فجعنا برحيل الشيخ عثمان الصالح، والصالح اسم على مسمى وبكل ما يعني الصلاح من معان سامية ونبيلة.. نعم فشيخنا- رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- صالح في دماثة خلقه، وفي تعامله الطيب مع الجميع.. وفي تواضعه الجم، وفي قلبه ولسانه الذاكر الشاكر دوماً، وفي جوده وكرمه وفي علمه وأدبه.. وفي تربية الأجيال التي ستذكره دوماً بكل الفخر والاعتزاز. لقد شرفت بمعرفة الشيخ الصالح منذ ثلاثة عقود من الزمن، وكان صاحب فضل بإهدائي قصيدة عمودية رائعة تنم عن شاعريته ورهافة إحساسه، وذلك بمناسبة تشريفه لنا بزيارة خاصة أتحفنا بها بجميل أدبه- رحمه الله -. وكنا نلتقي به في صالونه الأدبي (اثنينية الصالح) الملتقى الرحب لرواد الندوة العامرة برجال الأدب والفكر والصفوة من طلاب العلم.. كثيرة هي المنعطفات والجوانب المضيئة والمشرقة في حياة أستاذنا الصالح - رحمه الله - وفي منعطف من منعطفات حياته الزاخرة بحب الخير للجميع.. موقف للتاريخ أسجله وأتحدث عنه بشرف واعتزاز في كل مكان وزمان بتاريخ 1 - 7 - 1421ه في مدينة الدمام قام شيخنا بمسعى خير وموفق في تحقيق مصالحة بين أهل قتيل من منطقة نجران وبين أهل القاتل من أهل سدير وهي قضية شائكة ومعقدة دامت سنوات طويلة، وسافر الشيخ من أجلها عدة مرات، وكان لجهود الشيخ -رحمه الله - وبمشاركة عدد من المسؤولين والمشايخ ونخبة من وجوه المجتمع في مقدمتهم الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن الماضي، والشيخ مسفر اليامي - جزاهم الله خيرا - وحضرت شخصياً حفل الصلح الذي أقيم في أكبر قصور الأفراح في الدمام وسط دموع الفرح والابتهاج والدعوات الطيبة لشيخنا الصالح والساعين جميعاً في إصلاح ذات البين وفقهم الله وجعله في موازين حسناتهم. رحم الله الشيخ عثمان الصالح فهو فقيدنا جميعاً، أب للصغير وأخ للكبير، وكان مربياً جليلاً ووالداً حانياً وعالماً فاضلاً ومصلحاً اجتماعياً، وهو الساكن في وجدان محبيه ومن أحبه الناس أحبه الله سبحانه وتعالى إن شاء الله. اللهم فاشهد أننا من محبيه والداعين له دائماً بكل الخير كلما عبرت ذكراه العطرة، ودعواتي لمن بعده من البنين والبنات والأحفاد بالتوفيق والنجاح والسير على خطى الأسلاف العظام والحمد لله على قضائه وقدره {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } . ممدوح بن محمد الشمري /هيئة حقوق الإنسان