أنهى الجيش الإسرائيلي فجر أمس الأحد انسحاب كل قواته التي كانت متمركزة في جنوبلبنان. ولم يشر الجيش إلى أي حادث يذكر خلال الانسحاب. وقال المصدر نفسه: إن إسرائيل تعتزم مواصلة التحليق فوق لبنان طالما لم يتم الإفراج عن جندييها اللذين خطفهما حزب الله اللبناني وطالما لم تغلق الحدود بين لبنان وسوريا لمنع نقل الأسلحة إلى المقاتلين الشيعة في جنوبلبنان. وكان انسحاب القوات الإسرائيلية تأخر بسبب الخلاف بين إسرائيل والقوة الدولية المؤقتة العاملة في جنوبلبنان (يونيفيل)، إذ إن الدولة العبرية طالبت بنزع أسلحة مقاتلي حزب الله المتمركزين قرب الحدود، حسب التفسير الإسرائيلي لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 . واحتلت القوات الإسرائيلية قطاعات واسعة من جنوبلبنان في إطار حملة واسعة شنتها في 12 تموز - يوليو اثر خطف اثنين من جنودها ومقتل ثمانية آخرين في هجوم لحزب الله. وكانت وحدات هندسية بدأت قبيل منتصف ليل السبت الأحد (22.00 تغ) عبور الحدود في القطاع الشرقي. وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن عملية الانسحاب هذه شملت مئات من الجنود الإسرائيليين على الأكثر كانوا ما زالوا منتشرين في جنوبلبنان من اصل ثلاثين ألفا تمت تعبئتهم للحرب في لبنان لكن معظمهم أعيدوا إلى إسرائيل من قبل وتم تسريح معظمهم. وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس قبل الانسحاب من أن إسرائيل سترد (بأكبر قدر ممكن من الحزم) إذا واجهت استفزازاً من حزب الله. وقال صحافي في بلدة المطلة (شمال إسرائيل) الحدودية: إن جرافات وآليات أخرى تابعة لوحدات الهندسة عادت براً إلى الأراضي الإسرائيلية. وتبلغ رئيس الوزراء فؤاد السنيورة من قائد القوة الدولية الجنرال الفرنسي الان بيلليغريني ان الانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان سينجز الأحد. إلى ذلك أعلن المتحدث باسم القوة الدولية المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الكسندر ايفانكو أمس الأحد ان قوة الأممالمتحدة بدأت في الساعة 13.00 بالتوقيت المحلي (10.00 تغ) تسيير دوريات في المناطق التي أخلاها الجيش الإسرائيلي للتأكد من تحقيق الانسحاب. وفي إسرائيل، قال مصدر عسكري: إن مئات الجنود الذين كانوا لا يزالون يحتلون مواقع في لبنان انسحبوا إلى إسرائيل بدون حوادث تذكر. وصرح رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس أن جنوداً إسرائيليين ما زالوا موجودين في بلدة الغجر الحدودية جنوبلبنان. وقال الجنرال حالوتس: (إنني سعيد برحيل كافة جنودنا من لبنان باستثناء قرية الغجر وآمل أن نتوصل إلى تسوية في الأيام القليلة المقبلة لإخلائها أيضا). وأكد متحدث عسكري في بيان أن الجيش (سيواصل العمل في قطاع بلدة الغجر طالما لم تتوصل القوات الإسرائيلية والدولية (يونيفيل) والجيش اللبناني إلى اتفاق حول الأمن في هذا القطاع). ولم يوضح الجيش عدد الجنود الذين ما زالوا موجودين في الغجر لكنه قال انه (عدد كبير من العسكريين). وتقع قرية الغجر على الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل. وزال العلم الإسرائيلي الذي كان منصوباً منذ عدة أسابيع على تلة بلاط على مشارف مروحين الجريحة كما اختفت دبابتا ميركافا اللتان كانتا متمركزتين قرب القرية السنية التي دمرتها آلة الاحتلال، في أقصى الجنوباللبناني. ومع الصباح، انقضت فرقة مسالمة من الصحافيين والمصورين على القرية التي تعيش فيها 400 عائلة والتي ظل الجيش الإسرائيلي يحتلها رغم انتهاء المعارك في منتصف آب - أغسطس. ومنذ ذلك التاريخ، كانت تلة بلاط حيث كان الموقع الإسرائيلي ظاهراً للعيان، مقصداً للصحافيين الذين كانوا يلاحقون الجنود المختبئين ليلتقطوا لهم صوراً. وعلى مدى الأيام الماضية، باتت مروحين نقطة احتكاك ساخنة بين سكان الجنوباللبناني والجنود الإسرائيليين الذين أقاموا حواجز على طريق صغيرة مؤدية إلى القرية بمحاذاة الخط الأزرق الحدودي لتفتيش السيارات والتدقيق في الهويات. واحتجت الحكومة اللبنانية على هذه الانتهاكات الإسرائيلية لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي وضع حداً للحرب التي استمرت قرابة الشهر. والخميس الماضي، تقابلت دورية فرنسية تضم أربع دبابات لوكلير من القوة الدولية مع دبابتي ميركافا الإسرائيليتين على هذه الطريق. وفي الليل، آفاق سكان مروحين على هدير الدبابات المنسحبة باتجاه الخط الأزرق الذي رسمته الأممالمتحدة اثر انسحاب إسرائيل من الجنوب في 2000 بعد 22 عاماً من الاحتلال. وأعلنت إسرائيل الأحد أنها انسحبت من المواقع التي تحتلها في الجنوباللبناني ما عدا قرية الغجر الواقعة في القطاع الشرقي. من جانب آخر حذرت إسرائيل من عودة حزب الله اللبناني إلى الاقتراب من حدودها. وصرح الجنرال حالوتس رئيس الأركان الإسرائيلي للإذاعة العسكرية: (إذا اقترب حزب الله من الحدود بالأسلحة وحاول ترميم بناه التحتية التي دمرناها فإننا سنستخدم كل الوسائل التي لدينا لمنعه من ذلك). وأعلن وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعازر العضو في الحكومة الأمنية أمس للإذاعة العسكرية أن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى العودة إلى لبنان (في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر).