نفس المشهد المتكرر بطاقات المسافرين.. الحقائب المتراصة تعيق حركة المشاة. دموع تنسفح فوق وجوه أصحابها، الإعلان الأخير لموعد الإقلاع.. غربة الروح تسبق غربة الجسد. كل شيء يبهت يتوقف اللحظات المنشطرة، قلوب المغادرين أسقطت أوراق الخريف. أرواحهم سرب غيوم مسافرة، كما النجوم، وما زال حلمهم، حرية العصفور الذي يبحث عن موطن له وبداخلهم شمعة شاحبة تضيء ليلهم. أماكن تغادر أصحابها، وتبقى أرصفة الروح مبللة بالتوجس والخوف. في حين بين الوطن والغربة خيط رفيع فالجميع يهربون من غربتهم إلى قلوب أكبر تحتويهم. صور تتجاوز الكلمات. ويبقى أمل كل مغادر أن يضيء في قاع روحه شمعة خافتة في غربة تزداد وحدة وظلاماً. مرفأ: