عندما نتحدث عن موضوع (الاتحاد الآسيوي لكرة القدم) فإننا نفتح ملفاً كبيراً وعريضاً بحجم مصيبتنا فيه، هذا الاتحاد أثبت مع تقادم الأيام والأعوام بأن لديه مناعة قوية ضد التقدم والتطور ومسايرة الاتحادات القارية الأخرى، ففي كل فترة زمنية نفاجأ بفضيحة ومهزلة من كلمات وألحان وأداء هذا الاتحاد! ولعل آخرها - ولن يكون آخرها - ما قام به حكم مباراة الهلال والعين الأردني حسن مرشود - حيث لا حُسن ولا رشد - فقد قدم للعالم فاصلاً مختصراً لمستوى التحكيم الآسيوي وحينما أقول مهزلة وفضيحة ليس لأن الحكم المذكور أغفل ضربتي جزاء لصالح الهلال يبصرهما الأعمى وتغاضى عن طرد أكثر من لاعب عيناوي فحسب بل لأن الاتحاد الآسيوي كانت فضيحته هذه المرة على الهواء مباشرة وشاهدها الجميع.إن مواقف الاتحاد الآسيوي الظالمة تجاه الكرة السعودية عموماً ونادي الهلال خصوصاً ليست وليدة هذه المهزلة بل منذ زمن ليس بالقريب وحتى نتمكن من استعراضها نحتاج إلى عدة مقالات لكن ليس هذا مكان بسطها لأن كل منصف في عالم الكرة الحر يدركها جيداً، تلك المواقف التي أخرجت سمو رئيس نادي الهلال عن طوره - ولا يلام في ذلك - بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وتجاوزت الأمور حدود المعقول ابتداء من توقيت مباراة الهلال مع ماشال في مدينة (كرشي) عندما رفض الاتحاد الآسيوي تأخير المباراة ساعتين والإصرار على إقامتها تحت (لواهيب) الشمس الأوزبكية مروراً بتكليف الحكم الإيراني (مرادي) بإدارة مباراتين لنادي العين المنافس الأردني ومما لفت انتباهي أن السيد رئيس الاتحاد الآسيوي لم يجب على اتصال صحيفة الشرق الأوسط - وفق ما ذكرته الصحيفة ذاتها يوم الجمعة 5-5-2006م - ليطرح رأيه حول أداء الحكم الأردني لتواجده في سويسرا، وعندما تعذر الاتصال بفخامته لم يكن أمام الصحيفة سوى الاتصال برئيس لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي فاروق بوظو الذي أكد بدوره أنه وقت إقامة مباراة الهلال والعين كان في رحلة جوية من كوالالمبور إلى الشام ولم يتمكن من مشاهدة فيلم (الأردني مرشود والبلاوي السود)، ولما سئل عن تكليف الحكم الإيراني (مرادي) بإدارة مباراتين لنادي العين من أصل أربع أجاب بأنه لا يعلم عن هذا الموضوع شيئاً!! والحقيقة أن بوظو محق في قوله والعتب يقع على الصحيفة فقد كان من المفترض أن تقوم بسؤال (عيسى حياتو) ربما يكون هو الأعلم بالموضوع!! بصراحة كنت كهلالي أشعر سابقاً بالامتعاض كلما شاهدت (بيتر فيلبان) عضو الاتحاد الآسيوي على شاشة التلفزيون أو في الصحف والمجلات بسبب مواقفه الكثيرة غير الإيجابية ضد الهلال ولكن بعد قدوم رئيس الاتحاد الآسيوي الحالي ترحمت على أيام فيلبان وتمنيت لو كان لي من الأمر شيء لكي أتمثل المقولة الخليجية الشهيرة ذات اللهجة الكويتية الصرفة التي تحول حرف الجيم إلى حرف الياء لأصرخ بأعلى صوتي: أقضب (مينونك) لا يجيك (أينّ) منه!!... ففي الوقت الذي أعلنت فيه اتحادات قارات العالم المتحضر عن نادي القرن الذي يمثلها ظل الاتحاد الآسيوي يماطل ويناور ولم يقم بتسمية نادي القرن حتى الآن بحجج واهية وأعذار لا تمت للموضوعية والمصداقية بسبب أو نسب لأن الأحق به هو نادي الهلال السعودي صاحب الرقم القاسي في تحقيق بطولات المسابقات الآسيوية، ليس هذا فحسب بل شمّر السيد الرئيس عن ساعد النقد للمنتخبات والأندية الآسيوية دون أن يقوم بدوره كرئيس لاتحاد القارة بمعالجة الأخطاء التي يتحدث عنها، ولا شك أن مثل هذه الحالة جاءت في موروثنا الشعبي المحلي تحت عبارة (شين وقوي عين).إن الصحف السعودية في طليعتها (الجزيرة) منذ زمن بعيد لم يدخروا جهداً في كشف التجاوزات غير المعقولة في الاتحاد الآسيوي دون جدوى فقد بقي الحال مختزلاً في عبارة: (لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي) والغريب المريب أن نادي الهلال دائماً هو أكثر المتضررين وبعض الأندية الخليجية التي كانت أثراً وأصبحت (عيناً) دائماً هي أكثر المستفيدين من التخبطات آنفة الذكر، ألا يحق لكل هلالي بعد كل هذا - وما خفي كان أعظم - أن يجزم بأن هناك نوايا آسيوية غير طيبة تحاك ضد الزعيم؟! أليس من السذاجة فعلاً أن يقال إن كل ما حدث ويحدث جاء عن طريق الصدفة؟! تساؤلات أبسطها أمام مشاركة الزعيم في الاستحقاقات الآسيوية في آخر أربع سنوات التي شهدت تتويج من لا يستحق على حساب الأبطال بعد أن جاء أشباه الأبطال على حين غرة من الصفوف الخلفية بفضل (أوكادا) و(مرادي) و(مرشود) وغيرهم كثير، ولكن لا نقول في الختام إلا (حسبنا الله ونعم الوكيل). - المباراة الأخيرة بين نادي الهلال ونادي العين أثبتت ظلم المقارنة بين الاثنين فقد بدا واضحاً البون الشاسع والفرق الهائل بين زعيم (أكبر قارة) وزعيم (ملعب القطارة). - نادي الهلال يستحق الدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية! فعندما يخرج من عباءة أكثر الاتحادات القارية تخلفاً فريق يحصد البطولات بكل أشكالها وأنواعها أعتقد أنه فريق غير عادي. - ربما يكون نادي الغرافة الأقرب للحصول على لقب (نادي القرن)!! - على منصور البلوي أن يلتزم الصمت في هذا الوقت إلا فيما يفيد مصلحة الوطن فنحن مقبلون على مشاركة عالمية تحتاج لصفاء ذهن كل لاعب سينال شرف تمثيل الوطن في ألمانيا وليس تشتيت أذهانهم بأطروحات خرقاء ومؤتمرات (فالصو) تتحدث عن مفاوضات واتفاقات، أعلم أن البعد عن الأضواء صعب جداً على منصور ولكن عليه أن يجاهد نفسه لأن النفس كما قال الشاعر:والنفس كالطفل إن تهمله شبّ علىحب الرضاعة وإن تفطمه ينفطمِ - في ظل الدعم اللوجستي غير العادي الذي يحظى به نادي العين من (اتحاد همام) أستطيع أن أبارك لهم التأهل مقدماً ولا عزاء للأندية (النظيفة).