الوفاء من مناقب النبلاء. وإنما يعرف الفضل ومواقعه الفضلاء والنبلاء من الناس، وكما قيل: وقد كانوا إذا عدوا قليلا وقد صاروا أقل من القليل وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد ضرب أروع الأمثلة في الوفاء تجاه مسؤولياته والتزاماته، حاكمه في ذلك عقيدته الإسلامية، والخصال الحميدة التي اكتسبها من مدرسة والده الملك عبد العزيز - رحمه الله -. وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - أمير منطقة الرياض شاهد على وفاء هذا الملك لشعبه ووفائه لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - فكان مما قال في احتفال أهالي منطقة الرياض بمناسبة تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للحكم: (عندما نتحدث عن الوفاء فسأكون شاهد عيان، لقد كنتم وفيين جداً لأخيكم المرحوم الملك فهد، خصوصاً في فترة مرضه، وهذا والحمد الله ما تعودناه من هذه الأسرة وهذا الشعب). فمنذ أن تقلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رئاسة الحرس الوطني في مطلع الثمانينات الهجرية أسس وشيد مؤسسة حضارية تعد من أرقى المؤسسات في هذه البلاد الكريمة، ثم تعاهدها بالتطوير والتحديث حتى صارت مضرب المثل سواء في امتلاك أحدث وسائل التقنية والإدارة، أو تأهيل الكفاءات والقوى البشرية التي تتعامل مع هذه الوسائل، وتوفير الحياة الكريمة لهم. إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومن خلال ما يضطلع به من مسؤوليات جسام قد أدرك أن تنمية البلاد ورفاهية المواطنين مرهونة بعد توفيق الله - تعالى - بالأخذ بأسباب القوة في كل مجالات الحياة، فكان - حفظه الله - رائد النقلة الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها المملكة وصاحب فكرة (نقل التقنية وتوطينها) وزياراته لبلدان شرق آسيا والصين شاهد على ذلك. فبدلا من أن تكون التقنية مستوردة دائماً، فليكن ذلك إلى أجل ثم تكون من صنع أبناء الوطن ومنجزاتهم التي يفخرون بها. وقد أدرك الشعب السعودي صدق نوايا هذا الملك العادل فبادله الوفاء بالوفاء وأعلن تأكيده الولاء والسمع والطاعة لهذه القيادة الرشيدة.