* على رغم طغيان (موضة) الديوان المسموع إلا أن المطابع ما زالت تنشر الكثير من الدواوين ما يعني أن هناك من يقرأ، وأن التقنية الحديثة لم تشغل الناس عن القراءة والدليل ما نطالعه في هذه الصفحة وغيرها من أخبار إصدارات جديدة آخرها ما كتب عن ديوان نبضات قلب للشاعر موادع.. والقادم أكثر، لكن ما أود أن أؤكد عليه هو أن قراءة الديوان صحفياً يجب أن تكون شاملة تبرز مواطن القوة والضعف في محتواه بحيادية تامة. * دعوا الشعر لأهله يا من تكتبون الزوايا في الصفحات، فبعضكم ينطبق عليه المثل القائل: (أسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك أتعجب). والكلام هنا هو النثر والأفعال الشعر.. فمعظم الكتّاب وبعضهم يعمل محرراً يُجيد رصّ الكلام، لكن الشعر يستعصي عليهم ولا ينقاد لهم، فيعجب بعض القراء كلامهم إلى أن يصلوا إلى الشعر فتأتي المفارقة العجيبة (الكلام زين والشعر عكسه)، والمضحك أنهم يكتبون عن الشعر ومآسيه من وجهة نظرهم وينسون دورهم في نشر الغث وبالذات ما تخطه أقلامهم. فيا مسؤولي إجازة ما ينشر في المجلات والصفحات ارحموا زملاءكم من استهجان القراء ووضحوا لهم عيوب قصائدهم التي يذيلون بها مقالاتهم وكأنهم يقدمونها شهادة على جهلهم في الشعر؛ لأن المزيد من الإساءة لهذا الشعر المظلوم بوجود الكثيرين منكم. * فوجئت بخبر تلقيته في أحد المجالس وهو أن الشاعر فهد المبدل كاتب أوبريت الجنادرية لهذا العام والشاعر عبدالرحمن القريني كاتب أول أوبريت رياضي قدمته الاتصالات السعودية هما ممن قدمتهم الجزيرة من الشعراء، فاتصلت برئيس القسم الشعبي في الجزيرة، إذ أكد لي ذلك وقال: المبدل والقريني قدمتهما مواهبهما وكان للجزيرة دور واضح في وضع خطاهم على طريق الإبداع، فواصلا حتى وصلا بأسلوب لم يتيسر لغيرهما ممن طرقوا الأبواب بحثاً عن الأضواء بأي شكل، فنحن نقدم من يستحق التقديم، وسترى في السنوات القادمة من المبدعين الذين قدمتهم الجزيرة من يكتب أوبريت الجنادرية وغيره من الأعمال الوطنية الرائدة، فانتظر لأن الجيد والجيد فقط هو الذي يفرض نفسه. وهنا أدركت أن للنجاح ضريبة لا بد أن يدفعها كل من يسعى للنجاح وهو يملك مقوماته. * ما زلنا ننتظر من الدكتور هزاع الشهري تقديم برامج شعبية تلفزيونية مميزة خاصة وأنه يحمل الدكتوراه في (الفلكلور الشعبي) مع أن الشعر الشعبي له خصوصية أكبر من أن يحيط بها فرد، ومن لم يعش في بيئته فلن يتمكن من النجاح في تقديم أو إعداد برامج مميزة له، والشهري من أبناء الوطن المجتهدين، وكان مخرجاً لعدد من البرامج الشعبية، فلعل الخبرة والدراسة تكوّن لديه استعداداً جيداً يؤهله لتقديم ما عجز الآخرون عن تقديمه للتلفزيون. * صدرت بعض التصريحات من لجان التنشيط السياحي في بعض مناطق المملكة، ومع هذا سأؤجل حديثي إلى وقت آخر مع أن التكرار ما زال هو المشكلة التي لم تجد حلاً؛ أعني تكرار الشعراء والمتابع لما نشر يدرك ذلك.. ونأمل بكل صدق أن نرى أمسيات مميزة تليق بسمعة الوطن وترضي أذواق عشاق الشعر الشعبي.