها، ومنها كثرة التناسل وبقاء الجنس البشري، ومنه أن تقام البيوت على طاعة الله، وأما الأصل فهو التعدد لأن الله عز وجل قال: فأنكحوا ما طاب لكم من النساء ، أما الإفراد ففي حالة خشية عدم عدل الزوج تجاه زوجاته. ** وما الهدف من قيام حفلة الزواج, وما حكمها؟ الهدف من قيام حفلة الزواج إدخال البهجة والسرور على الزوجين لأن هذا الحدث قد لا يتكرر في العمر إلا مرة واحدة، وحتى يعلم الناس ويتوب اشر الناس وينتشر أن فلاناً تزوج فلانة فيكثر الداعون والمستبشرون ويكثر الفرحون بهذا الزواج. أما حكم قيام الحفلة فهي من السنّة بشرط أن تخلو من المنكرات. ** ماالسنّة في كيفية دخول العريس على عروسه؟ جرى العرف عندنا أن والد الزوجة يأخذ الزوج إلى غرفة فيها الزوجة أو يقوم أحد اخوان الزوجة بتفويض من الأب بأخذ الزوجة إلى زوجها، أما ما اشتهر في بعض الحفلات بإدخال الزوج بين صفوف النساء، فهذا منكر لا يجوز وقد يكون سبباً لهدم العلاقة الزوجية لأنه قد تطمع النساء في هذا الزوج وقد يصاب بمكروه أو حسد أو ما شابه ذلك. ** هل من نصائح تودون ذكرها نحو تعامل الزوجين في بداية حياتهما الزوجية تعينهما على استمرارها بنجاح بإذن الله تعالى خاصة الزوج بصفته أصبح مسئولاً ورب أسرة؟ النصيحة دائماً أن يلجأ إلى الله تعالى في شؤونه بالدعاء أن يرزقه الله التوفيق في الشؤون كلها، وكذلك ينصح الزوج بصفته أصبح والداً ورب أسرة ومسئولاً عن زوجته وأن المتطلبات عليه كثيرة والواجبات كبيرة أن يستشعر المسئولية الملقاة على عاتقه من حيث القيام بأمر الزوجة والبيت وشأن الأولاد. ومن أعظم أسباب أواصر النجاح بين الزوجين تقوى الله عز وجل وإقامة الفرائض لله عز وجل على أوقاتها، والتعاون على البر والتقوى والتناصح فيما بينهما، وأن يعرف كل من الزوجين حق الآخر. ** فضيلة الشيخ ما حكم إجابة الدعوة لحفلات الزواج من ضوء الكتاب الكريم والسنّة المطهرة؟ الحضور واجب لقول النبي صلى الله عليه وسلمإذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليجب إلا في حالات إما أن يكون في الحفلة منكرات لا يستطيع تغييرها أو أن يكون مدعواً لدعوة قبلها أو يكون صائماً، والأفضل إذا كان صائماً تطوعاً أن يفطر. ** شاعت مشكلة استهان فيها الكثير من الناس واشتكى منها كثير من الشباب ألا وهيغلاء المهور مما تشكله من عائق للزواج، ما تعليق فضيلتكم؟ هذا سؤال في محله,, يقالالمهور من قواصم الظهور ، لأن غلاء المهور منع كثيراً من الشباب من الزواج وكذلك حرم الزوجة من تقدم الزوج فترة طويلة، كما أن غلاء المهور يخالف السنّة النبوية، كما أنه قد يكون عقبة في استمرار الحياة الزوجية واستقرارها، لأن الزوج إذا تذكر أنه قد استدان وتحمل ديوناً في ذمته بسبب المهر ربما يحمل شيئاً في قلبه على الزوجة ووالدها وأهلها، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:خير النساء أيسرهن صداقاً فكلما كان المهر يسيراً كان الزواج موفقاً. ** ظاهرة الإسراف والتبذير في حفلات الزواج تفشت في المجتمع, ماسبل التصدي لهذه المشكلة,. وهل من نصيحة تودون ذكرها من أجل التعاون مع جمعيات البر؟ الإسراف والتبذير مشكلة يمكن تعالج بأمور: الأمر الأول: على القائم بهذه الدعوة أن يقدر عدد المدعوين عدداً تقريبياً، فإذا زاد الطعام فوق اللازم فعليه أن يجهز العاملين المسئولين بهذه المهمة من خلال الاتصال بالجمعيات الخيرية وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين من إخواننا الوافدين من العمالة الفقيرة التي لا تجد قوتها وما يكفيها في حياتها وغيرهم من الفقراء الذين يعانون الفقر في هذه البلاد. ثم ينبغي لهذا الزوج أن يراعي وضع الطعام، فبعض الناس يحضر عنده مائة مدعو فيعد طعاماً يكفي ألف شخص، وهذا من الإسراف والتبذير، فعليه أن يتقي الله وأن يعرف أن هذه النعمة مسؤول عنها، وأفضل طريقة للتعاون مع مسئولي جمعيات البر أن ينسق معهم ويتصل بهم ويكاتبهم أو يزورهم ويخبرهم بأن لديه زواجاً ويزودهم بمعرفة الصالة التي بها الحفلة حتى تكون جمعية البر على بينة من أمرها وعلى معرفة بموقع الصالة أو المنزل حتى يتسنى الوصول إليها بسهولة ويسر. كما أنني أنصح القائمين بهذه الدعوة أن يتعاونوا مع بعض أقاربهم وجيرانهم بأن يحملوا ما تيسر من بقايا الطعام ثم القيام بتوزيعه على محتاجي البلد من باب الاحتساب. ** دخول العريس على النساء، التبرج والسفور، الأغاني والموسيقى، السهر حتى الفجر، ملامح اتسمت بها الحفلات في الآونة الأخيرة خالية من العفوية والبساطة التي كانت عليها حفلات الماضي, ما رأي فضيلتكم؟ ما بني على خير استمر على خير وما بني على سوء ربما يهدم عن قريب ومن بدأ زواجه بمعصية الله فقد تحل عليه العقوبة، ومن بدأ زواجه على طاعة الله فيتفاءل بأن تتسم أيام زواجه على خير، هذه المنكرات بدلاً من أن يشكر الله على هذه النعمة تبدأ أولى لياليه بالمعاصي، فالأولى أن تكون الطاعة في أول الليالي شكراً لله تعالى. والإسلام دعا إلى الفرح والبهجة والسرور والدف، لكن المأساة أن يدخل ضمن الفرح منكرات تكدر صفو الفرح بالمحرمات الموسيقية والألفاظ النابية. ** هل من كلمة أخيرة أو نصيحة تودون ذكرها؟ أوصي من أراد الزواج أن يسأل الله التوفيق ، وأن يختار الزوجة الصالحة، كما أوصي الفتاة أن تسأل الله زوجاً صالحاً، وعلى ولي المرأة أن يتقي الله في اختيار الزوج فبعض الأولياء ينظرون إلى منصب المتقدم أو ماله أو سمعته بغض النظر عن دينه وعن صلاحه، وهذا خلاف المشروع كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير . وحرام على ولي المرأة أن يزوجها إجباراً فعليه أن يتقي الله ويستشيرها وأن يسألها وأن يختار الزوج الصالح والمناسب لها وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.