قالت بريطانيا إنها لا ترى دليلاً يدعم (مزاعم) بأن واشنطن تمول زعماء حرب في الصومال على الرغم من تأكيدات رسمية أمريكية أن الولاياتالمتحدة تدعم شركاء محليين في تلك البلاد لمنع تنظيم القاعدة من إقامة (رأس جسر) في الصومال البلد الذي يشهد معارك عنيفة منذ أكثر من عشرة أيام. ولم يؤكِّد المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو بشكل واضح أن الولاياتالمتحدة تدعم أحد أطراف النزاع التحالف لإحلال السلام ومكافحة الإرهاب الذي يضم زعماء حرب يقاتلون ميليشيا المحاكم الإسلامية. لكنه قال أمام الصحافيين (نواصل العمل مع شركاء محليين ودوليين في كل مكان نستطيع القيام بذلك فيه لقمع الإرهاب ومحاولة منع صعوده). وأضاف سنو أن الرئيس الأميركي جورج بوش يرى أن (مسؤوليته الأولى بصفته القائد العام هي حماية الأميركيين)، موضحاً أن الصومال تشهد (عدم استقرار وبيئة من عدم الاستقرار والقاعدة يمكنها أن تترسخ فيها ونعمل لمنع القاعدة من إقامة رأس جسر في الصومال فعلياً). غير أن وزيرة الدولة البريطانية هيلاري بن قالت للصحفيين إنها لم تر دليلاً يدعم مزاعم بأن واشنطن تمول سادة الحرب في مقديشو في المعركة بينهم وبين الميليشيات الإسلامية. وكان نحو 250 شخصاً لقوا حتفهم في ثلاث جولات من القتال هذا العام بين الميليشيات المرتبطة بالمحاكم الإسلامية في مقديشو وتحالف من سادة الحرب لمكافحة الإرهاب يعتقد كثيرون أنه يتلقى تمويلاً من الولاياتالمتحدة. وقالت الوزيرة البريطانية للصحفيين بعد زيارة للصومال (تسري الآن هدنة في مقديشو ويحدوني أمل قوي أن تستمر). وكانت تشير إلى هدنة في أحدث وأعنف موجة من القتال التي أودت بحياة نحو 150 شخصاً. وقالت معقبة على اتهامات من الميليشيات الإسلامية بأن واشنطن تدعم سادة الحرب وهي مزاعم يشير كثير من المحللين إلى صحتها (أعلم أن أناسا أدلوا بتلك التصريحات.... ولكني لم أر دليلاً بنفسي على ذلك). ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن الصومال تلك الدولة الواقعة في منطقة القرن الإفريقي ولا توجد فيها حكومة مركزية منذ عام 1991 أصبحت ملاذاً محتملاً للمتطرفين. ويزعم أعضاء تحالف زعماء الحرب أن المحاكم الإسلامية تأوي متشددين على صلة بتنظيم القاعدة. ولم تنف الولاياتالمتحدة المزاعم أو تؤكدها لكنها قالت إنها سوف تساند الجماعات التي تكافح الإرهاب في الصومال. وقال توني اسنو المتحدث باسم البيت الأبيض في وقت سابق في واشنطن (هناك قلق من وجود إرهابيين أجانب ولا سيما من القاعدة داخل الصومال حالياً). وأضاف قوله (في جو من عدم الاستقرار مثلما شهدناه في الماضي فإن القاعدة قد ترسخ أقدامها ونحن نريد أن نتأكد أن القاعدة لا تقيم في الواقع رأس جسر ساحلياً لها في الصومال). واجتمعت بن مع رئيس الحكومة المؤقتة للصومال عبد الله يوسف خلال زيارتها يوم الأربعاء لبايدوا المدينة الإقليمية التي يوجد فيها مقر الحكومة بسبب عدم الأمن في العاصمة مقديشو. وقالت بن - وهي أول وزير بريطاني يزور الصومال منذ عام 1993 - (لا أظن أن القتال الذي وقع في مقديشو يقلل من أهمية العمل من أجل إنجاح الحكومة الانتقالية).