رأى مختصون بيئيون، أن الإسراع في إنجاز شبكة تصريف مياه الأمطار في جدة ومكة يضمن عدم تكرار الأحداث التي شهدتها جدة الأربعاء الماضي، وحذروا من انتشار البعوض الناقل لأمراض الضنك والملاريا. واعتبر الخبير البيئي مدير عام حماية البيئة الأسبق في الرئاسة العامة للأرصاد الدكتور عبد الرحمن حمزة كماس، موجة الأمطار التي هطلت على جدة الأعلى والأغزر خلال السنوات الأخيرة، محذرا في الوقت نفسه من إهمال معالجة المستنقعات وتجمعات المياه. وأضاف أن مياه الأمطار نقية، قليلة الشوائب، ويعد ذلك مصدرا رئيسيا لتوالد البعوض والحشرات الناقلة لأمراض الضنك، الملاريا، الحساسية الجلدية وغيرها. ولفت الدكتور كماس إلى أن بعوضة حمى الضنك المسمى ب «البرنسيسة» تنشط بعد أمطار الشتاء وتتكاثر بويضاتها في المياه الراكدة والمتبقية في الأواني والبراميل والإطارات وفي مكيفات الهواء والمسابح، وتلدغ البرنسيسة ضحاياها نهارا بعد الشروق وقبل الغروب بساعتين. وأوضح أن إناث البعوض هي التي تمتص دم الإنسان، إذ تسحب الانثى ما بين 1 و 5 مليجرامات. وأشار إلى أن دخول موسم الشتاء يساعد على زيادة انتشار حالات الانفلونزا الموسمية لقدرة الفايروس على التعايش، والانتقال السهل في الأجواء الممطرة والرطبة. ولفت كماس، إلى أن موجة الانتقال إلى الشتاء يساعد على استقرار درجات الحرارة، إلا أنها تساهم في النشاط التكاثري للبعوض والذباب والفئران، الأمر الذي يتطلب من أمانتي جدة ومكة المكرمة تفعيل خطط الرش والمكافحة لضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان. مزرعة نموذجية يتفق استشاري الأطفال في صحة جدة، الدكتور نصر الدين الشريف، مع رأي الخبير البيئي كماس، ويضيف أن موسم السيول والأمطار يعقبه دائما انتشار البعوض وتكاثره، كما تعتبر المياه الراكدة الملوثة مزرعة نمودجية ليرقات البعوض، وانتشارها على شكل أسراب صغيرة ومتفرقة في داخل المستنقعات. وفي موازاة ذلك طالب المختص البيئي محمد فلمبان، بضرورة تكثيف الرش الأرضي والجوي في مواقع تجمعات المياه، لا سيما بحيرة المسك التي ما زالت تهدد سكان شرق جدة من الناحية البيئية والصحية. وطلب فلمبان من الأمانة إعادة النظر في كل دراساتها حول مشاريع شبكة تصريف مياه الأمطار حتى لا يتكرر ما حدث.