ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم ان الحكومة الإسرائيلية للشؤون الأمنية والسياسية قد تقر في جلستها غداً انسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال قرية الغجر المحتلة. وأضافت ان الحكومة ستقرر تكليف الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية البدء بمفاوضات مكثفة مع قوات اليونيفيل في جنوب لبنان لبلورة ترتيبات أمنية وعرضها من جديد على الحكومة بعد 30 يوماً، يتقرر بموجبها الموعد الرسمي لانسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال القرية. وأشارت الصحيفة إلى أن الانسحاب الإسرائيلي المتوقع يأتي تلبية لضغوط الأميركية على إسرائيل للانسحاب من شمال القرية الذي احتلته خلال الحرب على لبنان عام 2006، وذلك تنفيذاً للقرار الدولي الرقم 1701. واستغربت الصحيفة موافقة نتانياهو على الانسحاب من شمال القرية بعد أن صرح في مناسبات سابقة أن إسرائيل لا يمكنها أن تعتمد على قوات دولية لحماية حدودها "وها هو الآن يريد الانسحاب من دون اتفاق مع الحكومة اللبنانية ليسلّم اليونيفيل المسؤولية عن منع تسلل مخربين أو جهات معادية أو جنائية من لبنان أو من القسم الشمالي لقرية الغجر". ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن إنه في هذه المرحلة تقدم قائد اليونيفيل الجنرال الأسباني أسارته باقتراح جديد يلغي عملياً كل المفاوضات التي تمت في العامين الماضيين وانه بموجب الاقتراح الجديد يعود الوضع في قرية الغجر إلى ما كان عليه قبل الحرب الأخيرة على لبنان، "أي أن يعود القسم الشمالي للقرية ليكون مستباحاً من دون ان تتواجد فيه قوات اليونيفيل أو الجيش الإسرائيلي على أن يبقى الأخير في القسم الجنوبي من القرية فيما قوات اليونيفيل تنتشر خارج القسم الشمالي داخل الأراضي اللبنانية. وهكذا لن تكون أية رقابة أو سيطرة امنية في القسم الشمالي". وزادت الصحيفة أن الاقتراح الجديد قد يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب "حين شكل القسم الشمالي من القرية ثغرة امنية خطيرة لإسرائيل ومركزا لنشاط تخريبي وجنائي لعناصر حزب الله وتجار المخدرات". ويعارض أهالي القرية شطرها إلى قسمين ما سيعني فصل الأولاد عن مدرستهم التي تقع في القسم الشمالي وفصل السكان عن مسجد القرية ومقبرتها. واعتبروا هذا الواقع "مفجعاً".