في اليوم الثالث من العمليات العسكرية في قطاع غزة في أعقاب خطف الجندي غلعاد شاليت، استهدفت اسرائيل مؤسسات حكومية فلسطينية، في حين استشهد ثلاثة فلسطينيين في غزةوالضفة الغربية. وأعلن الجيش الاسرائيلي أن قواته قتلت مسلحيْن خلال عملية دهم في مدينة نابلس. وأفاد سكان في المدينة أن الناشط الأول الذي تنتمي الى"كتائب الاقصى"التابعة لحركة"فتح"استشهد خلال اشتباكات عند مدافن المدينة، في حين لم تُعرف هوية الناشط الثاني. وقالت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي إن مسلحين أطلقوا النار على جنود في نابلس، مضيفة أن"فلسطينييْن قُتلا واعتقل اثنان خلال عملية الدهم". وكان مقاتلون من حركة"حماس"ولجان المقاومة الشعبية و"جيش الاسلام"خطفوا جندياً اسرائيلياً فجر الاحد الماضي في موقع عسكري اسرائيلي قرب معبر"كيرم شالوم"جنوب شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة. والجديد في القصف الاسرائيلي ليل الخميس - الجمعة، استهداف مقر وزارة الداخلية والامن الوطني في حي الرمال الجنوبي وسط مدينة غزة فجر الجمعة بصاروخين دمرا الطبقتين الثالثة والرابعة التي فيها مكتب الوزير سعيد صيام. وجاء الهجوم على الوزارة، وهو الأول ضد أي من وزارات السلطة منذ اندلاع الانتفاضة قبل ستة أعوام، بعد أقل من يوم على اعتقال ثمانية وزراء من الضفة الغربية، ومتزامناً مع تهديدات اسرائيلية بقتل رئيس الوزراء اسماعيل هنية. كما جاء بعد أيام قليلة على رسالة أوصلتها اسرائيل الى قادة"حماس"مفادها أن"رؤوس"هنية وصيام ووزير الخارجية الدكتور محمود الزهار مطلوبة لها في مقابل الجندي المختطف. وتزامن قصف مقر وزارة الداخلية مع عمليات قصف مختلفة نفذتها طائرات حربية اسرائيلية من نوع"أف 16"و"اباتشي"الأميركية الصنع. وأطلقت مروحية صاروخاً على مكتب تابع لحركة"فتح"في حي التفاح التاريخي وسط مدينة غزة، ما أدى الى اصابة فلسطيني وتدمير المكتب. وأطلقت طائرات"أف 16"عدداً من الصواريخ على جسر وطرق وشوارع أخرى في مناطق متفرقة من قطاع غزة، اضافة الى قصف موقع تدريب ل"كتائب القسام". وأُصيب جنديان من قوات الامن الوطني في قصف مدفعي لموقعهما شمال القطاع، كما أُصيبت طفلة بشظايا احد الصواريخ. واطلقت احدى الدبابات قذيفة على محول للكهرباء قرب حاجز بيت حانون"ايرز"شمال القطاع، ما ادى الى قطع التيار الكهربائي عن اجزاء كبيرة من بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ومدينة الشيخ زايد المجاورة لهما. كما قصفت طائرات مقراً للمجلس الاعلى ل"كتائب الاقصى"في حي الشيخ رضوان في غزة فجر أمس، ومكتباً اعلامياً ل"حماس"في بلدة بيت لاهيا. وسقط اول شهيد في العملية العسكرية الواسعة النطاق التي سمتها اسرائيل"امطار الصيف"في مدينة رفح أمس. وقالت مصادر محلية ل"الحياة"ان الناشط في حركة"الجهاد الاسلامي"محمد عبد العال 25 عاماً من حي السلام في مدينة رفح استشهد متأثراً بجروحه بعد ساعات على اصابته بشظايا صواريخ اطلقتها مروحية اسرائيلية على موقع تدريب ل"سرايا القدس"، الذراع العسكرية للحركة. كما أُصيب عنصرا أمن فلسطينيان في اشتباكات عنيفة بين قوات الامن الوطني وعناصر من المقاومة من جهة وقوات الاحتلال من جهة ثانية، شرق مخيم جباليا شمال القطاع. الى ذلك، اطلقت"سرايا القدس"صاروخين من نوع"قدس 2"على بلدتي"كفار عزا"و"كفار سعد"شرق مدينة غزة داخل"الخط الاخضر"، وصاروخاً على معبر"ناحال عوز"المجاور لهما، رداً على"جرائم الاحتلال". واطلقت"الوية الناصر صلاح الدين"، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، و"كتيبة المجاهدين"التابعة ل"كتائب الاقصى"في عملية مشتركة، ثلاثة صواريخ على بلدة"سديروت"شرق القطاع داخل"الخط الاخضر"رداً على"حماقات العدو التي ترتكب في حق اطفالنا ونسائنا وكل أبناء شعبنا". وشدد بيان على ان"كل البلدات الصهيونية لن تهنأ بالأمن ما لم يهنأ به أطفال غزة". من جهة أخرى، نظمت"حماس"امس مسيرة جماهيرية حاشدة في مخيم جباليا للاجئين، احتجاجاً على العدوان الاسرائيلي على القطاع، ورفضاً لتسليم الجندي المخطوف. كما نظمت مسيرة حاشدة أخرى في مدينة غزة ليل أول من أمس جابت عدداً من شوارع المدينة للغرض ذاته.