استشهد خمسة فلسطينيين صباح أمس السبت بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة حيث تقوم تواصل القوات الإسرائيلي عدوانها على هذه المنطقة منذ صباح الخميس الماضي، وليبلغ عدد الشهداء منذ ذلك الوقت 18 شهيداً، وفي ذات الوقت ترددت أنباء عن التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الجندي الأسير بمجموعة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وفيما يتصل بشهداء أمس فقد ذكرت المصادر الفلسطينية ان ناشطين مسلحين استشهدا في غارتين جويتين منفصلتين فجر أمس على قطاع غزة. وقالت المصادر ان أفراد الأسرة الفلسطيينية الثلاثة لقوا مصرعهم أمس بقذيفة دبابة اسرائيلية. وقالت المصادر إن هدى النوري (45 عاما) وابنها عمر (17 عاما) وابنتها كفاح (15 عاما) استشهدوا بقذيفة دبابة اصابت منزلهم في رفح. وذكر علي موسى مدير عام مستشفى النجار أن القتلى الثلاثة من عائلة الناطور. وزعم جيش الاحتلال رغم هذه النوعية من الضحايا انه استهدف مسلحين فلسطينين قرب بلدة رفح. وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ فجر الخميس عملية توغل واسعة في قطاع رفح بمشاركة عشرات الدبابات والجرافات وبمساندة الطيران. وقال شهود فلسطينيون انه قبل دقائق من الهجوم اقتربت دبابات اسرائيلية من مخيم رفح للاجئين وان القوات استولت على موقع قريب للأمن الفلسطيني. واجتاحت القوات الإسرائيلية منطقة رفح يوم الخميس الماضي لتدمير ما وصفه جيش الاحتلال (بالبنية التحتية للإرهاب) في إطار هجوم أوسع ضد النشطين شن بعد أن أسر مسلحون جندياً اسرائيلياً في غارة عبر الحدود في 25 يونيو - حزيران. واحتلت القوات الإسرائيلية التي تدعمها العربات المدرعة منذ ذلك الحين منطقة يتراوح عمقها بين ثلاثة وخمسة كيلو مترات وقامت بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل ودمرت الصوبات الزراعية ومزارع الطيور. اما العدوان الإسرائيلي الذي حدث أمس فقد جاء في الوقت الذي وسعت فيه الدبابات الإسرائيلية من عملياتها العسكرية في المنطقة وتقدمت في عمق الأراضي الفلسطينية انطلاقاً من منطقة الشوكة شرقا باتجاه مستشفى أبو يوسف النجار غرباً مروراً بشارع صلاح الدين. ومن جانب آخر قال محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن إسرائيل وافقت على مبدأ تبادل دفعة من الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط. وأضاف نزال في تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة الفضائية يوم الجمعة أن الخلاف مع الطرف الإسرائيلي بقي على التفاصيل الخاصة بالمعايير والأعداد وأسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم. وأشار إلى أنه لا يوجد أي تنسيق مع حزب الله في عملية لتبادل الأسرى الفلسطينيينواللبنانيين مع الإسرائيليين، مؤكداً أن فصل المسارين بين المقاومة في فلسطين وفي لبنان حتمته ظروف معينة، وأنه لا يجب التعامل بحساسية مع فصل المسارات. وفي سياق آخر أعلن سليم أبو صفية مدير عام أمن المعابر الفلسطينية أمس السبت أن إعادة تشغيل معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر رهن بالانسحاب الإسرائيلي من مدينة رفح والالتزام بما تم الاتفاق عليه بحضور الجانب المصري. وقال أبو صفية في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين: (بالأمس عقدنا اجتماعاً مع الإسرائيليين بحضور الأوروبيين والإخوة المصريين. وتم الاتفاق على إعادة تشغيل معبر رفح البري لمدة يومين متتاليين وذلك خلال اليومين القادمين). وأضاف بالقول: (أفضل الحديث عن إعادة فتح معبر رفح في حال عودة الأوروبيين إلى المعبر وانسحاب إسرائيل من رفح ووقف عمليات القتل والتدمير حتى يتمكن الفلسطينيون من الوصول إلى المعبر). وأشار أبو صفية إلى أنه في حال تم إعادة فتح معبر رفح فسيتم تشغيله لمدة 48 ساعة داعياً الأوروبيين (للالتزام والضغط على إسرائيل لحل معاناة عشرات الآلاف من الفلسطينيين الراغبين في مغادرة قطاع غزة).