قال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.. (274) سورة البقرة. كثيرون هم الأخيار والكرماء الباذلون الذين حباهم الله تعالى سعة في الرزق. هؤلاء هم كالأنهار العذبة في هذا البلد الطيب، وهذا فضل من الله تعالى، ولكن أصحاب رؤوس الأموال أكثر منهم بل لا وجه للمقارنة وهم الذين نهلوا من خيرات هذا الوطن وبمساعدة مواطنيهم. ولو نظرنا إلى عدد أصحاب الملايين في المملكة قياساً بعدد السكان لوجدنا أن نسبتهم عالية، وتساؤلي: كم نسبة الباذلين والمتبرعين منهم لخدمة مجتمعهم؟ ليس لدي إحصاءات حول هذا الموضوع ولكن من واقع خبرتي ومما نسمع ونقرأ نجد أن العدد قليل بالنسبة إلى عدد أصحاب الملايين. وحيث إن فضل الله واسع، يوجد والحمد لله عدد لا بأس به في جميع مدن وقرى المملكة الكبيرة والصغيرة، رجال يبذلون من أموالهم الكثير والكثير طلباً للأجر ولرد الجميل لهذا الوطن وخدمة للمواطنين، ونجد أن كرمهم وعطاءهم لا حدود لهما، فلهم في جميع المجالات أيادٍ بيضاء، فلهم الأجر من الكريم المنان. ومن هؤلاء الرجال الكرام الأخيار وأصحاب الفضل (والفضل لله) الشيخ محمد إبراهيم الخضير من وجهاء وأعيان مدينة رياض الخبراء بالقصيم، هذا الرجل العصامي الذي بنى نفسه بنفسه حتى وصل إلى ما وصل إليه، وهو قامة مديدة ونهر متدفق من العطاء، إنني لم يسبق لي اللقاء به أو محادثته ولكن مآثره شاهدة له، تذكر فيشكر ويدعى له بالصحة والعافية وحسن الخاتمة مع العمل الصالح. وهذه المآثر والتبرعات لم تقتصر على مدينته ومسقط رأسه رياض الخبراء والعاصمة الحبيبة الرياض فقط بل عمّت الكثير من مدن المملكة الغالية. وإني أرى أنه من الواجب ذكر بعضٍ من هذه المآثر ليرد الفضل لأهله وليكون قدوة ونموذجاً محفزاً للآخرين ليحذوا حذوه أو ليحرك فيهم حاسة الإيثار والبذل، فمن المشروعات التي أقامها في مدينة رياض الخبراء ما يأتي: 1- إنشاء مجمع تعليمي لجميع المراحل يتسع إلى نحو 1500 طالب. 2- إنشاء مركز للإشراف التربوي يشمل إستاداً رياضياً وصالات للتدريب والمحاضرات مجهزة بالكامل. 3- إنشاء مجمع خيري نسائي لتأهيل المرأة، وهو مجمع متكامل الخدمات أقامه على مساحة تقارب 50 ألف متر مربع، يتوفر فيه منشآت تعليمية وتدريبية ومهنية ومجمع لتحفيظ القرآن الكريم يستوعب أكثر من ألف طالبة، وكذلك دار لحضانة الأطفال، وقاعة للمحاضرات. 4- إنشاء مركز للتدريب المهني. 5- أسهم في بناء المركز الحضاري الثقافي وتكفل بإنشاء قاعة المحاضرات فيه. 6- تكفل بمنح دراسية لتشجيع الطلاب على إكمال دراستهم في المرحلة الثانوية والجامعة في مدارس التربية النموذجية بالرياض وكلية اليمامة الأهلية كذلك. 7- له مساهمة فاعلة ودور كبير في الجمعية الزراعية برياض الخبراء. 8- دعم متواصل للجمعية الخيرية وجمعية تحفيظ القرآن في مدينته وكذلك عموم مدن المملكة. إن هذا غيض من فيض فهو رجل حباه الله تعالى بالمال وهو ينفق فيه ومنه ويرد جزءًا من جميل هذا الوطن عليه، وهذا طبع الكرام الأخيار الأوفياء لأوطانهم. ووفاء الشيخ محمد الخضير لمسقط رأسه هو وفاء لوطنه الكبير، وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض: (الإنسان إذا لم يكن وفياً لمسقط رأسه لا يكون وفياً لوطنه). وحيث إن الشجرة المباركة تطرح ثمارها مباركة فها هو ابنه الأستاذ خالد محمد الخضير عضو مجلس منطقة القصيم ورئيس مجلس إدارة كلية اليمامة الأهلية ومدير عام مدارس التربية النموذجية التي تعد من أكبر المدارس ومن أكثرها تميزاً بالمملكة، يسير على نهج والده فليحفظهم الله وليسدد خطاهم. إن هؤلاء الرجال الأخيار وفي جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة يجب أن يكرموا وعلى أعلى المستويات وعرفاناً لفضلهم ولتبقى مآثرهم وأسماؤهم في ذاكرة الأجيال نموذجاً يحتذى، ومن مناحي وسبل تكريمهم من وجهة نظري الآتي: 1- ينشأ في كل وزارة صالة مخصصة لأسماء من دعموا هذه الوزارة بمشروعات خيرية توضح فيها صورهم ولوحة بالتعريف بأعمالهم الجليلة. 2- ينشأ في إمارات المناطق صالات دائمة للتعريف بأعمالهم. 3- تسمى شوارع رئيسية في العاصمة وجميع مدن المملكة بأسمائهم. 4- تسمى مدارس للبنين والبنات بأسمائهم في جميع مدن المملكة. 5- توضع جوائز سنوية وحفلات على أعلى المستويات في الدولة لهؤلاء الأخيار لذكر مآثرهم والاحتفاء بهم وتكريمهم والتعريف بأعمالهم ويدعى لها رجال الدولة ورجال الأعمال والإعلاميون وغيرهم. 6- تستخدم جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية لإجراء مقابلات معهم وذكر مآثرهم وتكريمهم. ويجب أن يكون هذا الاحتفاء سنوياً ولا يقتصر على الأحياء فقط بل وممن رحل منهم للدار الآخرة وما زالت مآثرهم شاهدة لهم وعليهم وذلك عرفاناً بفضلهم ووفاء لهم، ولا يكون التكريم قاصراً على من بذل من ماله فقط بل وكذلك لمن أعطى من جاهه وعلمه ومركزه في أعمال الخير كلها والإصلاح بين الناس، ويتعدى ذلك إلى البنوك والشركات والمؤسسات التي بنيت وقامت بأموال المواطنين. وعندما قامت جريدة (الجزيرة) ممثلة بفرعها في محافظة رياض الخبراء بتكريم الشيخ محمد إبراهيم الخضير وابنه خالد يوم الجمعة الماضي فهذا نابع من إحساس المسؤولين ب(الجزيرة) الغراء بواجبهم من خلال مكتبهم بتكريم الرجال الأخيار فلهم الشكر الجزيل، خصوصاً الأستاذ خالد المالك الذي عمل نقلة ل(الجزيرة) وجعلها في مقدمة الصحف بتميزها بتقديم المادة الصحفية المميزة وخدمتها للقارئ، من خلال ضمه لهذه الكواكب المضيئة في جريدتنا الغالية، ولا ننسى الزميل صالح الدواس مدير مكتب (الجزيرة) في مدينة رياض الخبراء على جهوده الرائعة والمتابعة لنشاطات مدينته. ص.ب 42101- الرياض 11541