وسعت اسرائيل نطاق عدوانها على قطاع غزة امس قبل أكثر من ست ساعات على انتهاء المهلة التي حددتها الجماعات الفلسطينية التي تحتجز الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت، اذ تحركت الدبابات والجرافات الاسرائيلية من مواقعها التي كانت فيها داخل الخط الاخضر واجتازت البوابة الحديد على خط الهدنة ودخلت الى اراضي بلدة بيت حانون شمال القطاع من جهتها الشرقية، في اطار عملية"امطار الصيف". وانتشرت عشرات الدبابات والجرافات في اراضي البلدة غير المأهولة بالسكان فجر امس للمرة الاولى منذ انسحابها منها في الثاني عشر من ايلول سبتمبر الماضي في اطار خطة الفصل الاسرائيلية الاحادية الجانب، تحت غطاء كثيف من الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع من دون طيار. وبعدها بنحو 12 ساعة تقدمت 15 دبابة اخرى واعادت احتلال منطقة بيت حانون"ايرز"الصناعية. واثناء توغل الدبابات شرق بلدة بيت حانون اطلقت طائرات حربية اسرائيلية صاروخاً في اتجاه احد نشطاء"كتائب القسام"الذراع العسكرية لحركة"حماس"اسماعيل المصري فاردته قتيلاً بينما كان يحاول زرع عبوة ناسفة في منطقة يتوقع أن تدخلها الدبابات. وبثت قناة"الجزيرة"الفضائية انطلاق عملية التوغل الاسرائيلية بأطقم تلفزيونية على جانبي الحدود عند منتصف ليل الاثنين - الثلثاء، فيما غطت الاذاعات المحلية عبر شبكة مراسليها ايضا العملية. وقال شهود إن عشرات العائلات فرت من منازلها خشية أن يكون الاجتياح شاملاً وعملية موسعة في شمال القطاع. وخرج الرجال والاطفال والنساء من منازلهم على غير هدى، خصوصا وأن عملية عسكرية اسرائيلية موسعة كانت متوقعة مع اقتراب انتهاء المهلة التي مددها الخاطفون. لكن الدبابات الاسرائيلية تمركزت في المناطق الشرقية والشمالية من بلدة بيت حانون قبل أن تنتقل ظهر امس الى غربها لاحتلال المنطقة الصناعية. ويهدف التوغل الاسرائيلي الى البحث عن انفاق مفترضة اسفل خط الهدنة تعتقد قوات الاحتلال ان مقاومين فلسطينيين حفروها للوصول الى مواقع عسكرية اسرائيلية تقع على الحدود مع القطاع، وكذلك لتهيئة المنطقة استعدادا للعملية العسكرية في حال تنفيذها. كما تهدف العملية الى البحث عن عشرات الالغام التي زرعها مقاومون فلسطينيون من مختلف الفصائل في المناطق الحدودية تحسباً لعملية اجتياح واسعة للقطاع بغية الضغط على الفلسطينيين لاطلاق الجندي الاسير. واعلنت قوات الاحتلال انها تنوي تمشيط المنطقة بعمق 500 متر غرب خط الهدنة داخل الاراضي الفلسطينية بحثا عن انفاق ومتفجرات. كما توغلت الدبابات الى الشرق من بلدة دير البلح وسط قطاع غزة في منطقة غير مأهولة بالسكان. وجاء هذا التوغل الاسرائيلي بعد عشرة أيام على خطف الجندي شاليت في عملية فدائية نفذها مقاتلون من حركة"حماس"ولجان المقاومة الشعبية و"جيش الاسلام"، قتل خلالها جنديان اسرائيليان وفدائيان وتم اسر جندي ثالث في عملية اطلقت عليها"الوهم المتبدد". كما جاء التوغل بعد نحو اسبوع على توغل مماثل جنوب شرقي مدينة رفح الحدودية، حيث تمركزت عشرات الدبابات في مطار غزة الدولي. في غضون ذلك، استمرت الدبابات الاسرائيلية وبطاريات القذائف في قصف شمال القطاع بعشرات القذائف التي تساقطت كالمطر في الاماكن المفتوحة والزراعية الخالية تقريبا من الفلسطينيين. وتزامنا مع اجتياح بلدة بيت حانون قصفت طائرة حربية اسرائيلية بصاروخ واحد مبنى في الجامعة الاسلامية وسط مدينة غزة مخصص لمجلس اتحاد الطلبة. وادعت اسرائيل ان المبنى يضم نشاطات ارهابية، في حين اكدت الجامعة وعدد من طلابها ان المبنى مخصص لمجلس الطلبة والانشطة الطلابية فقط. وكانت اسرائيل قصفت قبل ايام عدة ملعبا تابعا للجامعة التي اسستها حركة"حماس"قبل نحو 25 عاما. الى ذلك، قالت"كتائب القسام"في بيانين منفصلين انها أطلقت صاروخا على موقع"ناحال عوز"العسكري الاسرائيلي شرق غزة، وصاروخين على تجمع للدبابات الاسرائيلية شمال القطاع. ومن جهتها، اعلنت"سرايا القدس"الذراع العسكرية ل"حركة الجهاد الاسلامي"في بيان لها انها اطلقت صاروخا من نوع"قدس 2"على ارتال الدبابات المتمركزة في مطار غزة الدولي.