رفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي من وتيرة عدوانها على الفلسطينيين امس في قطاع غزة وقتلت اربعة فلسطينيين بينهم اثنان اثناء التصدي للعدوان في مدينة رفح جنوب القطاع والتي توغلت فيها مسافة أكثر من كيلومتر. وحاصرت تلك القوات معبر رفح الحدودي للمرة الأولى منذ الانسحاب من القطاع في الثاني عشر من ايلول سبتمبر 2005. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس أمس في الكنيست ان اسرائيل لن تسمح بالحجم المتصاعد لتهريب الأسلحة والوسائل القتالية عن طريق الانفاق الى قطاع غزة والعمليات العسكرية الأخيرة تبغي وقف ذلك. مضيفاً ان اسرائيل"لن تعيد احتلال غزة لكن أمن سكانها فوق كل شيء". وقال ان اسرائيل لن تغض الطرف عن مواصلة حفر الانفاق أو ان تنجح"حماس"في تهريب مئات القذائف المضادة للدبابات. وقالت مصادر فلسطينية محلية ل"الحياة"ان قوات الاحتلال شرعت في ساعة متقدمة من ليل الثلثاء - الاربعاء بالتوغل في بلدة الشوكة جنوب شرقي مدينة رفح، التي يحتل مطار غزة الدولي ومعبر رفح جزءا من اراضيها وحاصرت المعبر والمطار من جميع الجهات، ووصلت الى اطراف حي السلام جنوبالمدينة، فيما تمركزت اعداد أخرى على طول الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر. ولفتت الى ان الدبابات تمركزت امام بوابة المعبر الرئيسة في أول عملية عسكرية من نوعها منذ اعادة تشغيل المعبر في 25 تشرين الثاني الماضي بعد التوصل الى بروتوكول اعادة تشغيل المعبر او ما بات يعرف"اتفاق رايس"نسبة الى وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وجاءت العملية العسكرية قبل يومين من اعادة فتح المعبر ليومين قبل حلول عيد الفطر المبارك لتمكين العالقين على جانبي الحدود الفلسطينية المصرية من اجتياز المعبر. كما جاءت العملية العسكرية بعد وصول وزير الداخلية والامن الوطني الفلسطيني سعيد صيام الى القاهرة قبل يومين في اعقاب جولة قادته الى ايران وسورية وسط دعوات من وزير النقل والمواصلات الاسرائيلي شاؤول موفاز لمنعه من العودة الى القطاع باحتلال المعبر. وقالت مصادر مقربة من حرس الرئاسة الذي يتولى المسؤولية الامنية عن المعبر ان قوات الاحتلال طلبت من نحو 80 من ضباط وجنود الحرس الرئاسي البقاء في صالة المعبر الرئيسة وعدم القيام بأي عمل. ولم تحدث اشتباكات او مناوشات بين قوات الاحتلال والحرس الرئاسي والشرطة في المعبر، لكن مواجهات عنيفة اندلعت بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال المتوغلة. ونعت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة"حماس"قائدين ميدانيين من قادتها استشهدا في المواجهات مع قوات الاحتلال. وقالت كتائب القسام في بيان وصلت"الحياة"نسخة منه ان"القائد الميداني اشرف المعشر 26عاما والقائد الميداني محمد أبو عرار 22عاما استشهدا اثناء تصديهما للتوغل الصهيوني. وشيع الشهيدان لاحقاً الى مثواهما الاخير. وارغمت قوات الاحتلال سكان المنطقة على الخروج من منازلهم الى ساحة خالية وشرعت في التحقيق معهم حول وجود الانفاق تحت الحدود الفاصلة بين مصر ومدينة رفح التي انسحبت منها قبل اكثر من عام. كما جرفت الجرافات مساحات من الاراضي. وقال الناطق باسم"حماس"فوزي برهوم في تصريح صحافي ارسل ل"الحياة"ان"الاحتلال الصهيوني لمعبر رفح يؤكد ان لديه برنامجا ومخططا واضحا لتدمير كل معالم السيادة الفلسطينية، ...، ويسعى لتهيئة كل الظروف لاسقاط الحكومة المنتخبة". وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي عثر خلال العملية العسكرية على نفقين تحت الحدود واضافت ان نشطاء فلسطينيين كانوا يستخدمون النفقين في تهريب وسائل قتالية واسلحة الى القطاع. الى ذلك، امتد العدوان الاسرائيلي من جنوب القطاع الى شماله، حيث قتلت قوات الاحتلال فلسطينيين، احدهما في"كتائب القسام"في اشتباكات مسلحة في شمال القطاع. وقالت مصادر محلية ل"الحياة"ان قوات الاحتلال توغلت ليل الثلثاء الاربعاء في الاراضي الواقعة شرق بلدة جباليا ومخيمها وصولاً الى الطريق الذي يربط المناطق الشرقية لمدينتي غزة وجباليا ببلدة بيت حانون عند الطرف الشمالي الشرقي للقطاع. وسقط خلال الاشتباكات عضو كتائب القسام زاهر الطناني 19عاما والشاب غازي أبو دحروج 27عاما. وقالت"كتائب القسام"ان الطناني استشهد برصاص قوات الاحتلال التي اعتلت اسطح المنازل بعدما اطلق قذيفة"ياسين"على دبابة اسرائيلية. وشيعت جماهير غفيرة الطناني وأبو دحروج الى مثواهما الاخير امس. في غضون ذلك، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية اطلاق الصواريخ، خصوصا على بلدة"سديروت"التي اصاب احدها منزل وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس الذي يسكن في البلدة. وقال الناطق باسم سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الاسلامي"ابو حمزة"ان"صواريخ سرايا القدس اصابت بيت عمير بيرتس وزير الجيش الاسرائيلي، وايلي مويال رئيس بلدية سديروت".