قال شهود عيان إن مقاتلي"تحالف إرساء السلم ومكافحة الإرهاب"، المدعوم من الولاياتالمتحدة، يستعدون لصد هجوم متوقع من ميليشيات"المحاكم الإسلامية"على مدينة جوهر الشمالية بعدما هيمنت على العاصمة الصومالية مقديشو. واتخذت ميليشيات زعماء الحرب مواقع دفاعية في مناطق استراتيجية في جوهر 75 كلم شمال غرب مقديشو التي يسيطر عليها عضو"التحالف"البارز محمد دهيري الذي يُعتقد أنه في اثيوبيا لطلب تعزيزات. وقال الرئيس الأميركي جورج بوش إنه يعد"رداً أميركياً"على التطورات الأخيرة في الصومال. ومع توقف القتال أمس، تحرك مقاتلون من الطرفين في اتجاه جوهر، لا سيما عناصر"المحاكم"التي تسعى إلى تعزيز مكاسبها. ومنذ شباط فبراير الماضي، تدور معارك طاحنة بين زعماء الحرب والإسلاميين للسيطرة على مقديشو. وعلى رغم أن"المحاكم"هي أول فصيل يحكم قبضته على مقديشو منذ سقط نظام الديكتاتور محمد سياد بري العام 1991، فإن تظاهرات نظمتها أكبر قبائل العاصمة أول من أمس، أكدت أن المهمة ليست سهلة، إذ تعهدت قبيلة"ابغال"التي يتحدر منها معظم زعماء الحرب بالتصدي لهيمنة الميليشيات الإسلامية على المدينة. وقد يجد الإسلاميون أنفسهم مضطرين للتفاوض مع القبائل ذات النفوذ الواسع، خصوصاً بعدما فر معظم قادة"التحالف"اثر خسارتهم معركة السيطرة على العاصمة الصومالية. محاربة الكفار وفي المقابل، حض، أبرز رجل دين إسلامي في مقديشو، الشيخ نور بارود إلى"محاربة الكفار". وقال في تصريح إذاعي إنه"يجب على كل الصوماليين أن يدافعوا عن المحاكم الشرعية، لأن الامر ليس قتالاً بين فصائل، بل هي حرب ضد الكفار". ويثير هذا النداء قلقاً من استئناف المواجهات بين الإسلاميين وزعماء الحرب. واعتبر بارود، العضو في المحاكم الشرعية، أن المعارك تجري"بين الذين ينصرون الإسلام من جهة، والغزاة ومن والاهم من جهة أخرى". وكان الرئيس بوش أعرب عن"قلقه"، أول من أمس، بسبب عدم الاستقرار في الصومال. وقال إنه يعد"رداً أميركياً"على الحوادث الاخيرة، حتى لا يصبح الصومال ملجأ لتنظيم"القاعدة". وقال في تصريح صحافي:"عندما يسود عدم الاستقرار في مكان ما من العالم، نشعر بالقلق. لذلك ثمة عدم استقرار في الصومال". وأضاف أن"هاجسنا الأول هو أن نقوم بكل ما من شأنه منع الصومال من أن يصبح ملجأ للقاعدة. لذلك، نراقب عن كثب الاحداث الجارية هناك، وسننصرف لدى عودتي إلى واشنطن إلى مزيد من التفكير في الرد الافضل على التطورات الاخيرة في الصومال". وعاد بوش إلى واشنطن أمس. وانتهى تدخل الولاياتالمتحدة عسكرياً في الصومال، العام 1993، إلى فشل ذريع ومقتل 18 جندياً. لكنها دعمت"تحالف إرساء السلم ومكافحة الإرهاب"في مواجهة الإسلاميين. واعتبرت واشنطن، أول من أمس، أن سياستها في دعم زعماء الحرب لا تزعزع استقرار الصومال، حيث"العنف ليس أمراً جديداً". وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن"وجود الإرهابيين الاجانب في الصومال واقع يؤدي بحد ذاته إلى زعزعة الاستقرار". إلى ذلك، قال مصدر مقرب من أحد قيادات"المحاكم الإسلامية"ل"رويترز"إن الإسلاميين ينتظرون السيطرة على مدينة جوهر، لإعلان تشكيل حكومي يحل محل الحكومة الانتقالية الضعيفة. وقال علي عبدالقدير إن أحد اقاربه قيادي بارز في"المحاكم"، أبلغه أنهم"سيعلنون حكومتهم، فور السيطرة على جوهر". وأضاف:"لا أعتقد أنهم الإسلاميين يخططون للتعاون مع الحكومة الانتقالية، حتى ان بعضهم قال إن الحكومة لابد أن تستسلم للمحاكم". لكن رئيس"المحاكم الإسلامية"الشيخ شريف أحمد سعى في مهرجان خطابي، أمس، إلى طمأنة المتخوفين من إقامة دولة إسلامية متشددة في الصومال. وقال:"اختُبرت الاشتراكية كطريق لحكم العالم، لكنها فشلت. واختبرت الديموقراطية، وهي تفشل. الطريق الوحيدة هي أن نجرب الإسلام. لكن هذا متروك للشعب ليقرره". ارتفاع اسعار الاسلحة من جهة أخرى، ارتفعت أسعار الأسلحة في مدينة بايداوة الجنوبية، مقر الحكومة الانتقالية العاجزة عن إدارة البلاد، بعدما تواترت أنباء عن عزم الميليشيات الإسلامية التحرك في اتجاهها. وكان رئيس الحكومة الانتقالية محمد علي جدي هنأ الإسلاميين على انتصارهم على زعماء الحرب، كما أقال اربعة من وزراء حكومته لمشاركتهم في تأسيس"التحالف". ورفض الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد الدعم الاميركي لزعماء الحرب، مشدداً على أن أي جهود لمحاربة الإرهاب ينبغي أن تكون بالتنسيق مع حكومته. في غضون ذلك، طردت كينيا التي تدعم الحكومة الانتقالية في الصومال، أحد زعماء الحرب أمس. وقالت إنها لن تستقبل"متورطين في غياب الاستقرار في الصومال". وأطلقت الشرطة الكينية عضو"التحالف"عبدالرشيد حسين شيري الذي كانت اعتقلته من أحد فنادق نيروبي الفاخرة حيث كان يقيم، بعدما تعهد بمغادرة البلاد.