استغرب العميد فاروق بوظو رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم من تصاعد موجة الاعتراض على ترشيحه ممثلاً للاتحاد الآسيوي لكرة القدم داخل لجنة الحكام لخليجي 18 المزمع إقامتها في الإمارات من 17 وحتى 30 يناير المقبل. وقال في حديث خاص ل(الجزيرة) إن الإخوة في دولة الإمارات رشحوني للمنصب لكني قدّمت اعتذاري عن العمل لظروفي العملية وارتباطاتي المسبقة، مشيراً إلى أنه لا يجد نفسه في موقف الدخول في عملية تبادل التصريحات لأن فاروق بوظو معروف وتاريخه معروف وليس لديه مشاكل أو مواقف مع أي طرف كان، موضحاً أنه لا يود الانجراف الإعلامي للموضوع وخصوصاً أنه يؤكّد أنه قدَّم اعتذاره مبكراً للجنة المنظمة للبطولة. راض عن حكام آسيا بوظو أكَّد رضاه التام عن أداء حكام دوري أبطال آسيا الحالي وحكام كأس الاتحاد الآسيوي قائلاً: المؤشرات الفنية تدل على نجاح الحكام الآسيويين في البطولتين، وكلجنة حكام لم نستقبل أي حالات اعتراض حتى شفوياً وهو ما يعطي انطباعاً بأن أداء الحكام كان إيجابياً رغم شراسة المنافسة بين الفرق. الحكام العرب مظلومون وفيما يتعلّق بغياب الحكام العرب عن المشاركة الفاعلة في كأس العالم الماضية واقتصارها على حكمين وآخر احتياط قال بوظو الحكام العرب تعرضوا لظلم واضح ولم يتم إعطاؤهم ما يستمتعون من مباريات كأس العالم الماضية فقد كان من المفترض أن يتم اختيار ثلاثة حكام عرب للساحة وأربعة كمساعدين على الأقل لكن يبدو أن الضغوطات على لجنة الحكام الدولية كانت كبيرة، وللأسف فإن النتائج كانت مخيّبة للآمال بدليل الأخطاء الفادحة التي وقعت في المونديال. ركّزوا على اللياقة وتناسوا الأداء! وبرَّر بوظو الأداء السيئ للحكام في مونديال ألمانيا إلى تركيز لجنة الحكام بالبطولة على ارتفاع معدل اللياقة البدنية للحكام بشكل ملحوظ وزيادة فترات التدريب البدني وكل ذلك على حساب التدريبات الفنية والنفسية التي لم تأخذ حقها في الجرعات المكتسبة للحكام مما جعل الإرهاق يسيطر على أدائهم بفعل الأحمال التدريبية الكثيرة التي أخذوها في المعسكرات. 21 حكماً عدد قليل جداً وأشار بوظو إلى أن لجنة الحكام الدولية أخطأت كثيراً عندما قلّصت عدد الحكام إلى واحد وعشرين حكماً فقط يتم تكليفهم لإدارة أربع وستين مباراة وهو أمر غير منطقي، فقد كان من المفترض أن يتم اختيار ما لا يقل عن ثلاثين حكماً منعاً للإجهاد وحفاظاً على مستوى التحكيم طوال فترات المونديال. الإنجليز أكَّدوا فشل الجهاز! كما عاب بوظو على اللجنة الدولية للحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم - فيفا - إقرارها استخدام جهاز التواصل السمعي بين حكم الساحة والمساعدين قبيل بدء البطولة العالمية بيومين وهو الأمر الذي أدى إلى إرباك الحكام أثناء المباريات نظراً لأن التواصل السمعي يحتاج إلى تمارين للتعوّد عليه بين الطاقم التحكيمي تصل مدتها إلى ستة أشهر لأن الحكام تعودوا على التواصل عن طريق النظر وقد أثبت إقرار استخدام الجهاز فشله بدليل أن حكم الساحة الإنجليزي أشهر ثلاث بطاقات صفراء للاعب واحد في مباراة واحدة ولم ينبهه أي من مساعديه عن طريق الجهاز السمعي. اسألوا الممثلين العرب وحول دوره في دعم الحكام العرب في مونديال ألمانيا قال بوظو عندما كنت في لجنة الحكام الدولية شاهدتم كيف كنت داعماً لكل الحكام العرب حتى وصلوا إلى تحكيم نهائي مونديال فرنسا، لكن الآن هناك ممثلون غيري ولديهم الجواب عن سر غياب الحكام العرب عن مونديال ألمانيا وضعف مشاركاتهم. توحيد القرارات بوظو قال إن أخطر السلبيات التحكيمية التي ظهرت في مونديال ألمانيا تضمنت عدم توحيد القرارات التحكيمية في كل مباراة وكأن القانون التحكيمي يختلف من مباراة لأخرى وهي سلبية خطيرة جداً ومن الأولى دراستها والحرص على عدم استمرارها. اللغة أهم من عناصر الطاقم ورفض بوظو أن يكون من ضمن المؤيّدين لتكليف طاقم تحكيمي من بلد معيّن لإدارة المباريات قائلاً: ليس من التطور فعل ذلك فبعض البلدان لديها حكام ساحة ممتازون لكن ليس لديها مساعدون على درجة متفوقة والعكس صحيح والأهم هو أن تكون لغة الطاقم التحكيمي واحدة ومفهومة. هذه الكرة ليست ذكية وأشار بوظو إلى أن استخدام التقنية في مجال التحكيم أمر يحتاج إلى وقت ودراسة وآليات دقيقة لتطبيقه وقال: يجب أن تكون التقنية حاضرة في كل بلد يلعب كرة قدم قبل أن يتم تفعيلها، ثم إن التقنية ترتبط بالتدريبات على استخدامها من قبل الاتحادات القارية وهو أمر يحتاج إلى دعم مادي وإمكانات قد لا تكون موجودة في بعض الدول الأمر الذي يؤخر عملية تطوير حكامها، ونبّه بوظو إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم استخدم الكرة الذكية وطبّقها في مونديال كأس العالم بالبيرو وكان الهدف من ذلك التأكد من أن الكرة تعطي إشارات صحيحة حال عبورها خط المرمى وهو الأمر الذي لم يحصل، حيث تجاوزت الكرة خط المرمى مرتين ولم تعط الكرة الذكية أي إشارات رغم أن ذلك أهدر احتساب هدفين. خليل أفضل من نصف حكام العالم بوظو اعتبر أن عدم اختيار الحكم السعودي خليل جلال كحكم أساسي في مونديال ألمانيا فيه إجحاف كبير لهذا الحكم الطموح المتميز، مؤكداً أن خليل جلال أفضل من نصف حكام مونديال ألمانيا وكان من المنطقي أن يتم الاعتماد عليه في المونديال لكن ذلك لم يحدث وآمل أن يستمر هذا الحكم في تألقه وأن ينتظر فرصة عالمية أخرى فهو يستحق الكثير. اجتماع دولي وذكر بوظو أن اجتماع لجنة الحكام الدولية بالاتحاد الدولي لكرة القدم سيكون في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر القادم في زيونيخ، حيث سيتم اعتماد لائحة الحكام للعام المقبل ومناقشة أخطاء التحكيم في مونديال ألمانيا وسيحضر الاجتماع رؤساء لجان التحكيم في الاتحادات القارية.