طالب السناتور جوزيف بايدن عضو مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الاثنين بضرورة تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي واسع النطاق للأكراد والسنّة والشيعة مع إنشاء حكومة مركزية في بغداد لها سلطات أقل. وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز قال بايدن العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي: إن جهود إدارة الرئيس الأمريكي بوش لإقامة حكومة مركزية قوية في بغداد محكوم عليها بالفشل بسبب التناحر الطائفي والعرقي الذي قاد إلى أعمال عنف واسعة الانتشار. وقال بايدن وليزلي جيلب الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الذي شارك في كتابة المقال: (يبدو واضحاً على نحو متزايد أن الرئيس بوش ليست لديه استراتيجية للنصر في العراق، بل إنه يأمل في تجنب الهزيمة وتمرير المشكلة لخليفته). وذكر بايدن أن السنّة العراقيين سيرحبون بخطة التقسيم بدلاً من أن تهيمن عليهم حكومة مركزية يسيطر عليها الشيعة. وأضاف أن تقسيم العراق سيكون على غرار البوسنة قبل عقد مضى حين قسمت البلاد التي عانت ويلات الحرب إلى اتحادات على أساس عرقي بموجب اتفاقات دايتون التي أبرمت بوساطة أمريكية. ووصف بايدن خطته بأنها (خيار ثالث) يتجاوز (الاختيار الخاطئ) بمواصلة سياسة إدارة بوش الذي ينطوي على رعاية حكومة وحدة وطنية في العراق أو سحب القوات الأمريكية على الفور. وقال بايدن إنه في إطار الخطة يتعين على الولاياتالمتحدة سحب معظم قواتها من العراق بحلول عام 2008 باستثناء قوة صغيرة لمكافحة ما سماه الإرهاب. وبموجب اقتراح بايدن تكون كل من منطقة الأكراد ومنطقة السنّة ومنطقة الشيعة مسؤولة عن تطبيق قوانينها المحلية وعن الإدارة والأمن الداخلي. وتسيطر الحكومة المركزية على الدفاع عن الحدود والشؤون الخارجية وعائدات النفط. ميدانياً شهد العراق أمس أعمال عنف في مناطق متفرقة منه. ففي منطقة الدورة جنوببغداد فتح مسلحون مجهولون النار على سائق شاحنة مما أدى إلى مقتله على الفور. وقد ألقى المسلحون بجثة السائق خارج الشاحنة وقاموا بسرقتها. هذا وانفجرت ثلاث عبوات ناسفة في ثلاث مناطق ببغداد دون أن تؤدي إلى وقوع إصابات. وفي بلدة الإسكندرية (65 كلم جنوببغداد) لقي عراقي حتفه وجرح آخران في انفجار سيارة مفخخة استهدف دورية للجيش الأمريكي. وذكر شهود عيان أن انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه لدى اقتراب دورية للجيش الأمريكي في أحد شوارع البلدة مما تسبب بتدمير ناقلة جنود وشوهدت النيران تلتهمها وقتل مدني عراقي وجرح آخران كانوا قريبين من مكان الانفجار لحظة وقوعه. وأشار الشهود إلى أن الجيش الأمريكي سارع بإغلاق المنطقة وشوهد تحليق مروحيات للجيش الأمريكي في سماء المنطقة. وفي الحويجة (60 كلم جنوب غربي كركوك) أصابت قنبلة على جانب الطريق أربعة مدنيين من بينهم اثنان حالتهما خطيرة حين انفجرت قرب كلية للفنون. وفي محافظة البصرة (550 كلم جنوب) أصيب ثلاثة أشخاص بينهم رجل شرطة بجروح في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دورية شرطة. وفي منطقة المسيب (60 كلم جنوب) عثرت الشرطة العراقية على جثة مواطن مجهول الهوية تحمل آثار تعذيب. من جانب آخر قتل طفلان عراقيان نتيجة هجوم بقذائف آر بي جي كان يستهدف قوات التحالف في الرمادي الليلة قبل الماضية. وجاء في بيان صحفي للقوات متعددة الجنسيات ان قوات التحالف لم تلحقها أية خسائر نتيجة الهجوم. من ناحية أخرى تخرج حوالي 1000 جندي في الجيش العراقي من معسكر للتدريب الأساس أمس الأول مستهلين الخطوة الأولى في تكوين جيش في محافظة الأنبار حسبما أفاد بيان صحفي آخر لقوات التحالف. إلى ذلك نظم جنود عراقيون تخرجوا حديثا احتجاجا يوم الأحد بعد عرض بمناسبة تخرجهم في قاعدة عسكرية غربي بغداد قائلين انهم تلقوا وعودا بألا يخدموا إلا في بلداتهم. وكان الجنود ضمن ألف خريج غالبيتهم من العرب السنّة في قاعدة الحبانية قرب الفلوجة. وأبلغ المحتجون الصحفيين بأنهم غير راضين عن المواقع التي سيخدمون فيها لأول مرة بعد ان تلقوا وعودا بألا يخدموا إلا في بلداتهم. وخلع بعض المحتجين قمصانهم وألقوا بها غضبا وصرخ آخرون في وجه ضباطهم وهددوا بترك الخدمة. وقال الشهود ان أحد الضباط صرخ في وجههم وطلب منهم الرحيل.