يبقى لقب (الزعيم) حقاً مكتسباً خالصاً لنادي الهلال السعودي لسبب بسيط كونه حقق ست بطولات على مستوى القارة الآسيوية في منجز غير مسبوق ومن الصعب تكراره على أي فريق آسيوي في المستقبل المنظور وغير المنظور إلى حد كبير جداً وعندما يتباهى أنصار الهلال بإطلاق لقب (الزعيم) على فريقهم فهم صادقون في ذلك تماماً فعلى مستوى القارة الآسيوية عندما يقال (الزعيم) لا ينصرف الذهن إلا للهلال السعودي وهذه حقيقة لا يغضب منها أي عاقل منصف ورغم ذلك إلا أن هناك خطأ فادحا يقع فيه بعض المنتمين لوسائل الإعلام الخليجية والمحلية عندما يتم منح لقب فاخر بحجم (الزعيم) لكل فريق يحقق بطولة أو بطولتين حتى بات هذا اللقب أسيراً لعمليات يحقق بطولة أو بطولتين حتى بات هذا اللقب أسيراً لعمليات اختطاف دائمة، فلو أتيحت لك أيها القارئ العزيز فرصة إعداد مسابقة عامة وقمت بجعل السؤال الأول: كم عدد الفرق الخليجية التي يلقبها أنصارها وإعلامها بالزعيم؟! صدقني ستذهل وتتفاجأ عندما تعلم بأن الإجابة هي أربعة فرق إلى جانب الهلال!! ووفق ما لدى كاتب هذه الأسطر من معلومات متواضعة، فإن العين الإماراتي والعربي الكويتي وظفار العماني والسد القطري جميعها تحمل لقب (الزعيم)! ولا شك أن إطلاق الألقاب بشكل اعتباطي دون جدارة أو استحقاق لحامله يفقدها معناها ويسلبها بريقها ويتساوى حينها الفريق العريق مع أي فريق عادي تماماً عندما تضع مقارنة متساوية بين نادي مانشتر يونايتد ونادي البعداني!! وقد يكون مقبولاً أن يتم حصر زعامة الفرق الخليجية الآنفة الذكر في بلدانهم بغض النظر عن مدى استحقاقهم من الأساس لذلك اللقب من عدمه، لأنني بكل أمانة غير متابع لأي دوري خليجي فمثلاً يقال: العين (زعيم الإمارات) والعربي (زعيم الكويت) وهكذا، أما أن يطلق اللقب كما هو (الزعيم) على كل من هب ودب ففي ذلك هضم لأحد حقوق الهلال الشرعية المكتسبة فالذين يصادرون حق الزعيم في زعامته هم يعلمون المكتسبة فالذين يصادرون حق الزعيم في زعامته هم يعلمون أكثر من غيرهم أن تلك الزعامة لم تأت بعد توفيق الله إلا بجهود مخلصة من رجال أفذاذ ضحوا بالغالي والنفيس لأجل تمثيل الوطن خير تمثيل ولئن كان الحظ قد وقف أمامهم في بطولات سابقة تارة والتحكيم تارات فقد كان مطلع 1992م شاهد عيان على فرحة آسيا عندما ابتسمت يوم جاءها هلالها في الدوحة طالباً القرب منها ومعه كتيبة المغاوير الزرقاء بقيادة منصور الأحمد ويوسف الثنيان وحسين الحبشي وخالد الدايل ويوسف جازع ومشاري العويران وسعد مبارك وخالد التيماوي يقف وراءهم رموز هلالية انتشلت الفريق من الهزائم في الدوري المحلي لتقوده إلى زعامة أكبر قارة في وقت قياسي بكل المعايير الكروية! وهم: الراحل الغالي الأمير عبدالله بن سعد - رحمه الله - والأمير نواف بن محمد والأمير خالد بن محمد، ثم توالت الانتصارات الآسيوية تباعاً وكأني في كل نسخة تتمنى من الأعماق أن تلامس أيدي الهلاليين لأنها ستحظى بالإقامة المميزة مع زعماء يدرسون جميع الأندية (ثقافة البطولات) ولأنها بالتأكيد لن تشعر بالغربة أو الوحشة وهي تلاقي أقرانها في العريجا وقد امتلأت بهم رفوف النادي بخلاف لو ذهبت لأندية معينة حيث ستظل لعقود طويلة وحيدة كسيفة يعلوها الغبار وتلتحف اليأس من سوء الأخبار! إنه من المثير للاستغراب أن تستيقظ من نومك في صباح أحد الأيام قبل عدة سنوات لتجد فجأة دون سابق إنذار أن نادياً واعداً ينتظره مستقبل زاهر في البطولات الآسيوية كالعين الإماراتي قد اصبح زعيم آسيا الأوحد بمجرد تحقيقه كأس النسخة الأولى بعد إقرار النظام الجديد! أو منح الأحقية التامة للعين بذلك اللقب لأنه قد كسب الهلال ثلاث مرات مقابل مرة واحدة! وهذا السبب بالذات كثيراً ما يحظى بمباركة وتأييد كبيرين من قبل بعض المحسوبين على الصحافة السعودية! فلهؤلاء أقول إنه من غير المنطقي نسف بطولات امتدت على مدى نصف قرن وحذف ألقاب أندية تمثل عشرات الدول لأجل أن نظام البطولة قد تم تطويره! أما كون العين قد فاز في ثلاث مباريات على الهلال من أصل أربع فأعتقد. - وقد تشاركني الرأي أيها القارئ العزيز - أن الزعامة لا تقاس بعدد مرات الفوز في تصفيات تمهيدية بقدر ما تقاس بعدد البطولات والكؤوس التي رفعت ثم إن جميع المباريات الثلاث التي فاز بها العين كانت على أرضه وبين جمهوره وعندما تم اختباره خارج أرضه خسر أمام الهلال على استاد الملك فهد بالإضافة إلى أن كل منصف ومحايد يدرك تماماً ويعلم أن (أوكادا) و(عاشور) و(مرادي) و(مرشود) وهم الحكام الذين قادوا اللقاءات الأربعة على التوالي كانوا متحاملين على الهلال بشكل مريب والسمة المشتركة بينهم أن جميع قراراتهم استفاد منها العين وبإمكان أي شخص مشاهدة إعادة كاملة لجميع المباريات الأربع ليرى بأم عينيه حجم الرفس والركل والضرب الذي تعرض له لاعبو الهلال وعدد الجزائيات الهلالية التي لم تحتسب ناهيك عن الأهداف الصحيحة التي سجلها لاعبو الهلال وألغيت دون مبرر! إذن قبل إطلاق الألقاب يجب التأكد من حيثيات إطلاقه وتأمل مفرداته وتمعن تفاصيله، وختاماً كلي أمل أن تتوقف كوارث التحكيم الآسيوي ضد الهلال في التصفيات الحالية فقد باتت تلك الأخطاء كما لو كانت أمراً حتمياً لا مناص منه أو فرار لذلك على لاعبي الهلال أخذ الحيطة والحذر ليس من الخصم فحسب بل والحكم أيضاً والسبيل الوحيد للخلاص من أخطاء التحكيم القاتلة بذل الجهد المضاعف وتسجيل الأهداف والتقدم على الخصم بفارق يقود إلى الاطمئنان لنتيجة المباراة تحسباً لأي مفاجأة تحكيمية قد تقلب الموازين رأساً على عقب. بالمختصر المفيد - سمو رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل ضرب أروع الأمثلة لمعنى الوطنية في المنافسات الرياضية عندما دعا جمهور ناديه ورئيس رابطة المشجعين لحضور مباراة ممثل الوطن نادي الشباب والوقوف معه ومؤازرته وهو يواجه سابهان الإيراني. - الانخفاض النسبي لمستوى الكابتن ياسر القحطاني لا يدعو لتلك المبالغة الإعلامية التي أحاطت بالموضوع فمن المستحيل أن يبقى اللاعب طوال الموسم على رتم واحد ونحن نعلم أن القناص حسم مباريات عدة وبذل خلالها مجهودات خرافية. - خلال أسبوع واحد فقط سيتحدد إلى حدٍ كبير حظوظ الهلال في جميع الاستحقاقات الحاضرة وأعتقد أن العبء سيقع على المدرب الوطني المميز عبداللطيف الحسيني لتجهيز اللاعبين بجرعات لياقية لخوض تلك المباريات المصيرية. - الرئيس الفلاشي بدلاً من توعية لاعبيه راح يدافع عنهم بأن الكروت الحمراء التي حصلوا عليها كانت بسبب حماسهم وليس خشونتهم! - ربما كان عليه التجربة - فهي خير برهان - بأن يدعو أحد لاعبيه الى الانبراش عليه على طريقة (أرض - أرض) ليحكم من واقع تلك التجربة هل هو حماس أم خشونة؟! - بعد المنتصر بالله هل سنشاهد محمد هنيدي؟!