تحرك مقاتلو ميليشيات"المحاكم الإسلامية"في الصومال شمالاً، في اتجاه معاقل"تحالف إرساء السلم ومكافحة الإرهاب"المدعوم من الولاياتالمتحدة، لكسب مزيد من المناطق الاستراتيجية، بعدما أحكموا قبضتهم على العاصمة مقديشو أول من أمس. وتظاهر مئات من أفراد قبيلة"ابغال"القريبة من زعماء الحرب احتجاجاً على سيطرة الإسلاميين على المدينة، متوعدين بمقاومتهم، فيما هنأت الحكومة الانتقالية"المحاكم"على انتصارها. وقال الشيخ شريف أحمد، رئيس"المحاكم"، أمام مؤتمر ضم المئات في مقديشو:"سنواصل الكفاح الإسلامي في الصومال الى أن تقوم الدولة الإسلامية". وجاء موقفه في وقت بدأ الإسلاميون تقدمهم نحو مدينة جوهر 90 كيلومتراً شمال مقديشو، حيث يعسكر قادة"التحالف". وقال عضو"المحاكم"سياد محمد:"قواتنا موجودة في قرية قاليموي على بعد 20 كيلومتراً جنوب جوهر. إننا ننتظر الأوامر من قادتنا للاستيلاء عليها". وأكد عضو"التحالف"علي نور أن"المحاكم تريد فعلاً السيطرة على جوهر. القتال قد يندلع في أي وقت هناك". لكنه قال:"حذّر شيوخ العشائر المحاكم من مهاجمة جوهر، وهددوا بحشد ميليشيا ضدها إذا مضوا أي الإسلاميين في خطتهم". وأضاف أن المحاكم الإسلامية طلبت من تحالف زعماء الحرب القاء السلاح، غير أن مقاتليه يستعدون لشن هجوم لاستعادة معاقل فقدها في مقديشو وتحديداً"منطقة الكيلومتر أربعة". وقال:"إننا نعد أنفسنا لاستعادة السيطرة على أراضينا... نمتلك قرابة 100 عربة"، في اشارة الى شاحنات مكشوفة تعلوها مدافع ثقيلة. وقال وجهاء وشهود في جوهر إن نحو 500 من الإسلاميين توقفوا على بعد عشرة كيلومترات جنوبالمدينة على متن نحو مئة آلية مزودة أسلحة رشاشة، وإن عدداً مماثلاً من عناصر ميليشيات تابعة لزعيم الحرب الذي يسيطر على المدينة محمد دهير، يتمركزون على بعد ثلاثة كيلومترات من الإسلاميين في قاعدة كونغو العسكرية السابقة. وسيطرت"المحاكم"على مقديشو أول من أمس، بعد أربعة أشهر من المعارك الضارية ضد زعماء الحرب المدعومين من واشنطن التي تتهم الإسلاميين بالسعي إلى تحويل الصومال إلى ملجأ ل"القاعدة". وأعربت وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس، عن"قلق حقيقي من أن يتحول الصومال إلى ملجأ للإرهابيين الأجانب". وأكدت أنه"لا يمكن الرد على المدى البعيد على الخطر الإرهابي في الصومال إلا باقامة حكومة مركزية قادرة على تسيير البلاد". وأثنى رئيس الوزراء محمد علي جدي، على"المحاكم الإسلامية"لطردها زعماء الحرب. وقال لإذاعة"فرنسا الدولية":"لقد كانت خطوة رائعة إلى الأمام. كان من المناسب التعامل معهم زعماء الحرب وتدمير قواتهم من أجل استعادة الاستقرار في العاصمة، لأنهم ليسوا مستعدين للقبول بحكومة وليسوا مستعدين للسلام". وأضاف أن قادة"التحالف"كانوا"يضرون بالمصالحة وإرساء الاستقرار والسلام في الصومال. كل تلك القوات التي وحدت جهودها معاً مثلت أركان النصر والحكومة وجهت إليها التهنئة". في غضون ذلك، شهدت مقديشو تظاهرتين ضد الميليشيات الإسلامية جمعتا نحو 2000 شخص. وهتف المتظاهرون في شمال المدينة:"نحمي شمال مقديشو من أي هجوم". وأحاط بالتظاهرة نحو مئة من ميليشيات زعماء الحرب على متن ثماني آليات مسلحة. وتولت قبيلة"ابغال"المتفرعة من قبيلة الهوية الرئيسية التي يتحدر منها زعماء"التحالف"، مهمة مقاومة الإسلاميين في العاصمة. وقال أحد وجهائها شيخ أحمد قدري:"إذا لم تتوقف ميليشيات ما يسمى المحاكم الإسلامية عن غزو مناطقنا، فإن البلاد ستعود إلى الحرب الأهلية". وأعلن زعيما الحرب بشير راجح شيرار وموسى سودي يالاهو انضواء ميليشياتهما تحت لواء القبيلة خلال التظاهرة. وقال راجح:"وافقت قبيلتنا على الدفاع عن أراضينا، وسنقاتل المحاكم التي تتمسح بالإسلام وتحاول خداع شعبنا". وقال احد وجهاء مقديشو حسين شيخ أحمد لوكالة"فرانس برس":"نريد ان نرسم خط دفاع لقبيلة ابغال على الصعيدين السياسي والعسكري". وأضاف إن"أي تقدم داخل أراضي ابغال يجب وقفه فوراً"، موضحا ان وجهاء العاصمة"استضافوا"ثلاثة من زعماء"التحالف لمكافحة الإرهاب". وقال:"لا نناقش انتماءهم الى هذا التحالف او عدمه ونعاملهم بوصفهم اعضاء في قبيلة ابغال"، في اشارة الى زعماء الحرب موسى سودي يالاهو وعمر محمود فنيش وبشير شيرار. واكد شيرار ل"فرانس برس"إن"التحالف لا يزال موجوداً ولا خطة من أجل حله"على رغم الهزيمة العسكرية التي مني بها. ورداً على التظاهرات المناهضة للميليشات الإسلامية، عبّر مئات الاشخاص الثلثاء عن دعمهم للمحاكم الشرعية في حي داينيل جنوب مقديشو.