يوم لك يا وطن وأنت الماضي فينا، يوم لك وأنت الحاضر فينا، يوم لك وأنت المستقبل كله فينا. وستبقى بإذن الله في أرواحنا وأرواح الأجيال منا حتى بقاء السماوات والأراضين. نعم يا وطن يحق لك أن تبقى الغالي في أقوالنا وأنت الغالي في أفعالنا. نعم يا وطن قد جعلك الله مهبطاً للوحي ومهداً للرسالة. نعم يا وطن حضنت البيت العتيق ومسجد سيد العالمين. نعم يا وطن حظيت بحكام رضوا بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً. نعم يا وطن استوطنك شعب شريعتهم لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. نعم يا وطن دستورك وقانونك كتاب الله وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة. نعم يا وطن حظيت بمنجزات عجزت عنها حضارات سادت ثم بادت. نعم يا وطن قدر الله أن تكون لنا الحضن الكبير ومنّ علينا فيك بالخيرات والعيش الرغيد. نعم يا وطن النهضة الشاملة تعم شمالك وجنوبك وشرقك وغربك عطاؤها الخير والبركات بفضل من رب العالمين. هكذا حالنا معك يا وطن سرور ومسرات ألا تستحق بذلك أن تكون دماؤنا لظمأك سقاء وأرواحنا في الذود عنك فداء. نعم إنه يوم للوطن ندعو فيه المواطن أن يكون دوماً وأبداً مواطناً صالحاً بأفعاله لا بأقواله فكن محباً لوطنك بالمحفاظة على منجزات هذا الوطن. تسلح بالعلم والمعرفة، تقيد بالأنظمة والتعليمات التي وضعت لخدتمك، كن سفيراً صالحاً عن بلدك وانقل الصورة النقية عن الشعب الوفي، اجعل شعارك التعامل الراقي مع الآخرين وبالتالي سوف يكون شعار وطنك الرقي. اعملوا أيها الآباء على ترسيخ حب هذا الوطن في نفوس أبنائكم وابذلوا عطاءكم له قدر ما أخذتم منه. نعم إنه يوم أدعو فيه تلك الفئة التي تمردت على تعاليم وسماحة ذلك الدين وانسلخوا من كل معاني الوطنية وركبوا ركب أهل الضلال والفكر المنحرف بأن يراجعوا عقولهم وأن يصححوا مفاهيمهم وألا ينزلقوا في وحل الذين خدموا أعداء الإسلام وأعداء هذا البلد الأمين. هل تليق أعمال التفجير والتدمير لوطن ضمت أحضانه حكومة وشعباً آمنين مؤمنين بالله تسودهم شريعة الخالق الأمين. هل تليق تلك الأعمال لأناس يعيشون بيننا وتحت مظلة الأمن والإيمان وبضمان موثوق في شريعة الرحمن. وكل ذلك الظلال يقع بمبررات وحجج سوداء كسواد الحقد والظلام. إن الله سبحانه حسبنا ونعم الوكيل.كما أنه يوم أدعو فيه أصحاب الأبواق الناعقة الحاقدة التي تخرج علينا عبر وسائل سخرها أعداء لهم قبل أن يكونوا أعداء لهذا الوطن وما قصدهم بهذا النعيق إلا الحسد وزرع الحقد وبذر الفتنة في أمة هذا الوطن. فأقول ابتعدوا عن هذا الضلال والتضليل ولن تزيدكم هذه الأعمال إلا ذلاً وصغاراً وهذا مؤكد وحتمي لأنكم خنتم دينكم ووطنكم. وقد وعدكم الله الذل والهوان. ويقيناً بالله سبحانه سيرفع هذا الوطن عزاً وتمكينا. وإني لأتساءل كيف لهم مقابلة خالقهم وقلوبهم قد ملئت حقداً وضلالاً وسعياً بالفساد وخلق الفتن على وطن يشع من نور الأمن والإيمان وإنه لأكبر من ذلك مقتاً أنهم سخروا أنفسهم لأوامر وتوجيهات أعداء لا يؤمنون بالله رباً ولا بالإسلام ديناً ولا بمحمد نبياً. نعم إنهم يعيشون في كفنهم وليس في كنفهم وقدرهم ما يستحقون. ختاماً يا وطن هنيئاً لنا بك وهنيئاً لك بولاة أمر وشعب حملوا رسالة الإسلام السمحاء النقية التي أوصتنا بنشر الحب والخير والسلام للعالمين. ثم يا وطن كلنا ثقة بأن قافلتك سوف تسير إلى الشموخ وعاليات القمم ويقودك أسد الرجال وصقر العروبة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سلطان بن عبدالعزيز. والله أسال أن يبارك لنا في شهر رمضان وأن يقبل الله فيه الدعوات وأن يجعلنا من المقبولين وأن يحفظ وطننا من شر الحاسدين وكيد الكائدين. والله ولي التوفيق،،