قدر عاليًا صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإلغاء أوبريت الجنادرية والعرضة السعودية المصاحبتين للدورة المقبلة لمهرجان الجنادرية السابع والعشرين. ووصف سموه القرار بالحكيم وأن المليك لم يستطع أمام مشاهدته الأحداث المحزنة تنهال على الشعب السوري والشعوب العربية الأخرى سوى الأمر (فورا) بإلغاء الأوبريت الغنائي رغم الانتهاء من كافة التجهيزات له، وأنه سيتم (ترحيل) الأوبريت للدورة المقبلة (بعد عام) رغم أن آراء قد رأت بتصوير الأوبريت وتقديمه في وقت لاحق على الفضائيات. وأوضح سموه أنهم قاموا بمنع قناة mbc من تصوير الأوبريت أو البروفات أو أي جزء يختص بالأوبريت لكي يمكن إعادة عرض العمل الذي يمتاز بالاحترافية. وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمره بإلغاء الأوبريت الغنائي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة لهذا العام، تضامناً ووقوفاً مع الأشقاء من الشعب السوري، وما يحدث من سفك لدماء الأبرياء وترويع للآمنين، إضافة إلى ما حدث في مصر ويجري في اليمن وليبيا الشقيقتين من أحداث مؤسفة ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء، وما مرت به تونس. ويشغل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز منصب وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني حيث التقاه ليلة أمس الأول في قصره مجموعة من عدد من مسؤلي الصفحات الفنية و الثقافية، إذ تحدث في مؤتمر صحافي (غير رسمي) عن كافة أنشطة المهرجان المقرر انطلاقته غد الأربعاء، وهو بدأ حديثه بالشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين على رعايته الدائمة لكافة أنشطة المهرجان كما أنه تحدث عن ظروف إلغاء الأوبريت بحيث قال: إن المليك يشعر بأن كافة أبناء الوطن العربي هم أبناؤه ويتأثر لموت أي منهم مثلما يتأثر لأقرب المقربين له، واصفاً تأثره الشديد بما يحدث في بعض العواصم العربية هذه الأيام. وطويلا تحدث الجميع عن هذه اللفتة مؤكدين جميعًا على تأييد الخطوة وتوقع الكثيرين لها حيث كان المليك (كعادته) عند حسن الظن، فيما نقلت أمس الأول وكالة الأنباء السعودية تصريحا لسمو الأمير متعب بهذا الشأن حين قال: إن هذا القرار جاء تجسيداً للروابط الوثيقة التي تجمع أبناء الأمة الواحدة وتأكيداً للقيم الإسلامية، واستشعاراً للمثل السامية التي أكدتها قيمنا الإسلامية، مضيفاً أن الأحداث الجارية في عدد من الدول العربية الشقيقة، وخصوصاً في مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن قد أثرت في مشاعره -حفظه الله-، وهزت أحاسيسه، كعربي ومسلم وإنسان، فجاءت لفتة إنسانية وأبوية بإلغاء كل المظاهر الإحتفالية للمهرجان، وهي حفل الأوبريت، والعرضة السعودية، تضامناً مع أحزان كل أسرة عايشت تلك الأحداث، وتعايشاً مع هموم الأمة وأوجاعها ورسالة سامية المضامين والأهداف. وخلال المؤتمر تحدث الأمير متعب عن الأنشطة النسائية حيث قال بأننا قبل أكثر من خمسة عشر عاماً طالبنا النساء بتقديم أفكارهن والانخراط في أنشطة وفعاليات المهرجان. وقال سموه: نجحنا هذا العام بإيجاد نص نسائي إحترافي وعلى قدر عالٍ من التكامل وقد كنا منذ العام الماضي نطمح إلى أن نقدم نصاً من كتابة شاعرات سعوديات وفعلا كانت الشاعرة مستورة -رحمها الله أول من كتب نص اوبريت للجنادرية وطلبنا منها رحمها الله التعديل عليه في عدة نقاط وفعلا تمت هذه التعديلات قبل وفاتها وبعد ذلك استجدت الكثير من الأمور التي أوكلنا الكتابة عنها للشاعرة معتزة وهي أيضاً لديها تجربتها وقدرتها واستطاعت أن تنسجم مع أسلوب مستورة الأحمدي ما أوجد توافقاً في تركيبة النص، وبالنسبة للملحن خالد العليان قدم هذا العام عملا مميزًا جدًا ولحن وجدنا فيه جوانب إبداعية كثيرة وبذل جهدًا كبيرًا في أوبريت هذا العام، وقال: إن الغاء الحفلات الفنية التي كانت سابقًا تقدم في الجنادرية وفق معطيات تمت في حينها. وقال سموه: إن المهرجان تنبه منذ خمسة عشر عاماً للأزمات والأحداث التي يمر بها العالم اليوم ووضع لها حلول ترتكز على الحوار والانفتاح على الآخر، وهناك شخصيات سياسية بارزة على مستوى العالم كانت تطلب المشاركة في المهرجان، وتحدث سموه عن الموسيقار طارق عبدالحكيم الذي له إسهامات كبيرة ويستحق التكريم، وقال سعادتي بأن نكرم من هم على قيد الحياة وتكريم إبراهيم خفاجي هذا العام أعتقد أنه أمر يحسب لصالح الجنادرية، ونفى بشكل قاطع الأمير متعب الاتهامات التي تقول بأن قيودًا تفرض على شعراء الجنادرية ولا نتدخل فيما يطرحه الشعراء في الأوبريت وكنا نقدم لهم نصوص الأوبريتات السابقة حتى لا يقعوا في فخ التكرار لكثير من الأفكار والنمطية في بعض الأوبريتات التي قدمت في الجنادرية، لكنه أكد في ذات السياق أن لا أحد يفرض علينا شيء وأننا نعمل وفق آلية معينة لا يتدخل أحد في عمل الآخر. وبرّر سموه التكتيم السنوي على فعاليات المهرجان حتى يعمل الصحفي و يبحث عن المعلومة ونشرها في حال التأكد منها حتى لو كان هذا ضد رغبتنا، فيما نفى أيضا أن تكون إدارة المهرجان قد ضغطت على الصحف لمنعها من الانتقاد مؤكداً دور النقد الإيجابي إذا طرح ب (حلول)، مجيبا بذلك على أسئلة (الجزيرة). وعن الأمسيات الشعبية قال الأمير متعب: هناك تراجع نسبي على مستوى الأدب الشعبي في الجنادرية وعلى مستوى الاهتمام الجماهيري والإعلامي، فلم نعد نجد جماهير متعطشة لحضور أمسيات الشعر الشعبي، ربما يعود ذلك لأننا لم نعد نجد الشاعر النجم صاحب الجماهيرية الكبيرة إلا عدد محدود، وكذلك لم تعد الصفحات والمساحات التي تهتم بالشعر بأسلوب جميل ومشوق مثل التي كان يعدها محمد الكثيري (رحمه الله) وعبدالرحمن بحير، وحتى عندما ظهرت المجلات المتخصصة وأصبح انتشارها كبير سرعان ما تراجعت ربما بسبب ظهور قنوات فضائية تهتم بالشعر. وأضاف سموه: لقد حرصت على إعطاء الأدب الشعبي في الجنادرية المكانة اللائقة مثله مثل بقية الفعاليات والأنشطة ونقلت أمسياته إلى قاعة الملك فيصل للمؤتمرات ضمن البرنامج الثقافي للمهرجان، وهذا أوجد قيمة أكبر وأهم للأدب الشعبي، إلا أننا وجدنا الأمسيات أصبحت تقام داخل خيمة أو قاعة غير مهيئة في الجنادرية وضمن أنشطة كثيرة، وهنا حمّل سمو الأمير متعب بن عبدالله جزءاً من المسئولية في هذا التراجع للزميل جابر القرني الذي ذكر بدوره أن إدارة المهرجان رأت أن وجود نشاط الأدب الشعبي داخل قرية الجنادرية ربما يكون أنسب لاسيما أن اللجنة لديها العديد من النشاطات والفعاليات من قراءات منبرية وندوات ومحاضرات وشعر محاورة وتكريم للرواد وغيره الكثير، وكذلك نشاطات إمارات المناطق من خلال مقراتها في الجنادرية، وقال القرني بأن الزميل صبار السعدون هو رئيس لجنة الأدب الشعبي بالمهرجان ولديه تصور أكبر لطبيعة التحول والاهتمام بهذا النشاط أو فيما يتعلق بنقل الأمسيات من قاعة الملك فيصل إلى الجنادرية، وهناك ربما إشكالات أو عقبات لو تم تذليلها ربما تحقق لهذا النشاط المهم نجاح أكبر. وحضر اللقاء الزملاء يحيى مفرح زريقان ومحمد الرشيدي وفهيد اليامي، وبحضور الزميل جابر القرني.