ما كاد مقال السينانور الديموقراطي البارز جوزف بايدن يظهر في الصحف داعياً الى تقسيم العراق حسب النموذج البوسني، حتى سارع البيت الأبيض الى رفض الاقتراح، مؤكداً تمسكه بالقرار الدولي 1546 الداعي الى إقامة حكومة تعددية فيديرالية. وقال الناطق باسم الرئيس جورج بوش سكوت ماكليلان رداً على اقتراح بايدن أمس، إن"حكومة تقسيم مع قوات أمنية محلية وحكومة مركزية ضعيفة ... أمر لم يقترحه أي مسؤول عراقي ولم يطلبه العراقيون". واضاف:"نحن متمسكون برؤية عراق بموجب ما ورد في القرار 1546 الصادر عن مجلس الأمن والذي يدعو الى عراق فيديرالي تعددي ديموقراطي وموحد حيث تحترم الحقوق السياسية وحقوق الإنسان بشكل كامل". وأشار الى ان الدستور الذي اعتمده العراقيون في 2005 مرن في ما يتعلق بتقاسم السلطات. وكان السيناتور بايدن، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية عام 2008، اقترح تطبيق حل يشبه الحل البوسني في العراق مع اقامة مناطق تحظى بحكم ذاتي. وكتب في مقال نشرته صحيفة"نيويورك تايمز"وشارك في كتابته ليسلي جيلب، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، ان يقترح تطبيق نموذج البوسنة"للحفاظ على عراق واحد عبر اللامركزية، واعطاء كل مجموعة اثنية - دينية أكراداً وسنّة وشيعة مساحة لإدارة شؤونها الخاصة مع حكومة مركزية تدير المصالح المشتركة". وبعد ثلاث سنوات على اعلان بوش انتهاء"العمليات القتالية الرئيسية"ضد نظام صدام حسين، اعتبر بايدن وجيلب انه"ليس لدى الرئيس بوش استراتيجية للفوز في العراق". واعتبرا ان فرص حكومة الوحدة الوطنية المقبلة في العراق في انهاء"العنف الطائفي"قليلة، وان الفيديرالية هي الحل الأفضل. واقترحا تقسيم العراق الى ثلاث مناطق حكم ذاتي مع حكومة مركزية في بغداد تكلف الدفاع عن الحدود والشؤون الخارجية وعائدات النفط. وان تصبح بغداد"منطقة فيديرالية وتحظى المناطق التي توجد فيها كثافة سكانية وشعوب متعددة الاثنيات، بحماية شرطة متعددة الطوائف وشرطة دولية". وكتبا:"بعضهم سيقول إن التوجه نحو لا مركزية واسعة سيؤدي الى تطهير طائفي لكن ذلك ما يحصل بشكل واضح أكثر فأكثر". وأضافا ان"آخرين سيقولون ان هذا سيؤدي الى التقسيم لكن التفكيك يحصل أمامنا. وكما حصل في البوسنة، فإن وجود نظام فيديرالي قوي يشكل وسيلة قابلة للاستمرار لتجنب هذين الخطرين". يشار الى ان الاتفاقات التي ابرمت في 21 تشرين الثاني نوفمبر في دايتون الولاياتالمتحدة أنهت الحرب وكرست تقسيم البوسنة والهرسك الى كيانين، الجمهورية الصربية والاتحاد الكرواتي - المسلم. وتدعو خطة بايدن - جيلب أيضاً الى انسحاب تدرجي للقوات الأميركية ينتهي في 2008. على صعيد آخر، نظم جنود عراقيون احتجاجاً لمناسبة تخرجهم في قاعدة عسكرية غرب بغداد، رافضين الخدمة خارج منطقتهم وخلع بعضهم قمصانهم وألقوا بها، وصرخ آخرون في وجه ضباطهم وهددوا بالمغادرة. وقال شهود ان احد الضباط صرخ في وجوههم وطلب منهم الرحيل. وتحرص القوات الاميركية التي تدرب العراقيين لإعدادهم لتولي المسؤولية على ضم مزيد من السنّة الى الجيش لضمان التوازن الطائفي وللمساعدة في العملية السياسية. وأكد الجيش الاميركي ان الخريجين جزء من خطط لتجنيد العراقيين في جيش متكامل من شتى انحاء محافظة الانبار. وقال الكولونيل لاري نيكولسون في الفلوجة إن"اقامة جيش متكامل في الانبار هي المستقبل الوحيد. لا بد ان يتمكن الناس عندما ينظرون من نوافذهم ويرون الجيش ان يقولوا هذا جيشنا. اليوم اتخذنا خطوة ايجابية جداً في هذا الاتجاه".