طالب مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بضرورة إزالة المعوقات والعقبات التي تعترض التعاون بين أسواق المال العربية وتفعيل التعاون فيما بينها حتى لا يتكرر نزيف الخسائر التي تتعرض لها الأسهم المدرجة بها. وذكر مجلس الوحدة في دراسة أصدرها حديثا أنه رغم التعدد والانتشار النسبي لأسواق الأوراق المالية العربية وكذلك الاهتمام بتنشيطها إلا أن هذه الأسواق لم تكتسب بعد سمات الأسواق المتطورة والواسعة مثلما هو الأمر في الدول الصناعية الرئيسية أو حتى مثل الدول حديثة التصنيع. وأكدت الدراسة أن تطوير وانفتاح الأسواق العربية على بعضها البعض يعد أمراً ضرورياً للغاية في ظل العولمة المالية والمستجدات الاقتصادية على الصعيدين العربي والعالمي بما يؤمن تعبئة المدخرات العربية وتوظيفها في أوجه الاستثمارات المختلفة، فالاندماج في النظام العالمي الجديد ومواجهة تحديات العولمة وإزالة الحواجز أمام تجارة السلع والخدمات وخاصة المالية منها يفرض على أسواقنا العربية العمل على التطوير حتى يتم التوصل إلى سوق موحدة من خلال ربط البورصات العربية وإقامة سوق مالية عربية مشتركة، بالإضافة إلى ضرورة تطوير البنية المؤسسية لأسواق المال العربية وإعادة هيكلتها وتذليل العقبات التي تواجهها بالتعاون العربي المشترك.وقالت: إن هناك العديد من المعوقات التي تواجه أسواق المال العربية وتحد من نشاطها أبرزها ضآلة الحجم النسبي لهذه الأسواق وتدني مقدرتها على تحقيق السيولة إذ توفر الأسواق المالية ذات السيولة العالية حافزاً للاستثمار في المشروعات طويلة الأجل حيث يمكن للمستثمرين في هذه المشروعات سحب رؤوس أموالهم إذا ما احتاجوا إليها بسهولة عن طريق بيع أسهمهم قبل اكتمال آجال المشروعات وتحفز السيولة المرتفعة الاستثمار في المشروعات طويلة الأجل ذات العوائد المرتفعة والمخاطر المرتفعة الأمر الذي يؤدي في المقابل إلى تنشيط النمو الاقتصادي ومع تزايد سيولة السوق تزداد رغبة المستثمرين في المشاركة في السوق وتوفير المزيد من التمويل للمشروعات.وطالبت الدراسة بضرورة تفعيل البورصة العربية الموحدة والعمل على أن تكون ذات نظام تداول ومقاصة وتسوية موحد ويقيد بها الشركات الأكثر نشاطاً في أسواق المال العربية ووضع نظام تداول إلى تنفذ من خلاله الصفقات وتبني نظام للإفصاح المالي والالتزام به والعمل على تبادل طرح الإصدارات في أسواق الأوراق المالية العربية وفق ضوابط معينة.