كنت واحدة ممن سعدوا بتنصيب الدكتور غازي القصيبي على قمة هرم وزارة العمل.. ذلك لأنني أعتقد أن هذا الرجل فوق صفاته الأدبية الراقية والشعرية العذبة يتمتع بميزان عدل ومنطق وموضوعية سيقضي على كثير مما يعانيه سوق العمل والعمال وسيستخدم خبرته وحنكته في الارتقاء بشبابنا وانتشالهم من البطالة على أرضية صلبة من الأعمال المناسبة.. وعلى أن هنالك بوارق أمل عديدة تلوح في الأفق متزامنة مع سياسة خادم الحرمين الشريفين الذي لا يألو ولن يألو جهداً حتى يحقق للمواطن الرفاهية والأمن النفسي والوظيفي.. وليت كل مسؤول يعمل بإخلاص وصدق وأمانة سواء كبرت مسؤوليته أم صغرت.. فكل منا من موقعه يؤثر سلباً أو إيجاباً.. وحتى نكون مواطنين نتمتع بحس وطني عالٍ علينا أن نساند قائدنا ونقف إلى جانبه بكل همة وولاء.. ولست أشك في إخلاص الكثيرين والكثيرات، من مسؤولي هذه البلاد الطاهرة ومنهم معالي الدكتور غازي القصيبي إلا أنني أستغرب جداً من معاليه قراراً يمنع المرأة الموظفة المتزوجة من الاستقدام.. وكأنه يشير إلى أن المرأة غير جديرة بالثقة ولا تستحق أن تعطى خادمة!!! ونسي معاليه أن هناك نساء موظفات يحتجن لخادمات لأمهاتهن أو أسرهنّ اللاتي يعتمدن عليهن!! نسي معاليه أن هناك نساء متزوجات من رجال لديهم أكثر من زوجة ولديهم أمهات عاجزات يحتجن رعاية فائقة. نسي معاليه أن هنالك نساء موظفات لهن أعمال متعددة وواجبات كثيرة يحتجن معها بدل الخادمة إلى اثنتين فقد تكون موظفة إلى جانب أعمال خيرية تقوم بها ولديها أبناء وعدم وجود خادمة يسبب ضرراً لهم، وهذا الضرر لا شك يعرفه جيداً معالي الدكتور الأديب الذي يلامس بأحرفه هموم الناس ومعاناتهم.. معالي الدكتور بقراره هذا كأنه يقول لنا استخدموا العمالة غير النظامية حلاً لمشاكلهم وفعلاً هذا حدث مع الكثيرين لكن هناك قلة يرفضونه تماماً وهم من يعاني، وأنا واحدة منهم. يا سيدي نحن نعاني من السائقين المنتشرين من أولئك الذين يستقدمونهم ويتركونهم يسرحون ويمرحون بتحايلات عجيبة وأساليب ملتوية. يا سيدي نحن الآن نعاني وأكثر من ذي قبل من طريقة تأجير العمالات بالساعة وبالأيام!! لم يكن قبلاً هذا منتشراً. أصبح التحايل فناً يتعلمه من أراد أن يسترزق من معاناة الموظفات المضطرات، لماذا لا يكون للمرأة الموظفة حق الاستقدام بصرف النظر عن زوجها فهناك رجال بارون بأمهاتهم أو أخواتهم الكبيرات أو أن أوضاعهم تضطر لأن يستقدم خادمتين لأسرة واحدة فإذا كان رب أسرتين حرمت الأخرى وإنني من هذا المنبر الحسي أخاطب معالي الدكتور قائلة له: لقد فتحت أبواباً لا نريدها جميعاً بسبب هذا القرار.. وبيدكم إقفالها على كل من يريد اصطياد حاجات الناس واضطرارهم!!! وكم نتمنى أن ينظم الاستقدام وتؤمن حقوق المستقدمين والخدم.. وهذا الأمر مهم جداً.. لقد انتشرت هنالك مكاتب تؤجر الخادمات بمبالغ خيالية وكذلك السائقين.. ولم تنته المعاناة بل تفاقمت حتى أصبحت كالداء الذي يحتاج دواء سريعاً وتجردت القضية من العدل فأصبحت بيوت تكتظ بالخدم النظاميين وبيوت تكتظ بغير النظاميين خاصة في رمضان وبيوت تئن وتتألم لأنها لا تؤمن بتشغيل غير النظاميين.. لكن يبدو لي أنه إذا استمر هذا القرار فسوف تكتظ مكةوجدة وغيرهما بالمتخلفين الذين عرفوا هذا القرار منذ صدوره.. فنحن فوق أننا دولة محسودة أيضاً مستهدفة.. وهناك بعض قرارات تخدم أغراض هؤلاء، ومثل أديبنا وشاعرنا الفذ لا تفوته هذه!! وللجميع تحياتي. مديرة العلاقات العامة والإعلام التربوي ورئيسة جمعية فتاة ثقيف الخيرية النسائية بالطائف