بداية أود أن أحييكم على جهدكم الملحوظ والمستمر في طرح فكر ثقافي حر وواعٍ.. فلكم مني عظيم الاحترام وبالغ التقدير. أيضاً هي تحية لكم على مبادراتكم الطيبة ممثلة بشخصيتكم الكريمة التي دائماً ما تحمل على عاتقها تكريم المبدعين أينما كانوا في حياتهم أو حتى بعد رحيلهم مخلفين وراءهم أسماءهم التي يفخر الوطن بها ويتباهى.. فقبل أيام فجع أحباء وأصدقاء وتلاميذ وعائلة المربي الفاضل الوالد الشيخ عثمان ناصر الصالح - رحمه الله - الذي كرس حياته في سبيل العلم وارتقائه، فكانت الأنجال كفكرة وبداية وأسلوب.. وهي الآن تفخر باسم أول من أسسها وساهم في نهضتها.. وأما عن حالها الآن فهي كبقية روافد التعليم والثقافة تعاني وجع الفقد وحزن الفراق. من لم يسمع باثنينيته الحافلة بالأدب والعلوم والثقافة.. من لم يقرأ مراسلاته ومقالاته الزاخرة بالعلوم الفياضة بالحكمة.. التقيته مرات كثيرة أتحفني الزمن بها من خلال صلته الطيبة مع والدي رحمه الله، وعرفته من خلالها فاضلاً طيبته أكبر من أن تذكر، لديه مبدأ صريح وله صفة التواضع للصغير قبل الكبير، يكن التقدير والاحترام للجميع وأيضاً يمتلك حس دعابة وقورة، وتسكن روحه الشفافية والصدق.. كثيراً ما كنت أراقبه منكباً على أوراقه يكتب مسودة قصيدة أو فكرة مقالة.. في الصباح الباكر أو في وقت الظهيرة، جميع الأوقات لديه كانت تشير إلى قلم وحرف.. كان كبيراً بعطائه.. كان علماً عظيماً ورمزاً ثقافياً شامخاً كشموخ وطن احتضنه وغفا جسده الطاهر على ترابه.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.