اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية يعكس بجلاء أن الملك يعرف رجالاته وسواعده القادرين على العطاء ومواصلة المسيرة المباركة التي بدأها الملك المؤسس عبد العزيز - طيب الله ثراه - الذي أرسى قواعد وأسس الدولة التي نمت وترعرعت وصارت بفضل الله ثم بفضل قيادة هذه الأسرة الكريمة محط أنظار العالم ومفخرة لكل مواطن. الحديث عن الأمير نايف بن عبد العزيز ومسيرته العطرة لا يمكن أن تحمله صفحات مهما كثرت وتوسعت، وأن النذر اليسير الذي يجود به قلم أي كاتب لا يعدو أن يكون مجرد خطوط عريضة تخفي ثراء وفكراً غير محدودين بميزان العقل الإنساني. نايف يعد أحد رجالات وأركان الدولة أسهم إلى جانب إخوته الميامين تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين في بناء ووضع أسس الدولة الحديثة واستطاع أن يتحدى وينجح في مصائب ومتاعب الأمن التي واجهت العالم بعد أحداث 11 سبتمبر بحنكة سياسية وخبرة وذكاء يوظف به عناصر غير متجانسة لخدمة أهداف وطنية نبيلة. خبراء الشؤون الأمنية في العالم يتحدثون عن إنجازات الأمير نايف في مكافحة الإرهاب والتصدي له ولكن لا يستوعبون كيف تم ذلك، ولماذا نجحت المملكة العربية السعودية في هذه المعركة بينما أخفقت دول كبرى تملك إمكانات وتقنيات عصرية هائلة. إذ اجتمعت في شخصية ولي العهد عصارة تجربة طويلة اكتسبها من والده الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وحكمة خادم الحرمين الشريفين ورؤيته الثاقبة ... إذ اجتمعت في صفات سموه القوة والعدل والتسامح والرحمة والعطف، فقد استطاع سموه أن يهزم الإرهاب بقوة واقتدار وبتوفيق من الله وبعون من رجاله الشجعان حتى بات من تبقى منهم في بحث دائم عن ملاذات عديمة بعد أن ضاقت بهم الأرض بما رحبت بعد ارتكابهم جرائم في حق أناس آمنين ومستأمنين وسفكوا الدم الحرام، ولكن الأقوياء دائماً حليمون وحكيمون، فعلى الرغم من هذه الجرائم فتح الأمير نايف الباب أمام المغرر بهم للعودة ومراجعة النفس وأعلن العفو عنهم، فعادوا زرافات ووحدانا تائبين آيبين، بل أعانهم على أن يكونوا مواطنين صالحين في أهلهم ووطنهم .. أعانهم بالنصيحة وتوفير متطلبات الحياة الآمنة، فكان العفو الكبير. وتجسد معنى الحكمة والعدل في المملكة العربية السعودية حينما واجه سموه الإرهابيين بالفكر والأدلة الشرعية وهزمهم أيضاً في هذا الميدان، في حين واجهتهم العديد من الدول بالمقصلة للاقتصاص من جرائمهم الشنيعة، بل يقف حالياً العشرات منهم أمام محاكم المملكة العادلة يدافعون عن أنفسهم بمحامين ووكلاء أمام وسائل الإعلام بدلاً عن المحاكمات التي تجرى لهم في بعض الدول في الغرف المظلمة وتحت حبال المشانق.. لأن هذه دولة القوة والتسامح والعدل وهذا هو السر والحقيقة التي غابت عن الخبراء ووقفوا أمامها حائرين. فلذا كافأ خادم الحرمين الشريفين (الملك الصالح) هذا الشعب (الوفي) بولاية عهده إلى الأمير نايف بن عبد العزيز الذي استطاع أن يبرهن طوال مسيرته على حنكته السياسية وقوته وأمانته وحكمته في موازنة الأمور، خصوصاً أنه لم يغفل أي من جوانب الحياة فقد أسس سموه عدداً من كراسي البحث العلمية لإثراء الحلول لعدد من القضايا ولديه العديد من الجوائز في العلوم الشرعية وغيرها كثير. هذه الخبرة وهذا التقدير والوفاء ظهر جلياً حينما بايع المواطنون وبصوت واحد سموه ولياً للعهد وعمت الفرحة جميع ربوع المملكة، وقد وصف سموه هذا الشعب بالوفي، ولم ينس أن يذكر في كلمته مناقب الأمير سلطان بن عبد العزيز الراحل - رحمه الله - والكل شاهَد سمو الأمير نايف وهو يحمل نعش أخيه متأثراً وحزيناً، وإلى جانبه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي جسد الوفاء لأخيه سلطان حينما لازمه طوال رحلته العلاجية حتى لقي ربه، وكان في مقدمة الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يقود مسيرة التنمية والعمران والنهضة في هذه البلاد الطاهرة بكل قوة واقتدار.. نسأل الله تعالى أن يحفظ مليكنا الصالح ويوفق سمو ولي عهده الأمين وسمو أمير منطقة الرياض الوفي البار ويعينهم على مسؤلياتهم الجسام ويسدد خطاهم ويمدهم بعون من عنده.. ويحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه. مستشار في إمارة منطقة الرياض