@ بداية نود أن نعرف انطباعات سموك بمناسبة زيارتك للمنطقة الشرقية ومشاركتك الفاعلة في مهرجانها الصيفي من خلال الأمسية الشعرية القادمة ؟ زيارتي للمنطقة الشرقية ليست الأولى فأنا دائم التردد عليها وانطباعاتي عنها انطباعات جيدة واعتبرها من أفضل مناطق المملكة سياحيا . والحديث عن الشرقية يطول ومهما تحدثنا فلن نفيها حقها . @ ما الجديد الذي تعد به سموك جمهورك وجمهور الأمسية هذه الليلة ؟ كل ما في هذه الأمسية جديد فهذه هي الأمسية الأولى لي فلم يسبق لي اقامة أمسيات قبلها لذلك كل ما سيقال الليلة هو جديد على جمهور خالد بن سعود . الكثير منه نشر عبر الصحافة ولكن لم يسبق أن ألقيته أمام جمهور. @ هناك فترة ليست قصيرة بين ظهورك كشاعر له حجمه وبين اقامة أمسيتك الأولى هذه الليلة . هل هذا يعني أنك رفضت دعوات سابقة لاقامة أمسيات ؟ وجهت لي دعوات كثيرة ولكني كنت أؤجل وشاء الله أن تكون أمسيتي الأولى في الشرقية بين اخواني هنا والله يقدرني على تقديم ما يسعد الجميع . @ نعرف أنك تعكف حاليا على الاعداد لأوبريت الجنادرية . كيف استقبلت نبأ تكليفك رسميا بكتابة الأوبريت لهذا العام ؟ لا شك أن أي مواطن يكلف بعمل كهذا لا بد أن يشعر بفخر واعتزاز خاصة وأن التكليف كان من سيدي ولي العهد حفظه الله والد الجميع وهذه ثقة كريمة من سموه أضعها تاجا على رأسي ووساما على صدري وأرجو أن أكون على قدر المسئولية وأقدم ما يرضي سموه ويرضي ضيوف المهرجان . @ المهمة تبدو صعبة في كتابة أوبريت وطني في مهرجان بحجم الجنادرية . ما الجديد الذي يحمله أوبريت خالد بن سعود أو ماهي أهم ملامحه ؟ الأوبريت محلي وعن تاريخ المملكة والجديد فيه أنه سيلقي الضوء على تاريخ الدولة السعودية منذ نشأتها من عهد الامام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب الدولة السعودية الأولى وأيضا يتطرق للدولة السعودية الثانية ومؤسسها الامام تركي بن عبدالله وهذا ما لم يتم التطرق له في الأوبريتات السابقة . بالاضافة الى تأسيس الدولة الحديثة على يد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن . ثم يتطرق الأوبريت لملوك المملكة سعود وفيصل وخالد رحمهم الله جميعا وصولا الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله . وسيتم التركيز فيه على أن الحكم في المملكة قائم على التوحيد والشريعة الاسلامية وسيكون هذا العنصر واضح وجلي في كل لوحة من لوحات الأوبريت . @ هل لنا أن نعرف أسماء المطربين الذين سيشاركون في أداء هذا الأوبريت وسم الملحن ؟ في الحقيقة أنا اخترت الملحن محمد المغيص وهو من الملحنين المتميزين جدا , صحيح أنه ابتعد فترة عن الوسط الفني ولكن سبق وتعاون مع طلال مداح في أغان وطنية ناجحة والرجل كله قدرات فنية وقد انتهى من وضع الألحان للأوبريت . علما بأن امكانية التعديلات فالوقت أمامنا ما زال طويلا لكي يظهر هذا الأوبريت بالصورة الأفضل . أما بالنسبة للمطربين فهم محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله ومحمد عمر وخالد عبدالرحمن . والمخرج سيكون فطيس بقنه وبهذا فالأوبريت بكامله سيكون سعوديا مئة في المئة. @ بعد ديوانك الصوتي الأول ( ترانيم ) الذي حوى أجمل القصائد وحوى مجموعة من القصائد المغناة للفنان محمد عمر . ما تقييمك لهذه التجربة وهل النية موجودة لتكرار هذه الفكرة ؟ التجربة جديدة وممتازة ونجحت ومسألة تكرارها ليست مؤكدة . فالديوان الصوتي الجديد ربما يحوي فكرة مماثلة مع فنان آخر . كما أن النية موجودة لاصدار ديوان مطبوع يحوي معظم قصائدي لربما كان هذا خلال عام من الآن بمشيئة الله . @ ما هي فلسفة خالد بن سعود فيما يتعلق بسياسة النشر والظهور . لأننا نلحظ بشكل كبير أنك لا تولي هذا الجانب اهتماما كبيرا ؟ لا توجد فلسفة معينة . أنا أختار الأوقات المناسبة للنشر والمطبوعات المناسبة والمحرر المناسب والواعي الذي يحسن التعامل مع النص الجيد . هذه هي أهم الجوانب التي أهتم بها . هناك أوقات ليس من الأفضل النشر فيها مثل المواسم والاجازات وخلافه . @ وأنت جزء من هذه الساحة التي كثر الحديث عن مشاكلها وتناقضاتها وأهوالها إن جاز لنا التعبير . كيف تراها من منظورك الشخصي ؟ الساحة في الحقيقة تحوي الصالح والطالح ولا نجزم بأنها ايجابية بكاملها أو سلبية بكاملها . فكما تعلم عندما نأتي بكوب نصفه ماء تجد أحدهم يقول لك نصفه فارغ والآخر يقول نصفه مليء فلكل نظرته الخاصة لما حوله . لذلك أنا لا أنظر بسوداوية للساحة . والذين يعتمدون هذه النظرة ربما كان لكثرة ما ينشر من غث دخل في ذلك ولكنهم لو علموا أن الشعر عموما بغض النظر عن النشر الجيد فيه قليل لما رسموا هذا التصور عن الساحة . @ لا بد وأنك كمتابع للصحافة الشعبية من خلال المجلات والصحف لك مآخذ معينة على ما يطرح من خلالها . هل لنا أن نعرف ما الذي لا يعجبك في صحافتنا الشعبية ؟ لا بد من المآخذ وأعتقد أن احجام المحررين عن التواصل مع الشعراء الجيدين هو قاصمة الظهر في صحافتنا الشعبية فالمحرر الشعبي معروف بالكسل وهناك الكثير من الشعراء الذين يذهبون الى المحرر في مكتبه بقصائدهم وصورهم . لهذا تجد المحرر يقول بينه وبين نفسه ما الذي يجعلني أتعب ما دام أن هناك شعراء يختصرون علي عناء البحث . حتى وان كان ما يأتي اليه متوسطا أو ضعيفا فهذا لا يهمه . لذلك أشدد على أهمية أن يبحث المحررون ومشرفو الملفات الشعبية عن الشعراء الحقيقيين ويتواصلوا معهم ليقدموا لنا عبر صفحاتهم الشيء الجيد والمفيد . @ قلت في لقاء صحفي سابق أن الساحة لا يوجد بها نقاد . وهناك من يقول بأن من يرددون هذه المقولة هم في الحقيقة يرفضون النقد . ألا ترى أن الواقع يحتم علينا أن نسهم جميعا في ايجاد نقاد للقصيدة الشعبية للحد من التجاوزات التي نراها بشكل كبير ممن ابتلي بهم الشعر الشعبي؟ بالعكس أنا أتمنى أن يكون هناك نقاد وأتمنى أن ينقد شعري أنا بالذات وهذه حقيقة . ولكن أريد نقدا حقيقيا وموضوعيا . غير أن ما ألاحظه حاليا هو نقد انطباعي له اهداف معينة اما إطراء أكثر من اللازم لنص لا يستحق أو نقد جائر ينم عن بغض وكراهية لصاحب النص وبطريقة غير صحيحة . ثم لا تنس أنه لا توجد مدرسة معينة للنقد الشعبي ولا قواعد محددة أو مناهج ينطلق منها النقاد . المفروض أن يتقدم شخص ممن درسوا النقد الذي يطبق على الشعر الفصيح شريطة أن يكون لديه المام بالشعر الشعبي كأن يكون شاعرا أو متذوقا من الدرجة الأولى . لان شخصا بهذه الخلفية من الممكن أن يطبق بعض مناهج النقد في الفصيح على الشعبي وأعتقد أن تجربة كهذه ستنجح . ولا أعرف حقيقة لماذا يحجم ممن لديهم هذه الامكانات عن ممارسة النقد . @ ولكن سمو الأمير هناك قصائد العيوب فيها ظاهرة وجلية ولا تحتاج لأقل من الاشارة اليها ؟ هذا صحيح ولكن أعتقد حتى لو وجد ناقد من المفروض ألا يلتفت لمثل هذه القصائد لأنها أقل مستوى الا اذا كانت لشاعر له أسمه ونشرت بشكل بارز على أنها النموذج الأفضل فهذا من المفروض أن يشار لخطئه بطريقة أو أخرى وتنقد قصيدته . @ ما شكل القصيدة الذي تعتبره هو الأنسب والأفضل لك كشاعر وما رأيك بمسمى الشعر التقليدي ؟ أنا لا أكتب الا الشعر العمودي المقفى والموزون لانه باعتقادي أن هذا هو الشعر الحقيقي أما غيره فلا يستحق مسمى الشعر . أما شكل القصيدة التي أكتبها من العمودي ودعني هنا أتطرق لمسمى التقليدية الذي أشرت أنت اليه , فأول من أطلق هذه التسمية على شعرنا هم دعاة الحداثة , فهم ينظرون للقصيدة لدينا نظرة دونية ويعتقدون أنهم بهذه التسمية يسيئون لها أو لنا لذلك أنا أرفض مسمى التقليدية وأستغرب من بعض الشعبيين ترديدهم لهذا المسمى في أحاديثهم ومقالاتهم , بينما المسمى الصحيح لشعرنا هو الشعر الأصيل وهو بذلك يقابل مصطلح الحداثة فالأصالة ضد الحداثة , والأصالة لا تعني بالضرورة التشبث بكل ما هو قديم . فأنا على سبيل المثال شاعر معاصر ولكني لا أتكلم بنفس لغة ابن سبيل وابن لعبون فالألفاظ والبيئة تختلف ولكن النهج واحد كل ما نفعله نحن أننا أدخلنا لغة العصر على أصالتنا وهذا لن يغير منها شيئا فالمسألة تطور طبيعي فقط . @ ما رأي الشاعر خالد بن سعود من الشعر الحر أو قصيدة التفعيلة ؟ شعر التفعيلة جميل خاصة للغناء أما كحضور منبري فلا أعتبره مناسبا على الاطلاق . لهذا أستكثر على نص التفعيلة مسمى قصيدة وأعتبره أغنية فقط . فكما نلحظ أن نص التفعيلة لا يعطي كاتبه الحرية ليعرض أفضل ما لديه من حكم وأمثال وصور تشبيهية جميلة . حتى من ناحية الحفظ لا تجد أحدا يروي لك نص تفعيلة في مجلس , ومعظم ما يحفظ منه يكون للأغنية وللحن دخل في ذلك . يعني لو لم يغن لما حفظ . @ ما ترتيب الشعر وكتابة القصيدة بين أولويات الأمير خالد في حياته؟ الشعر بالنسبة لي هواية لا أكثر ولا أقل . أكتب قصائدي في وقت الفراغ ولدي أمور أخرى مهمة أولى من الشعر وكم كنت أتمنى أن أجد من يحمل عني عناء مشاغلي الرئيسية لأتفرغ لكتابة الشعر . @ هل هناك طريقة معينة تقيس بها مدى تقبل الآخرين لقصائدك ؟ مثل أي شاعر آخر استقبل اعجاب الأخرين بما أنشر سواء عبر الاتصالات الهاتفية أو لقاءات المجالس المباشرة بالاضافة الى ما ينشر في الصحف والمجلات وما ينقله المحررون . @ هل تعرض ما تكتبه من قصائد على أشخاص معينين قبل النشر ؟ في البدايات نعم كنت أعرض ما لدي قبل النشر على أشخاص معينين لكن بعد فترة أصبح لدي ثقة بنفسي . الآن وفي أحيان معينة أعرض على الأهل والأبناء جديدي ليطلعوا فقط وليس للاستشارة . @ كثرة المجلات التي تعنى بالشعر دليل على زيادة الاهتمام بالشعر من قبل القراء والمتابعين . ولكن هل تعتبر أن النتيجة النهائية لهذه الكثرة هي في صالح الشعر الشعبي ؟ ولماذا ؟ المجلات الآن أكثرها وجدت لدوافع تجارية ليس خدمة للشعر . ومن الممكن أن يخدم الشعر بطريقة غير مباشرة من خلالها رغم سوء ما ينشر فيها من قصائد الا أنها روجت للشعر وللشاعر الشعبي , ومعها زادت الأمسيات وزاد الاهتمام بالشعر . وأيضا قد يكون له مضرة بشكل كبير على الجيل الجديد الذين قد تبهرهم أضواء هذه المجلات فينصرفون عن مواهب أخرى لديهم أفضل من الشعر الشعبي ويركزون على الشعبي.