كشف تقرير دولي حديث ان معدل قرصنة البرامج في العالم قد بلغ 36% خلال العام الماضي 1999م فيما خسرت الشركات المنتجة للبرامج اكثر من 12 مليار دولار مشيرا إلى ان ذلك المعدل رغم ارتفاعه فانه يعد انجازا إذا ما قورن بمعدل القرصنة في العام 1994م والذي وصلت فيه نسبة القرصنة إلى 49% وعزا ذلك التراجع إلى عدد من الأسباب. وأوضح التقرير الذي اعدته المؤسسة الدولية للتخطيط والابحاث IPR في عام 1999م لصالح اتحاد منتجي برامج الحاسوب المهنية BSA ورابطة صناعة المعلومات والبرامج SIIA والشركات العاملة في هذا المجال أوضح ان قرصنة البرامج قد تراجعت خلال العام الماضي في مختلف انحاء العالم وذلك لعدة اسباب من بينها ما يلي: ان شركات البرامج ظلت تكافح من اجل مواكبة تطور سوق الحاسوب العالمي كما اصبح لمبيعاتها تواجدا قانونيا فعالا في كل انحاء العالم وبفضل التقدم الذي وصلوا إليه والتواجد العالمي الذي حازته تلك الشركات اصبح من السهل شراء البرامج بالطرق القانونية. رفع شركات برامج الحاسوب من برامج دعم المستخدم الخاصة بمنتجاتها خارج الولاياتالمتحدة هو الأمر الذي ادى إلى زيادة الإقبال على شراء البرامج الأصلية. انخفضت أسعار البرامج الأصلية انخفاضا ملحوظاً في عامي 1996 و 1997 مما ضيق الفجوة بين أسعار البرامج المشروعة وغير المشروعة. حث كل من BSA و SIIA ومستخدمي البرامج على ضرورة شراء النسخ الأصلية ودعمت اهمية الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية الأمر الذي ادى إلى اتخاذ إجراءات قانونية مشددة ضد الشركات المستخدمة للبرامج غير المشروعة. ارتفاع مستوى التعاون من جانب الحكومات لتوفير الحماية القانونية لحقوق الملكية الفكرية وتجريم قرصنة البرامج مما ساهم في خفض معدلات القرصنة. واشار التقرير الدولي الذي حصلت الجزيرة على نسخة منه انه على الرغم من كل تلك الجهود التي بذلت خلال العام الماضي 1999م الا ان خسائر الشركات المنتجة للبرامج الاصلية قد ارتفعت إلى اكثر من 12 مليار دولار في مختلف انحاء العالم لتوازي نفس الخسارة المحققة التي بلغت في العام 1994 بينما كانت نسبة القرصنة في 99م 36% فيما كانت في عام 94 تعادل 49% لتساوي نسبة الخسائر من برامج القرصنة في العام 1994م. ولفت التقرير إلى ان دول اوروبا الشرقية قد سجلت اعلى معدل للقرصنة خلال العام الماضي علىالرغم من انخفاضها عن معدلها المسجل في عام 1994 بنسبة بلغت 15% فيما جاءت منطقة الشرق الأوسط وافريقيا في المرتبة الثانية وقد سجلت خلال العام الماضي انخفاضا في نسبة جرائم القرصنة تقدر بنسبة 20% مؤكدا انه رغم ذلك الانخفاض في تلك المناطق إلى ان نسبة قرصنة البرامج لاتزال مرتفعة للغاية وتعد في اعلى نسب المتوسط العالمي للقرصنة. وقال التقرير الدولي ان دول اوروبا الغربية قد سجلت انخفاضا كبيرا في معدل القرصنة خلال العام الماضي إذ انخفضت نسبة القرصنة 52% عام 1994م إلى 36% في العام 1999م مشيرا إلى ان دول امريكا الشمالية التي تعد المستهلك الأول لبرامج الحاسوب قد انخفضت فيهانسبة القرصنة التي كانت في السابق تدور حول 25% إلى 6% فقط في العام الماضي. وقد نشر التقرير قائمة بأكثر الدول المصنفة دوليا على انها من كبار مناطق القرصنة فاحتلت القائمة فيتنام التي وصلت فيها نسبة القرصنة في العام الماضي إلى 98% تلتها الصين بنسبة 91% ثم دول الاتحاد السوفيتي السابق عدا روسيا بنسبة 90% وروسيا 89% فلبنان بنسبة 88% ثم سلطنة عمان بنسبة 85% ايضا تلتها اندونيسيا بنسبة 85% فبوليفيا بنسبة 83% والبارجواي والسلفادور بنسبة 83% ايضا باكستان بنسبة 82% والبحرين وتايلاند والكويت بنسبة 81% وأخيرا رومانيا بنسبة 80%. وبالنظر إلى القائمة السابقة يتضح ان هناك اربع دول عربية من بينها 3 دول خليجية تصنف على انها من اكبر الدول التي توجد فيها عمليات لقرصنة برامج الحاسوب. وكشف التقرير ان دول امريكا الشمالية واوروبا الغربية تصنف على انها من اكبر الدول التي سجلت فيهاخسائر كبيرة بالنسبة للشركات المنتجة للبرامج باعتبارها من اكثر الدول استهلاكا للبرامج الحاسوبية اذ ارتفعت نسبة الخسائر في اوروبا الغربية إلى اكثر من 800 مليون دولار خلال العام 1999م فيما انخفضت نسبة الخسائر لبلدان اسيا واوروبا الشرقية بمقدار 400 مليون دولار ليصل اجمالي الخسائر اكثر من 2,8 مليار دولار امريكي. واوضح التقرير انه على الرغم من الجهود الامريكية الرامية إلى حماية منتجات برامج الحاسوب إلى انها سجلت خسائر للشركات المنتجة قدرت ب 3,2 مليارات دولار. وقد اجريت الدراسة التي قامت بها المؤسسة الدولية للتخطيط والابحاث IPR على اساس المقارنة بين مجموعتين من البيانات وهما الطلب على تطبيقات الحاسوب الحديثة بصورة مشروعة وتوفيرها بطريقة غير مشروعة. وحول خسائر الشركات المنتجة للبرامج في المملكة العربية السعودية تبين من نتائج التقرير الدولي ان الخسائر المسجلة في العام 1999م قد بلغت 39,9 مليون دولار بينما كانت في العام 1998م 38,8 مليون دولار.