أعلن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس فجر أمس الأربعاء أن العدوان العسكري الإسرائيلي يهدد حياة الجندي الأسير، غير أن إسرائيل مضت قدماً في عدوانها واسع النطاق الذي بدأ فجر أمس الأربعاء، ودمرت منشآت حيوية عديدة منها محطات للطاقة والمياه فضلاً عن عدة جسور. وقال أبو عبيدة في تصريحات للصحفيين في غزة إن (على الاحتلال الإسرائيلي أن يتحمل أي تبعات لعمليته العسكرية في قطاع غزة بما فيها تعريض حياة الجندي الأسير للخطر). وأضاف قائلاً: (إن أي بيت يقصف من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي قد يكون الجندي الأسير فيه، وعندها على الاحتلال أن يبحث عن رفاته في غزة). ووسط دويّ إطلاق مكثف للنيران دخلت دبابات ومركبات مدرعة القطاع قرب بلدة رفح الجنوبية فجر أمس الأربعاء بعد مرور أقل من عام على سحب إسرائيل آلاف الجنود والمستوطنين من القطاع بعد احتلال دام 38 عاماً. ودخلت الجرافات أولاً لإزالة القنابل المفخخة وانتشرت الدبابات والمركبات المدرعة بأضوائها الكاشفة قرب المطار الدولي المهجور داخل حدود غزة مباشرة. وحث أحد قياديي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المقاتلين على مقاومة الإسرائيليين. وقال نزار ريان في رسالة إذاعية: (قاتلوا أعداءكم الذين جاءوا لقتلكم. أمسكوا ببنادقكم وقاوموا). وفي التطورات الأخيرة للعدوان فقد صرح متحدث باسم جيش الاحتلال بأن هذا الجيش توغل لمسافة كيلو مترين جنوب قطاع غزة، وأنه يسيطر على أرض مطار غزة الفلسطيني المغلق، لكنه قال إن الجيش لا ينوي في الوقت الحالي مواصلة التوغل. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن أحد الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الإسرائيلية دمّر خط المياه الرئيسي الذي يغذي وسط قطاع غزة، كما أطلقت الطائرات الإسرائيلية من طراز إف 16 صواريخها على المحطة الرئيسية لتوليد الكهرباء في مدينة غزة؛ مما أسفر عن انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من القطاع. وسمعت أصوات انفجارات وشوهدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان الأسود وهي تتصاعد من المحطة. وفي إطار هذا العدوان فقد أجبرت قوات الاحتلال فجر أمس مواطني منطقة الشوكة شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة على إخلاء منازلهم؛ تمهيداً لتحويلها إلى ثكنات عسكرية. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن شهود عيان من المنطقة قولهم عبر اتصالات هاتفية: (إن قوات الاحتلال طلبت عبر مكبرات الصوت من المواطنين إخلاء منازلهم فوراً، مهددة بهدمها فوق رؤوسهم إذا رفضوا ذلك). وأعلنت القوات الإسرائيلية منطقة الشوكة منطقة عسكرية مغلقة وشرعت بإطلاق النيران بكثافة في جميع الاتجاهات مستهدفة كل ما هو متحرك. كما ذكرت (وفا) أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت فجر أمس الأربعاء منازل المواطنين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة. وذكر شهود عيان أن الطائرات قصفت بالرشاشات الثقيلة وبشكل عشوائي المنازل؛ مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية ببعضها ونشر حالة من الرعب والهلع بين صفوف المواطنين ولا سيما الأطفال والنساء منهم. وفي هذه الأثناء هدد أبو عبير المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية فجر أمس بقتل المستوطن الإسرائيلي الذي أسرته الألوية في الضفة الغربية إذا لم يوقف الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في قطاع غزة. وأعلن أبو عبير مسؤولية الألوية عن اختطاف المستوطن ويدعى إلياهو بنحاس أشيري (18 عاماً) من مستوطنة إيتمار في الضفة الغربية والذي كانت أسرته قد أبلغت عن أنه مفقود منذ بعد ظهر الثلاثاء. وكانت القوات الإسرائيلية التي احتشدت على مدى اليومين الماضيين بالقرب من قطاع غزة اجتازت حدود القطاع من الجهة الجنوبية في الساعة الثانية من فجر أمس الأربعاء بالتوقيت المحلي حيث اتخذت مواقع استراتيجية لها في منطقة الدهنية التي تشرف على مطار القطاع المتوقف عن العمل في الوقت الحالي والواقع في الضواحي الشرقية لمدينة رفح على الحدود مع مصر. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال: إن هدف العملية البرية في هذه المرحلة هو إتاحة الفرصة للجيش لأفضل رؤية لمنطقة جنوب قطاع غزة حيث يعتقد أن الجندي محتجز وكذلك منع النشطاء الفلسطينيين من نقله إلى مكان آخر في غزة أو تهريبه خارج القطاع. وأضاف المتحدث قائلاً: إن الهدف الثاني للعملية هو تشديد الضغوط على الحركات المسلحة لإطلاق سراح الجندي، مضيفاً أن الدبابات الإسرائيلية واجهت مقاومة محدودة كما وقع حادث واحد لإطلاق النار. وفي الوقت نفسه نقلت الإذاعة الإسرائيلية أمس عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن إسرائيل على استعداد لوقف العملية العسكرية الجارية في غزة إذا ما أفرج عن الجندي الأسير. من جانبه أعلن ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الحكومة التي ترأسها حماس أمس الأربعاء أن حياة الجندي الإسرائيلي الأسير خاضعة لقرار الحكومة الإسرائيلية (لأن العنف لا يولد إلا العنف) داعياً الخاطفين إلى عدم قتله. ومن جانب آخر قال مسؤول حدودي مصري أمس الأربعاء إن عشرات المئات من الفلسطينيين ما زالوا محتجزين على الحدود بين مصر وغزة نتيجة استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي لليوم الرابع على التوالي. وقال المسؤول الذي طلب إلا ينشر اسمه لرويترز: (بلغ عدد الفلسطينيين المحتجزين والذين سجلوا أسماءهم للعبور في اتجاه غزة حتى الآن نحو 2500 فلسطيني). وكان المعبر قد أغلق بعدما شن نشطون فلسطينيون يوم الأحد الماضي أول هجوم كبير على إسرائيل انطلاقاً من غزة منذ الانسحاب الإسرائيلي العام الماضي؛ مما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين وأسر ثالث في موقع عسكري.