تل أبيب - مراسلوا (الجزيرة) الوكالات: أبدت إسرائيل تصميمها على التحرك ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لاستعادة جنديها المخطوف، فيما قررت تأجيل هجوم بري أعدت له في شمال قطاع غزة. وأفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن وزير الدفاع عمير بيريتس قرر تأجيل هجوم بري مقرر على شمال قطاع غزة في انتظار معرفة ما إذا كان يمكن لجهود دبلوماسية جارية أن تؤدي إلى إطلاق سراح الكابورال جلعاد شاليت. وفي هذا السياق أعلن الرئيس المصري الذي يقوم بوساطة بين حماس وإسرائيل أن الحركة وافقت على الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المخطوف وطرحت شروطا رفضتها إسرائيل حتى الآن. وقال مبارك في مقابلة نشرتها أمس صحيفة الأهرام الحكومية: (إن الاتصالات المصرية التي شملت عددا من قادة حماس، أسفرت عن نتائج إيجابية مبدئية، بدت في شكل موافقة مشروطة من جانب حركة حماس على تسليم الجندي الإسرائيلي في أسرع وقت لتجنب التصعيد). وأضاف مبارك: (هذا ما لم يتم التوصل إلى اتفاق في شأنه مع الجانب الإسرائيلي حتى الآن). وذكرت الشبكة الثانية الخاصة في التلفزيون الإسرائيلي أن مصر تقوم بجهود مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل المقيم في دمشق. وميدانيا حلقت الطائرات الإسرائيلية فوق غزة في ظلام الليل ووجهت ضربات إلى أكثر من 20 هدفا. وأصاب صاروخ مكتب وزير الداخلية في حكومة حماس سعيد صيام وأشعل النار في المبنى. ولم يكن صيام في المبنى وقت الهجوم. وقال الجيش: إن هذا المبنى استخدم في التخطيط لشن هجمات على إسرائيل. كما ضربت الطائرات الإسرائيلية أحد المكاتب التابعة لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهاجمت طرقا ومناطق مفتوحة يستخدمها النشطاء في إطلاق صواريخ على إسرائيل، بينما نفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قيام القوات الإسرائيلية بأي عمليات في شمال غزة لكن غارة جوية استهدفت ورشة لصنع السلاح في المنطقة. وشنت إسرائيل نحو 12 غارة جوية في غزة أمس الجمعة في إطار هجوم أوسع في القطاع الساحلي لإجبار النشطاء على إطلاق جندي إسرائيلي خطف يوم الأحد. وكان بين الأهداف عدة مكاتب ومعسكرات تدريب لحركة حماس. وقد استشهد الناشط في حركة الجهاد الإسلامي محمد عبد العال الذي أصيب بجروح خطرة فجر أمس في الغارة الجوية الإسرائيلية على رفح في جنوب القطاع، متأثرا بإصابته. وهو أول شهيد فلسطيني منذ بدء العملية الإسرائيلية في قطاع غزة فجر الأربعاء. وأوضح المصدر أن عبد العال كان مع ناشطين آخرين من حركة الجهاد قرب مطار رفح عندما أطلقت مروحية هجومية إسرائيلية صاروخا باتجاههم. وباستشهاد عبدالعال الذي أتى بعد قتل مستوطن يهودي في الضفة الغربية ارتفع إلى 5123 عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بداية الانتفاضة في ايلول-سبتمبر 2000م بينهم 80% تقريبا من الفلسطينيين. وقد شن الجيش الإسرائيلي ليل الخميس الجمعة سلسلة من الغارات الجوية في قطاع غزة لم تسفر عن سقوط ضحايا منها غارة على وزارة الداخلية. كما استشهد فلسطيني وأصيب ثلاثة ناشطين من كتائب شهداء الأقصى، المجموعة المسلحة المرتبطة بحركة فتح بجروح خلال تبادل لإطلاق النار مع جنود إسرائيليين متمركزين قرب جباليا في شمال قطاع غزة. وشنت إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة الذي اطلقت عليه اسم (أمطار الصيف) فجر الأربعاء وأوقع حتى الآن أضرارا جسيمة بالبنى التحتية ودمر خصوصا المحطة الرئيسة لتوليد الكهرباء في قطاع غزة. واعتقل الجيش الإسرائيلي فجر الخميس في الضفة الغربية 64 وزيرا ونائبا ورئيس بلدية ومسؤولين سياسيين آخرين من حماس في حملة هي الأولى على هذا النطاق. من الجانب الفلسطيني، حذرت لجان المقاومة الشعبية التي أعلنت أنها تحتجز الجندي من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت سيتحمل المسؤولية عن حياته إذا استمر (العدوان) على قطاع غزة، بعد أن أعلنت أنها (أعدمت) مستوطنا إسرائيليا خطف الأحد في الضفة الغربية. ودفن المستوطن الياهو اشيري (18 عاما) من مستوطنة ايتامار بالضفة الغربية في القدس بعدما عثر الجيش على جثته في رام الله. وأعلنت لجان المقاومة الشعبية أنها أعدمته بعد رفض إسرائيل وقف هجومها على قطاع غزة، غير أن الجيش الإسرائيلي أفاد أنه قتل مباشرة بعد خطفه برصاصة في الرأس. من جهة أخرى أعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن سودانيا حاول التسلل إلى إسرائيل من مصر قتل أمس برصاص الجنود الإسرائيليين عندما كان يحاول الهرب بعد عبور الحدود. وكان الرجل، الذي كان على ما يبدو يبحث عن عمل، ضمن مجموعة من 16 شخصا هم 13رجلا وامرأة سودانيين وثلاثة فلسطينيين رصدتهم دورية في صحراء النقب (جنوب إسرائيل). وقال المتحدث: (إن الرجل قفز من الشاحنة التي كانت تنقل المجموعة ولم يمتثل لأوامر العسكريين بالتوقف فأطلقوا النار عليه). وفي السنوات الأخيرة حاول عدد كبير من الافارقة التسلل إلى إسرائيل عبر صحراء سيناء في مصر. ومن جانب آخر فقد قالت مصادر إسرائيلية مطلعة صباح يوم أمس: إن الحكومة الإسرائيلية هددت بقتل رئيس الوزراء الفلسطيني الحماسي (إسماعيل هنية) في حال تعرض الجندي الإسرائيلي المخطوف (جلعاد شليط -19 عاما) للقتل. وأوضحت تلك المصادر أن إسرائيل أبلغت رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس بهذا التهديد عبر تسليم الرئيس عباس رسالة مفادها بأنها ستقتل هنية إذا ما أقدم الخاطفون على قتل الجندي جلعاد شليط. كما جاء في الرسالة أن حكومة إسرائيل تطالب حكومة حماس بالعمل الفوري للإفراج عن الجندي الأسير. وكان ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان قد قال في تصريحات لصحيفة (كل العرب) التي تصدر بمدينة الناصرة العربية المحتلة عام 48م: إن حركة حماس ستدرس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير فقط بعد تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وأضاف حمدان قائلا: (يوجد لنا عشرات آلاف من الأسرى الذين اختطفتهم قوات الاحتلال من بينهم 400 طفل و150 امرأة).