طالب خبراء البيئة بضرورة وضع خطة محكمة لعدم انتشار البعوض الناقل لحمى الضنك بعد تكوّن المستنقعات الكبيرة التي نتجت عن هطول الأمطار على جدة مما يجعل فرصة توالد البعوض وانتشاره بشكل أوسع. الخبير المائي محمد حبيب البخاري قال ل(الجزيرة) ان موسم الوسمي بدأ الان في اغلب ارجاء المملكة وسيستمر بحول الله تعالى لمدة 50 يوماً، مما سيساهم في نشأة المستنقعات التي تنجم عن تجمع مياه الامطار في محافظة جدة في ظل عدم وجود شبكة تصريف تضاهي حجم المياه المتجمعة وسيسهم في عودة اكتشاف الناموس الناقل للضنك مما سيعزز المخاوف من وجود مستعمرات من هذه الفصيلة من الناموس بالاضافة إلى عودة حالات الإصابة بحمى الضنك، لافتاً إلى انه لا بد من التحرك البيئي السريع في اجراء الاستكشاف الحشري على المياه الراكدة والمستنقعات واماكن النفايات التي تتجمع فيها الاطارات الفارغة وغير ذلك من أوجه اماكن توالد وتكاثر البعوض الناقل للمرض. ودعا البخاري إلى ضرورة وضع خطة توعوية لمكافحة الضنك في جدة والمسارعة إلى ردم وتجفيف تلك المستنقعات خصوصاً اذا علمنا ان بعوض الضنك سيبدأ في التوالد بعد ثلاثة أيام. وشدد بخاري على اهمية فحص الحجاج القادمين من الهند بعد العلم بأن حالة الضنك قد ظهرت لديهم خلال الأيام السابقة وكذلك مكافحة الغربان التي ستساهم أيضا في سرعة انتشار هذا البعوض واليرقات مع استغرابه من توقف الحملة التي استهدفت القضاء على تلك الغربان. مؤكداً على ان هذه المستنقعات تعتبر بؤراً لحمى الضنك ومرتعاً ملائماً لتكاثر البعوض الناقل للداء، بفضل وجود المحفزات الملائمة من مياه نقية، وأن بعوضة الضنك تقوم بوضع اربعمائة بيضة كل ثلاثة أيام مما يشكل خطراً كبيراً لهذا التكاثر المستمر، في ظل غياب فرق المكافحة التي تقوم بالرش بالمبيدات الكيميائية التي تشكل ضرراً على البيئة والمجتمع لافتاً إلى ان المخاوف تكمن في احتمال وجود مستعمرات أو سرائب لهذا النوع، فالناموسة لديها القدرة على وضع البيض الذي يتحول إلى يرقات تحت ظروف رطبة وبيئية مما يجعل تكاثره اسهل في حالة توفر هذه الظروف المناخية، ويلفت الباحث بخاري إلى ان التوعية مطلوبة الآن على مستوى جميع انحاء المملكة وان لا تقتصر على جدة أو مكة أو الطائف حيث ان المياه الراكدة والمتبقية بسب هطول الامطار على أغلب ارجاء المملكة وفي الصفائح الراكدة والبراميل والاطارات وعند المكيفات وحول المسابح امور وعوامل موجودة في كل المناطق وبالتالي فإن التوعية المعممة على جميع المناطق امر ضروري لتجنب الاصابة بالضنك، إلى ذلك طالب المواطنون في محافظة جدة وخصوصاً سكان الأحياء الشعبية بضرورة سرعة التدخل من قبل الأمانة والطب الوقائي والجهات المختصة في تجفيف تلك المياه وإنشاء مشاريع عملاقة لتصريف مياه الأمطار في ظل مخاوفهم من ان هذه الأمطار لو استمرت قد تودي بحياتهم وأسرهم داخل تلك البيوت التي سرعان ما قد تتلاشى مع أي عاصفة رعدية.