بدت علامات عديدة على أن إسرائيل على وشك تنفيذ عدوان كبير على قطاع غزة؛ حيث أكدت تصريحات لوزير إسرائيلي هذه النوايا مجدداً أمس عندما قال: إن إسرائيل لن تسمح بتحول القطاع إلى لبنان آخر، مشيراً ضمناً بذلك إلى ادعاءات عن تكديس أسلحة بالقطاع. وبانتظار هذا العدوان الذي حذّر منه رئيس الوزراء الفلسطيني فقد قتلت إسرائيل أمس شابين فلسطينيين في الضفة، فيما أغارت جواً على قطاع غزة. فقد استشهد الفلسطينيان محمد زكارنة الناشط في حركة الجهاد الإسلامي، وعمر السحو (18 عاماً) برصاص القوات الإسرائيلية خلال عدوان لها أمس على بلدة قباطية القريبة من جنين في الضفة الغربية، وقال مصدر أمني فلسطيني: إن الشهيد السحو عضو بحركة الجهاد الإسلامي، وقد استشهد خلال اشتباك مع القوات المعتدية، كما أصيب عدد آخر من الفلسطينيين بجراح. وقالت المصادر: إن الفلسطينيين استشهدا بالرصاص خلال اقتحام 40 آلية إسرائيلية مدعومة بعدد من الجرافات والقوات الخاصة البلدة مرتين متتاليتين أثناء الليل؛ مما أدى لحدوث اشتباكات عنيفة مع عناصر من سرايا القدس وكتائب الأقصى. وذكر متحدث عسكري إسرائيلي أن الجنود أطلقوا النار على مسلح في قرية قباطية القريبة من مدينة جنين بعد أن فتح مسلحون النار وألقوا عبوات ناسفة على القوات الإسرائيلية. وجاء في بيان لقوات الاحتلال: إن الجنود اعتقلوا سبعة فلسطينيين في مداهمات في أماكن مختلفة بالضفة الغربية. ولم تقتصر اعتداءات أمس التي قامت بها قوات الاحتلال على الضفة فقط؛ حيث أغارت طائرات حربية إسرائيلية أيضاً على قطاع غزة، واستهدفت الغارة مجموعة من المسلحين في بلدة بيت حانون بشمال قطاع غزة، ولكنها لم تسفر عن سقوط ضحايا، بل أدت إلى تدمير محول كهربائي يغذّي قسماً من البلدة حسب ما أفاد شهود عيان. وقال هؤلاء الشهود لفرانس برس: إن (طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت بصاروخين مجموعة من المسلحين التابعين لكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح ولسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي كانوا على ما يبدو يحاولون إطلاق صواريخ محلية الصنع تجاه إسرائيل). وأضاف الشهود: إنه (لم يُصبْ أي من المسلحين، لكن أحد الصاروخين أصاب المحول الرئيس للكهرباء في بيت حانون؛ ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم البلدة). وذكرت مصادر فلسطينية أن الزوارق الحربية الإسرائيلية أطلقت قذيفة ثقيلة تجاه أرض مفتوحة غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، وأشارت إلى أنه لم يُصبْ أحد من المواطنين جرّاء ذلك القصف. هذا، وقد حذرت الحكومة الفلسطينية من خطورة التصعيد العسكري والتهديدات والتلويح باجتياحات إسرائيلية واسعة لقطاع غزة و(تنفيذ عمليات وجرائم اغتيال ضد قيادات وكوادر الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية). وأكد رئيس الوزراء إسماعيل هنية خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الذي عقد يوم الاثنين عبر نظام (الفيديو كونفرنس) بين غزة ورام الله أنه (في سياق هذا التهديد هناك مبررات عديدة يسوقها الاحتلال لتبرير هذا العدوان الواسع بما فيها الحديث عن دخول أسلحة متطورة إلى قطاع غزة)، مشدداً على (كذب هذه الادعاءات). وفيما يتصل بغزة أيضاً، أكد الوزير الإسرائيلي زئيف بويم أمس الثلاثاء أن إسرائيل لن تسمح بأن (يتحول قطاع غزة إلى لبنان ثانٍ)، مؤكداً أن عملية برية كبيرة في المنطقة تبدو حتمية. وقال بويم القريب من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت للإذاعة العامة الإسرائيلية: إن (غزة لا يمكن أن تتحول إلى لبنان ثانٍ). وأضاف بويم وزير استيعاب المهاجرين: (لن يكون أمامنا خيار آخر على ما يبدو إلا إطلاق عملية كبيرة مثل عملية (السور) من أجل تدمير مخزون السلاح وضرب المنظمات الإرهابية) على حد تعبيره. وكان بويم يشير إلى عملية (السور) التي قام بها الجيش الإسرائيلي في نيسان- إبريل 2002م في الضفة الغربية وتسببت في مقتل أكثر من مئتي فلسطيني وأسر نحو خمسة آلاف آخرين. واعتبرت هذه العملية الأكبر في الضفة الغربية منذ حرب حزيران- يونيو 1967م. وبالعودة إلى تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية فقد أشار فيها أيضاً إلى أن حكومته ستقدم منحة عاجلة للعمال الفلسطينيين (25 ألف عامل)، وأن صرفها سيبدأ في قطاع غزة ولعدد (13 ألفاً)، وأكد استئناف الصرف لبقية العمال بالضفة الغربية فور إتمام الترتيبات هناك، معرباً عن أمله في تحقيق ذلك قبل عيد الفطر. وقال: إن الحكومة ستبدأ صرف ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دولار تعويضاً للبيوت المدمرة.